عملية “فجر الانتصار” النوعية.. الهروبُ المذل للغزاة من مأرب! خبراء عسكريون: العملية بكل محتواها وأبعادها تعد نقطة تحول جديدة في موازين المعركة

 

ناشطون حقوقيون: تجنيد الأطفال للقتال في صفوف المرتزِقة بمأرب يندرج ضمن جرائم الحرب وفقاً للمواثيق والأعراف المحلية والدولية

 

المسيرة| منصور البكالي- محمد الكامل- محمد حتروش

بشّر المتحدِّثُ باسم القوات المسلحة، العميد الركن يحيى سريع، الشعبَ اليمني باقتراب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من مدينة مأربَ ووصولهم إلى مشارف المدينة من عدة جهات بعد أن تم دحر الخونة والغزاة والمرتزِقة من مديريات عدة بمأرب.

وتأتي عملية “فجر الانتصار” لتشكِّلَ إضافةً جديدةً لمسار الانتصارات التي ابتدأها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في مأرب منذ عملية “البأس الشديد” والتي تم بموجبها تطهير وتحرير مساحة تقدر بحوالي 600 كيلو متر مربع، وخلال العمليتين خاضت قواتُنا المسلحة أشرسَ المعارك وأشدَّها مع قوى العدوان والمرتزِقة في هذه المحافظة الاستراتيجية والهامة.

وتدحض هذه المَشاهِدُ للإعلام الحربي كُـلَّ الروايات والمزاعم الكاذبة لقوى العدوان بتحقيق انتصارات في جبهة مأرب، كما توضح حجم الانتصار الكبير والاستثنائي لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في هذه المواجهة التاريخية وأن ما تحقّق يعد انتصاراً كَبيراً واستراتيجياً بكل ما للكلمة من معنى، ولا سيما أنه جاء بعد هزيمة ساحقة للعناصر التكفيرية والإجرامية في محافظة البيضاء وسط البلاد، واندحارها إلى غير رجعة من هذه المحافظات الهامة، في عملية كبرى سميت بـ “فجر الحرية”.

وتقع محافظةُ مأرب إلى الشمال الشرقي من العاصمة صنعاء، وتبعُدُ عنها بحدودِ (173) كيلو متراً، وعدد مديرياتها (14) مديرية، ومدينة مأرب هي مركز المحافظة، ومساحة المحافظة تبلُغُ حوالى (17405) كم2.

وتتصلُ المحافظةُ من جهة الشمال بمحافظة الجوف، ومن جهة الجنوب بمحافظتَي شبوة والبيضاء، ومن الشرق محافظتي شبوة وحضرموت، ومن الغرب محافظة صنعاء.

 

أكبرُ وأهمُّ العمليات العسكرية

ويؤكّـد الخبير والمحلل العسكري العقيد عزيز راشد، أن هذه العملية من أكبر وأهم العمليات العسكرية القريبة من مشارف مدينة مأرب، وهذا يدل دلالةً عسكرية واستراتيجية بأن القوات المسلحة اليمنية بكل صنوفها استطاعت كبح جماح تحالف العدوان وأرغمت العدوّ على التقهقر والانسحاب والهروب من المعركة، وأنه لا جدوائية لغاراته الجوية، ووصل العدوان إلى مرحلة العجز عن القيام بأية مناورة عسكرية هناك.

ويقول راشد في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن المعادلة تغيرت وباتت لصالح الجيش واللجان الشعبيّة منذ بدأ خوض معركة التحرير لمديرية نهم ومحافظات الجوف والبيضاء ومأرب، مُشيراً إلى أن عملية “فجر الانتصار” أثرت في عمق العدوان بشكل كبير على المستوى المعنوي والعسكري والسياسي.

