المخرج الوحيد أمام ابن سلمان

 

حمدي دوبلة

تتوالى الأنباء عن الصفقات السعودية الجديدة التي يبرمها ابن سلمان لاقتناء المزيد من الأسلحة وعن زياراته المكوكية في المنطقة واستقباله المزيد من الطمّاعين من رؤساء أنظمة الشر، على غرار إيمانويل ماكرون، ومن هم على شاكلته ممن لا يشبعون من حلب بقرة المال السعودي.

الأسبوع الماضي أكدت وسائل إعلام أمريكية أن السعودية طلبت من حلفائها في الخليج وأوروبا والولايات المتحدة مزيداً من صواريخ الباتريوت التي نفدت جراء الهجمات الصاروخية والطائرات المسيَّرة اليمنية التي باتت تضرب المملكة بشكل أسبوعي.

وتنقل الصحف الأمريكية تأكيدات عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين، أن الذخيرة الدفاعية لمملكة ابن سلمان آخذة في النفاد بشكل وُصف بالخطير، وهو ما دفع النظام السعوديّ إلى توجيه مناشدات عاجلة لإدارة بايدن والإتحاد الأوروبي وحلفائها في المنطقة بسرعة نجدتها وإمدادها بالصواريخ الاعتراضية والتحجج بأن المنشآت النفطية الحيوية أمام خطر محدق إذا تأخر الإمداد.

وكعادتها في الكذب والتدليس وذر الرماد على العيون، تسارع وسائل الإعلام الأمريكية وكذلك إدارة بايدن إلى التشدق مجدداً بأن هناك قلقاً كبيراً ومخاوف متزايدة تعتري مسؤولي البيت الأبيض بشأن السجل الأسود لملف حقوق الإنسان في السعودية وعن التجاوزات والانتهاكات الخطيرة لنظام ابن سلمان، لكن ومع ذلك فإنها توافق مرغمة على تزويده بمزيد من الأسلحة والصواريخ انطلاقاً مما تسميه التزاماً أمريكيا لا رجعة عنه بحماية المملكة المتخمة بحقول النفط ومكافحة ارتفاع أسعار النفط, وذلك في إطار محاولاتها الدائمة والمحمومة للظهور في موقف البريء والمحايد وسعيها المفضوح لرفع مسؤوليتها المباشرة عن كل ما يجري من عدوان همجي يدخل عامه الثامن بعد أسابيع, والتأكيد أنه لا دخل لها بسفك دماء عشرات الآلاف من اليمنيين الأبرياء وتدمير مقومات حياتهم وتضييق الخناق على معيشة الملايين من خلال الحصار والحرب الاقتصادية الشعواء التي تشنها أمريكا بشكل مباشر على هذا البلد.

دفع ابن سلمان مليارات الدولارات في شراء السلاح وسينفق المزيد والمزيد ولن يشبع السيد الأمريكي أبدًا من المال السعوديّ ولا من عطاءات بقرته الحلوب، لكن ما ينشده نظام ابن سلمان من أمن وسلام لن يتحقق أبداً ما دام أنه مستمر في عدوانه على اليمن.

وببساطة فإن المعادلة التي يجب أن يدركها ابن سلمان جيدا تقول إن لا أمان للمعتدي إلا إذا سارع إلى وقف العدوان ورفع الحصار وسحب جحافله ومرتزِقته من الأرض اليمنية ورفع يده عن شؤون اليمن وبدون ذلك ستبقى نيران وصواريخ هذا الشعب المكافح الصبور كابوساً تقض المضاجع وتطير النوم من أجفان المعتدين ولن يكون بإمكان بايدن ولا ماكرون ولا أية قوة على هذه الأرض فعل شيء غير الاستيلاء على مزيد من خيرات الخزينة السعودية المُفتّحة الأبواب.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com