مناورات أمريكية مشتركة مع “إسرائيل” والإمارات والبحرين في البحر الأحمر

المسيرة / متابعات

أعلنت البحريةُ الأمريكية في بيانٍ لها، أمس الأول، أنها تقود تدريبًا عسكريًّا سيستمر لخمسة أَيَّـام، هو الأول من نوعه يجمع كلاً من “إسرائيل” والإمارات والبحرين في البحر الأحمر، وذكر البيان أن “قوات إماراتية وبحرينية وإسرائيلية بدأت الأربعاء الفائت، مع القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية (الأسطول الخامس) في إجراء تمرين متعدد الأطراف على عمليات الأمن البحري في البحر الأحمر”، ولم يُحدّد بيان الأسطول الخامس مكان إجراء هذه التدريبات في البحر الأحمر.

وسائلُ إعلام عبرية عكست خجل قيادتها، حَيثُ ذكرت، أنّ “إسرائيل” كانت تفضّل عدم نشر موضوع المناورة البحرية المشتركة مع الإمارات والبحرين، وقال المراسل العسكري في قناة “كان العبرية”: إنّ البيان الأمريكي عن المناورة البحرية المشتركة مع الإمارات والبحرين فاجأ كَثيراً “إسرائيل”، وبصورة عامة الجيش الإسرائيلي، بحيث كانت تفضّل عدم نشر موضوع هذه المناورة على الأقل في هذه المرحلة.

وأشَارَ المراسل إلى أنّ “المناورة تأتي، بصورة خَاصَّة، ضد التمركز الإيراني في البحر”، مؤكّـداً أنّ “إسرائيل” وكل دول الائتلاف الدولي تفهم أنه يجب مواجهة إيران في الساحة البحرية، في وقت نرى أن الإيرانيين فاعلون جِـدًّا في البحر، وخُصُوصاً بعد الأحداث التي جرت في خليج عُمان، لذلك، جرت المناورة.

وبدأت قوات من الإمارات والبحرين وكيان الاحتلال الصهيوني والقيادة المركزية للبحرية الأمريكية، أمس الأول، تدريبات على تنفيذ عمليات أمنية بحرية متعددة الأطراف في البحر الأحمر، تتضمن تدريب فرق الحظر البحري للقوات المشاركة، على تكتيكات الزيارة والصعود والبحث والمصادرة، حَيثُ جرت التدريبات على متن سفينة النقل البرمائية “USS Portland “LPD-27.

وتغطي التدريباتُ منطقةَ عمليات الأسطول الأمريكي الخامس، بمساحة مائية تقدر بحوالي 6.5 مليون كم مربع، وتشمل مسطحات الخليج وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي، التي تضمن ثلاث ممرات عبور حرجة وهي مضيق هرمز، قناة السويس، وباب المندب.

وزعم نائب الأدميرال براد كوبر وقائد الأسطول الخامس الأمريكي والقوات البحرية المشتركة أن هذه التدريبات ستعزز التعاون البحري بين هذه القوى، الأمر الذي سيساعد بنظره، في حماية حرية الملاحة والتدفق الحر للتجارة.

في السياق، يشير خبراء عسكريون إلى أن هذه التدريبات بطبيعة تمارينها والمنطقة التي ستجرى فيها المناورات، تكشف عن أبعاد مستقبلية في غاية الخطورة، حَيثُ قد تؤسس هذه التدريبات مستقبلاً، لسلسلة من عمليات التفتيش والمصادرة، تحت ذرائع عديدة؛ بهَدفِ مبطن وهو استهداف قوى محور المقاومة مثل استهداف سفن نقل الوقود والمواد الغذائية وغيرها.

وقال خبراء: قد يدفع حصول هكذا تدريبات، إلى قيام قوة بحرية مشتركة بين هذه الدول، يكون فيها لـ”إسرائيل” القيادة تحت غطاء عربي، يمكنها من خلاله النفوذ إلى مناطق حساسة جِـدًّا، وهذا الأمر لم يكن مقدوراً عليه لولا اتّفاقيات التطبيع معها.

وأضافوا أن قيام هذه الدول بأية خطوة تصعيدية ما، خُصُوصاً ضد إحدى قوى محور المقاومة، ستؤدي بلا شك إلى اندلاع مواجهة عسكرية قد يصعب إنهاءها.

فيما أشار مراقبون إلى وجود احتمالية كبيرة لاقتراب الولايات المتحدة الأمريكية من تخفيف وجودها العسكري وربما الانسحاب الكامل من المنطقة، وهذا ما يدفع بواشنطن لرعاية الكثير من هكذا تمارين عسكرية مباشرة بين “إسرائيل” وبعض دول الخليج المطبعة، تمهيداً لخطتها الاستراتيجية بالانسحاب الكامل من المشهد، وتكون هذه الدول هي المتصدرة فيه.

في البيان الذي أخجل الكيان الصهيوني هو الآخر لم يخجل السعوديّة؛ كون اسمها لم يتناوله ذلك البيان، غير ما أكّـدته وسائل إعلام عبرية حين أشَارَت إلى هبوط طائرات تابعة لحكومات الولايات المتحدة و”إسرائيل” والسعوديّة في آن واحد في أبوظبي، أظهر وجود السعوديّة في هذه المناورات.

ولفت المراسل العسكري لهيئة البث “الإسرائيلي كان”، إيتاي بلومنتال، على حسابه في تويتر يوم الخميس الفائت، إلى أن طائرة من نوع “بوينغ سي-40 سي كليبر” (الرقم 0201-02) تابعة للجيش الأمريكي ومخصصة لنقل شخصيات هامة حطت في أبوظبي، بالتزامن مع طائرة أُخرى رقم N467AM من طراز “غلف ستريم الثالثة”، وهي تابعة لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد”، وفي وقت لاحق، أشار الصحفي إلى أن طائرة أُخرى من طراز “لوكهيد سي-130 هيركوليز” تابعة للسعوديّة هبطت في أبوظبي أَيْـضاً.

ووفقاً لبيانات “كان”، فَـإنَّ هذه الطائرة تابعة للعائلة الملكية السعوديّة، ولم تصدر بعد أية تعليقات رسمية على الموضوع، ولا يزال الغموض يلف هدف هذه الزيارات، التي تأتي على خلفية إعلان الجيش الأمريكي عن إطلاق الولايات المتحدة و”إسرائيل” والإمارات والبحرين تدريبات هي الأولى من نوعها على عمليات أمنية بحرية مشتركة في البحر الأحمر.