 

معسكر كوفل.. أهميّة استراتيجية

ويتطرق العقيد راشد إلى الأهميّة الاستراتيجية لمعسكر كوفل، مؤكّـداً أنه يمثل الخط الدفاعي الأول لمرتزِقة العدوان، إضافةً إلى معسكر ماس، وهو في موقع متمكِّن ويتمركز من حولة مواقعَ عسكرية عديدة من بينها المدفعية والقناصة والصواريخ، ومن بينها ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة متنوعة، إلى جانب الرصد والجانب العملياتي وأماكن السيطرة والتحكم بالعمليات الهجومية، وبالتالي كان يلعبُ دوراً هاماً ومحوريًّا، من حَيثُ الاتساع ومن حَيثُ السيطرة على بقية الجبهات الأمامية، كما كان يمثل إشغالاً للجيش واللجان الشعبيّة من عدة اتّجاهات سواء الشمالية الغربية أَو الشمالية الشرقية أَو الغربية مباشرةً.

ويضيف العقيد راشد: “وعند استعادة الجيش واللجان الشعبيّة لهذا المعسكر الاستراتيجي والكبير أصبح قاعدةَ انطلاق ومكاناً استراتيجياً للرقابة على كافة الخطوط والمحاور التي يمكن أن تُبادِلَ إطلاق النار وأن تمكّن القوات المهاجمة، مُشيراً إلى أن هذا المعسكر يعتبر قوةَ تغطية نارية وقوة ساترة مهمة واستراتيجية للتقدم على كُـلّ المحاور في ما تبقى من مديرية مأرب المدينة”.

ويتابع العقيد راشد: “من ثمارِ عمليةِ فجرِ الانتصارِ تحريرُ معسكرِ كوفل ذي الأهميّة الاستراتيجية والأهم في محافظة مأرب بعد معسكر ماس، حَيثُ لا يتواجد سوى ثلاثة معسكرات مهمة وهي معسكر كوفل ومعسكر ماس ومعسكر تداوين”، مُشيراً إلى أن كبرى المعسكرات باتت في قبضة الجيش واللجان الشعبيّة، وهذا ينبئ بأن قدرة القيادة وقدرة التخطيط للعمليات العسكرية وفي أرض الميدان وفي المناورة والدفاعات الجوية لعبت دوراً محوريًّا هاماً إلى جانب الانهيار والسقوط الكامل لمعنويات العدوّ”.

ويعتبر راشد أن تمكّن الجيش واللجان الشعبيّة من تحرير معسكر كوفل دليلٌ على أن القيادة الجيدة والتخطيط الاستراتيجي والبنية العسكرية الهامة التي استطاع الجيش أن يقوم بها وأن يدرب وأن يعمل بكافة الأسلحة الاستراتيجية من القوات البرية والمشات والإسناد والدفاعات الجوية والطيران المسيَّر والصواريخ المتوسطة المدى والقريبة المدى استطاعت أن تلعب دوراً مهماً متكاملاً”.

ويواصل العقيد راشد قائلاً: “اليوم كان العدوّ والمرتزِقة يعوّلون على الغارات الجوية، ولكن بامتلاكنا للدفاعات الجوية وعدد من الطائرات المسيّرة لم يعد العدوّ السعوديّ يستطيع أن يوفرَ لهم هذا الغطاء على مدى المعركة، وبالتالي المرتزِقة والعدوان خسروا المعركةَ الجويةَ، واستطاع اليمنُ كسرَ معادلة من يمتلك الجو يستطيع أن يمتلك الأرض، واليوم نحن أصحاب الأرض امتلكنا الأرض وهم لم يمتلكوا إلا بعض الجو وهم في تقهقر وتراجع”.

من جانبه، يؤكّـدُ الباحثُ في الشؤون العسكرية، زين العابدين عثمان، “أن عملية “فجر الانتصار” تُعتبَرُ من أهم وأكبر العمليات الهجومية التي دارت معاركُها شمال غرب مدينة مأرب، وتم خلالها تحرير مساحة تقدر بــ 600 كم مربع، مُشيراً إلى أن هذه العملية بكل محتواها وأبعادها تعد نقطةَ تحول جديدة في موازين المعركة وهي مرحلة ثانية من الهجوم الكبير من جهة شمال غرب المدينة بعد عملية “البأس الشديد” التي سحقت كُـلّ خطوط الدفاع الأولى والرئيسية لقوى العدوان ومرتزِقته على الأرض وحرّرت مناطق ومعسكرات استراتيجية على رأسها معسكر ماس.

