السياسي جمال عامر: على السعوديّة أن تفهم أن الحل والعقد في صنعاء فقط

أكد أن الحوار السعوديّ الإيراني لن يؤثر إذَا لم تلتزم الرياض بالمطالب الوطنية

المسيرة | متابعات

أكّـد السياسي اليمني، جمال عامر، رئيس تحرير صحيفة “الوسط”، أن على النظام السعوديّ أن يدرك بأن الحل في صنعاء وليس في أي مكان آخر، وأن الحوار بين طهران والرياض لن يمنح الأخيرة أي تأثير على صنعاء؛ لأَنَّ التأثير الوحيد هو الالتزام بمطالب السلام الفعلي التي طرحتها صنعاء.

وقال عامر الذي رافق الوفد الوطني المفاوض في العديد من الجولات، ضمن تصريحات لموقع “عربي 21” نشرت هذا الأسبوع: إن ما تضمنته رؤية صنعاء حول “السلام” ليست شروطاً تعجيزية بل “محدّدات لمطالب وطنية” مثل مغادرة القوات الأجنبية؛ باعتبَارها قوات احتلال، وَأَيْـضاً حقوق إنسانية مشروعة مثل إعادة فتح مطار صنعاء وإنهاء القرصنة على السفن المرخصة.

وحول “التعويضات” التي أكّـد رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام في وقت سابق التمسك بها كمبدأ ثابت، قال عامر: إن ذلك “حق قانوني” يتحمله النظام السعوديّ؛ “باعتبار أن الحكومة السعوديّة تقود العدوان”، وأضاف: “هذه مطالب الحق الأدنى”.

وعلّق عامر على الحوار الجاري بين السعوديّة والجمهورية الإسلامية في إيران، والحديث عن تأثيره على المِلف اليمني، مؤكّـداً أنه بالرغم من الإشادة الإيرانية بتقدم الحوار مع الرياض، فَـإنَّ استهداف المملكة من قبل صنعاء بالصواريخ والمسيّرات لم يتوقف، وأن ذلك يمثل “رسالة واضحة بأن الحل والعقد في صنعاء فقط”.

وقال: إن تأثير أية محادثات مرهون بالتزام تحالف العدوان بالمطالب الوطنية، معتبرًا أن الخطوة الأولى الصحيحة التي يجب أن يتخذها النظام السعوديّ هي الدخول في حوار رسمي ومباشر مع صنعاء، وهو ما يتضمن بالطبع التعاطي الإيجابي والعملي مع المطالب الوطنية.

ويحاول النظام السعوديّ ورعاته في الغرب التهرب من المطالب الوطنية التي تضمن سلاماً فعلياً، وفرض رؤية مغلوطة تقتضي أن توقف صنعاء جميع عملياتها العسكرية وأن تقبل بالدخول في مفاوضات تحت القصف والحصار، وهو الأمر الذي أكّـدت القيادة السياسية والثورية رفضه بشكل قاطع.

وأشَارَ عامر إلى أن حكومة الإنقاذ بصنعاء اليوم تمثل رهاناً قوياً؛ لأَنَّها حكومة ائتلافية، وأن أنصار الله استطاعوا إيجاد دولةٍ بالمعنى الحقيقي “وإن بحدودها الدنيا”، على عكس المناطق الواقعة شكليًّا تحت سيطرة حكومة الفارّ هادي، والتي تعيش تحت احتلال كامل.