يوم ترونها تفكُّ الأغلال

 

منار الشامي

بعد أن سقطت الرياض في وحلِ الحربِ على اليمن مُتسببةً في أكبر كارثة إنسانية عرفها القرنُ الحادي والعشرين فهل ستستطيع البقاء على أقدامها دون تعثُّرٍ وسقوط؟!

مُنذُ أن قرعت الحربُ طبولها راهنت قوى العدوان على المناطِق المحتلّة التي وكلّت للسطوِ عليها مرتزِقتها وعملائها كأولِ ورقةِ ضغطٍ على الجيشِ واللجان الشعبيّة، ولم تكتفِ بهذا فحسب بل لقد أذاقت من فيها مُرّ الاحتلال ومهانة العيشِ فيه.

مأرِب محافظةٌ يمنية سيطرت عليها مِليشيات حزبِ الإصلاح الإخواني منذُ بكورِ العدوان، تتميزُ مأرِب بالإرثِ الحضاري المُتفرّد؛ إذ أنها كانت عاصمةُ مملكةِ سبأ التي ذُكرت في القرآن الكريم، والتي حكمتها الملكة بلقيس من آمنت مع قومها بالله على يدِ نبي الله سليمان عليه السلام.

تحوّلت مأرِب خلال فترةِ الاحتلال بشكلٍ ملحوظ إلى مدينةٍ ازدهرت فيها عمارةُ السجون وتجارةُ الرقيق، امتلأت بعصاباتِ السرقة ومُستنزفي المالِ العام فغدت تعيشُ مرارة الغُربةِ في الوطن والوجود في جحيمِ العيش.

بعد مرورِ الستةِ الأعوام، قدم سماحة السيد العلم مُبادرةً إلى مشايخ قبائلها وعُقالهم تضمنت سلامتهم وحفظ دمائهم وربطهم بالعلاقةِ الإيمانية التي حثّ عليها القرآن، وبعد لقاءٍ مع السيد القائد بدا المشهدُ ضربًا من الخيال، عندما تقدمت القبائِل للقاءِ أخواتها في صنعاء وبعد أن سيطر الجيش واللجان الشعبيّة على كافةِ مديريات المحافظة عدا المدينةِ ومديريةٍ أُخرى.

ظهرت اليوم مأرب تتنفسُ من أطرافها هواء الوطن الحُر والكرامةِ التي فُقدت فيها على مرّ سنينٍ عجاف، وها هي في الغدِ ستبدو أطهر يوم ترونها تفكّ الأغلال التي حاوطتها بأيدي المؤمنين وقبائلها الأبية، تاركة وراءها جُثث الغزاةِ وهي تنفضُ غُبار الاحتلال، طاردة من أرضها من خانوّها وعاثوا فيها فسادًا بجلبابيبِ نسائِهم وانسلاخِ هُــوِيَّتهم وانتمائهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com