ويرى عثمان أن عملية “فجر الانتصار” موجةٌ جديدةٌ انقضت هذه المرة على قلب دفاع قوى العدوان ومرتزِقته بشكل مباشر وطهرت مواقع ومناطق ذات أهميّة استراتيجية ومنها “معسكر كوفل” وَ “سلاسل جبلية” حاكمة وملتحمة مع المدينة مباشرة، مُضيفاً أن العملية بما تمثِّلُهُ من تداعيات بالنسبة للعدوان والمرتزِقة كانت ضربة مفاجِئة وكسرت كُـلَّ قواعد الاشتباك وخسر فيها العدوان توازُنَه وكل خطوطه الدفاعية الرئيسية والثانوية، حَيثُ كان العدوّ يحاول التمسك بها لإطالة أمد المعركة واستنزاف قواتنا.

ويتابع عثمان قائلاً: “وبالتالي كانت هزيمةً مجلجلِةً، وقد لوحظت كارثيتُها على لسان مسؤولي قوى العدوان، على رأسهم المسؤولين الأمريكيين الذين خرجوا بتصريحات تخبط وغضب شديد ومناشدة للمجتمع الدولي للضغط على الجيش واللجان بإيقاف الهجوم والعمليات العسكرية فورًا، منوِّهًا إلى أن معركة التحرير مُستمرّة وما تم تحقيقه بفضل الله تعالى من انتصارات ستكون محطات أَسَاسية لحسم وتطهير محافظة مأرب بالكامل، والأيّام القادمة حبلى بالمفاجَآت.

 

تجنيدُ الأطفال

ووثّقت عدسةُ الإعلام الحربي بالصوت والصورة مشاهدَ تثبِتُ تورُّطَ العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته في تجنيد الأطفال للقتال ضد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في المعارك التي دارت في عملية “فجر الانتصار” بمأرب، وهي مشاهد يبعثها العميد سريع إلى الأمم المتحدة التي تتماهى مع الأكاذيب المُستمرّة لقوى العدوان التي تدّعي بأن صنعاء تجند الأطفال، في حين تؤكّـد المشاهد أن العكس هو الصحيح.

ويؤكّـد الناشط والمحامي عبد الوهَّـاب الخيل، أن الأممَ المتحدة وفريق الخبراء التابع لها كانوا يعتمدون في إلقاء التهم على الجيش اليمني واللجان الشعبيّة بتجنيد الأطفال، على تقاريرَ أعدتها قوى تحالف العدوان ضد اليمن وأدواتهم الرخيصة مع أن ذلك غير جائز من الناحية القانونية؛ باعتبَارهم خصوماً، والتي استدلوا فيها على صور لأطفال يحملون السلاحَ في فعاليات شعبيّة وقدموها للأمم المتحدة على أنها مظاهر لتجنيد الأطفال وهذا غير صحيح.

ويقول الخيل في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: على الرغم من امتلاك القوى الوطنية اليمنية الأدلةَ الدامغةَ التي تثبت تورُّطَ قوى العدوان وأدواتهم في جرائم تجنيد الأطفال، إلا أن الأمم المتحدة كانت تصُمُّ آذانها عن سماعها والتحقيق فيها، مُضيفاً أن المشاهدَ الأخيرة التي استعرضها المتحدث باسم الجيش اليمني العميد يحيى سريع لوقائع عملية “فجر الانتصار” بمحافظة مأرب، تؤكّـد تورط قوى العدوان وأدواتهم بجريمة تجنيد الأطفال بالأدلة الموثقة بالصوت والصورة ولا يمكنهم إنكارها.

ويعتبر الخيل أن عمليةَ تجنيد الأطفال التي تمارسُها قوى العدوان وأدواتهم بمأرب بحق الأطفال في المناطق المحتلّة تندرج ضمن جرائم الحرب، وفقًا لنظام روما الأَسَاسي الناظم للمحكمة الجنائية الدولية، وَهي انتهاكات جسيمة لحقوق الأطفال المكفولة في المواثيق والأعراف المحلية والدولية ذات العلاقة.

