الخسارة لمن يتولّون اليهود من السنن الإلهية

 

أبو هادي عبدالله العبدلي

من يتأمل على مدى التاريخ الإسلامي سيجد بأن هزيمة الباطل وأولياء اليهود والنصارى والمستكبرين من السنن الإلهية مهما حَضُّوا بالافتراءات الكاذبة والشعارات الرنانة لكي يسعوا إلى تضليل واقعهم كمثل واقع حال مرتزِقة تحالف العدوان تحت مبرّرات تسمى بإعادة “الشرعية” وهي في حقيقتها إعادة وتمكين المحتلّ الإماراتي والسعوديّ والأمريكي من الشعب اليمني.

في هذا المنعطف الخطير من تاريخ الأُمَّــة الإسلامية وفي هذا الوقت العصيب الذي تداعت عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها يستشعر المتأمل في واقع المسلمين عامة والمتابع لمجريات الأحداث على الساحة اليمنية والفلسطينية وبقية شعوب العالم الإسلامي بخَاصَّة ويدرك وربما أكثر من أي وقت مضى أن أعظم معوق لإحراز النصر لأمَّة الإسلام هم المنافقون والمطبِّعون مع الكيان الصهيوني وكيف أضحوا بعد أن اشتروا بآيات الله ثمناً قليلًا وباعوا دينهم للطواغيت من الأمريكيين والإسرائيليين وكيف صاروا هم أخطر أثراً وأشد ضرراً على الإسلام وعلى أُمَّـة الإسلام من أعداء الإسلام وأولياء اليهود والنصارى من السعوديّ والإماراتي والأمريكي والإسرائيلي.

لقد أوضح السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، في خطاب له بمناسبة جمعة رجب حول المنافقين واتّجاهاتهم في التخريب وخلخلة الساحة من الداخل قائلاً: “المنافقون هم يتجهون اتّجاهاً تخريبياً، لخلخلة الساحة من الداخل، ينحرفون في مسألة الولاء نحو أعداء الإسلام، نحو أعداء الأُمَّــة، بل يحاولون بكل جد، وبكل جهد، وبكل الوسائل والأساليب إلى تفريق أبناء الأُمَّــة، ألَّا يتجهوا هذا الاتّجاه كأمَّةٍ واحدةٍ بعضهم أولياء بعض، فينحرفون بمن ينحرفون به، بمن يستجيب لهم، بمن يتأثر بهم، إلى معادَاة المؤمنين وموالاة الكافرين من أعداء الإسلام والمسلمين، وإلى الارتباط بهم في حركتهم في النفاق؛ ليكون لهم اتّجاه آخر عدائي للمؤمنين، وولاء للكافرين، وارتباط بالآخرين الذين يتحَرّكون في الاتّجاه المعاكس للتوجّـه الإيمَاني.

إن في مضمون كلام السيد القائد ما يوضح حقيقة تحالف العدوان على الشعب اليمني وأذيالهم والمنافقين وَالمرتزِقة والعملاء الذين يسعون دائماً إلى تخريب وخلخلة الساحة الداخلية وذلك ما بات واضحًا من أعمال مرتزِقة العدوان الذين جلبوا الغازي المحتلّ لكي يحتل أرضهم وكذلك من دول النفاق والتدليس من الإماراتي والسعوديّ الذين يعتبرون في حقيقتهم “خنجراً مسموماً في ظهر الأُمَّــة الإسلامية برمتها” حتى القضية الفلسطينية باعوها بأبخس الأثمان وسعيهم في التطبيع مع الكيان الصهيوني وذلك من الأخطار المحدقة بالمسلمين وكذلك خيانة عظمى للإسلام والمسلمين..

ومن يشاهد المتغيرات التي تجري على الساحة السعوديّة من محاربة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتي ذلك عقب التطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد أشار قائد الثورة في كلمته قائلاً “هم يتحَرّكون ضمن هذا العنوان الواسع: {يَأْمُرُونَ}، لماذا؟؛ لأَنَّ المعروف يُحارَب، المعروف مُحارَب، هناك من يُحارِب المعروف في كُـلّ مجال من مجالات الحياة، في الميدان السياسي: هناك من يُحارِب المعروف، من يسعى لمنعه، من يسعى لإزاحته، في المجال الاقتصادي: هناك من يُحارِب المعروف، من يسعى لمنعه، في المجال الاجتماعي: هناك من يُحاِرب المعروف، من يسعى لمنعه، من يسعى لإزاحته، حركة الكافرين والمنافقين وهم يستهدفون أبناء الأُمَّــة، هي في هذا السياق: إزاحة المعروف ليحل بدلاً عنه المنكر، فيعملون على إزاحة العدل؛ ليحل محله الظلم، إزاحة الفضائل والصلاح؛ ليحل محلها الفساد في كُـلّ شيء، الفساد في أخلاق الناس، الفساد في حياتهم، في شؤونهم الاجتماعية، في علاقاتهم الاجتماعية، في واقعهم الاقتصادي.. الفساد في كُـلّ شيء، هكذا المعروف يُحارَب، فإذا لم يكن هناك توجّـه وتعاونٌ، وتحَرّك جاد للأمر بالمعروف؛ فالمعروف يُحارَب، والمعروف يزاح من واقع هذه الحياة”.

فمن يراجع خطاب قائد الأُمَّــة الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، سيجد عمق ما يحدث في دولة العدوان السعوديّة من متغيرات ومحاربة الأمر بالمعروف وذلك ما بات واضحًا من خلال سعي السعوديّة إلى فتح المراقص والترفيه بحلته الأمريكية الصهيونية، إلى إفساد شباب المملكة وما يدور من ترويج المخدرات حتى أصبحت الرياض عاصمة المخدرات والحشيش بكافة أنواعها وكذلك انتشار الفساد في أخلاق الناس وذلك من مقتضيات التطبيع مع الكيان الصهيوني وما يلوح في مملكة العدوان وهكذا وعلى سير الواقع والمعوقات التي تلوح في تثبيط الأُمَّــة الإسلامية، وتولي السعوديّ والإماراتي أمريكا وإسرائيل ليتم محاربة دول الجوار وأبناء جلدتهم سيجد بأنهم مضوا على نهج أجدادهم من الكفر.

وسيكون مصيرهم الفشل والخسران وكما أن من السنن الإلهية حتمية الخسارة لمن تولوا اليهود والنصارى الهزيمة والسقوط في لعنة التاريخ.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com