ويواصل الخيل قائلاً: “ويأتي دفاعُ الأمم المتحدة عن قوى تحالف العدوان وأدواتهم المرتزِقة بما يخص جريمة تجنيد الأطفال وإلقاء التهم على الجيش اليمني واللجان الشعبيّة دون وجه حق، ليثبت انحراف هذه المنظمة الأممية عن مبادئها ومواثيقها والاتّفاقيات الدولية التي تجرّم تجنيد الأطفال، مؤكّـداً أن تجنيدَ المرتزِقة للأطفال بمأرب وبقية المناطق اليمنية المحتلّة، يدل على فشل المجتمع الدولي في حماية الأطفال في تلك المناطق”.

وحمّل الخيلُ الأممَ المتحدة مسؤوليةَ تجنيد الأطفال بمحافظة مأرب وبقية المناطق اليمنية المحتلّة؛ لأَنَّها مَن شجَّع قوى العدوان ومرتزِقتهم على التمادي في ارتكاب الجرائم ومنها جريمة تجنيد الأطفال هذه.

من جانبه، يقول المحامي صالح السماوي: إن لجوءَ مرتزِقة العدوان إلى تجنيد الأطفال يُعتبَر أفعالاً “مجرَّمةً” في مواثيق القوانين الدولية ووفقاً للأنظمة والمعاهدات الدولية التي تمنع الزج بالأطفال في أي نزاع أَو حرب، وبالتالي هي جريمة حرب أُخرى تضاف إلى هؤلاء المرتزِقة.

ويضيفُ السماوي في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن القوانينَ الدوليةَ والمحلية وقوانين العمل وتنظيمه أصلاً تمنعُ استخدامَ الأطفال في العمل العادي، فما بالك بالزج بهم في الحروب والنزاعات؟!، مُشيراً إلى أن هذه الأفعال ليست غريبة على العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته ومن يسمون أنفسهم” شرعية” وهم كيانٌ غير شرعي من الأَسَاس في عدوانهم وحربهم علينا سواء استخدموا الأطفال أَو كبار السن، فهذه جريمة داخل جريمة كبرى، حَيثُ يتم استغلالُ أطفال في هذه المعارك، ضاربين بكل المواثيق الدولية عرض الحائط، ودون أن تراعيَ أية مسؤولية قانونية أَو إنسانية.

 

معركةٌ استثنائيةٌ

ويرى الناشِطُ السياسي زيد الشريف، أن عمليةَ فجر الانتصار تختلفُ عن غيرها من العمليات العسكرية؛ لأَنَّها معركة استثنائية، حَيثُ كانت أمريكا تراهنُ على فشلها من خلال الحشود العسكرية والغارات المكثّـفة والمواقف الإجرامية السياسية والاقتصادية، وأن معونة الله حقّقت الكثير من الانتصارات الكبيرة رغم أنف أمريكا وأدواتها.

ويقول الشريف: كما تحرّرت محافظةُ الجوف ومحافظةُ البيضاء بفضل الله، من شر العدوان ومرتزِقته، ها هي اليوم عملية فجر الانتصار تبسُطُ أشعةَ الحرية على ما يقارب 85 % من محافظة مأرب، وبقية المناطق في طريقها إلى الحرية قريباً بعون الله، ولا بد أن تشرُقَ شمسُ التحرير على كُـلّ شبر من أرض اليمن، مؤكّـداً أن محافظةَ مأربَ قابَ قوسين أَو أدنى من الحرية والاستقلال من شر العدوان والعملاء، وأنه لم يبق سوى القليل حتى يتم إعلانُ مأرب محافظةً حرةً مستقلةً من العدوان ومرتزِقته وداعش والقاعدة قريباً إن شاء الله تعالى، وعملية فجر الانتصار تَشُقُّ طريقَها بمعية الله وبجهاد ومواقف رجال الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com