ثورة الـ 21 من سبتمبر الحاضر والمستقبل

 

مصطفى العنسي

مع قدوم ذكرى ثورة الـ 21 من سبتمبر نزداد يقيناً بأن موقفَ شعبنا هو الموقف المحق بعدالة قضيته وصوابية موقفه، وهو يسير في مساره الصحيح، مسار التحرّر من الوصاية الأمريكية وأدواتها في المنطقة التي كانت الآمر والناهي في بلدنا قبل قيام ثورتنا المجيدة..

هذه الثورة التي تميزت بأنها لم تقبل أي تدخل خارجي ولم تستنجد بأية قوة أجنبية لحمايتها ومساعدتها، بينما وقف ضدها وحاربها العالم بأسره.. ها هي في ذكراها السابعة لا تزال تواجهُ العالم بقيادة أمريكا وإسرائيل في عدوانهم المتواصل للعام السابع على التوالي وهم يرتكبون أبشع الإجرام والطغيان والقتل والتدمير والحصار والتجويع الذي طال كُـلّ أبناء شعبنا بدون استثناء والذي يدل على حقدِ الأعداء التاريخي والمتراكم لكل ما له علاقة بتاريخ يمننا الحبيب يمن الأنصار ويمن الإيمان والحكمة..

ونحن نستقبل هذه الذكرى بعد أن عزز اليمنيون ارتباطَهم الوثيقَ بالله ورسوله وكتابه، وعززوا ارتباطهم برموز الإسلام الحقيقين في مناسبات مهمة ومتتابعة، انطلاقاً من ذكرى ولاية الإمام علي (عليه السلام) التي تمثل ولايته مفتاح النصر والغلبة.. ومُرورًا بذكرى واقعة الطف كربلاء الحسين بن علي (عليهما السلام) والتي تعلمنا الثبات على الحق مهما كانت النتائج وحجم التضحيات.. وكذلك ذكرى استشهاد الإمام زيد (عليه السلام) والتي تعلمنا كيف نثور على الطغاة والمجرمين مهما كانت التحديات وحجم الأعداء فَـإنَّه كما قال زيد: (لا يدعني كتابُ الله أن أسكت)، ووُصُـولاً إلى ذكرى قدوم الإمام الهادي (عليه السلام) إلى اليمن، والذي نستفيد منه كيف نقيم الحق والعدل ونؤسس دعائم الحكم في الدولة بسياسة القرآن ومنهجه القويم وبقيم وأخلاق قرناءه العظماء الذين تميزوا بالحس العالي في استشعارهم للمسؤولية وسياستهم في إدارة شؤون الرعية كما كان الإمام الهادي (عليه السلام).

وبربط تلك الأحداث والوقائع بواقعة مران ونكبة الأُمَّــة العظمى في استشهاد رجل المرحلة الشهيد القائد: حسين بدرالدين الحوثي (عليه السلام).

نصل من خلال ذلك الرصيد المتراكم من الأحداث إلى خلاصة لتلك التجارب حتى لا نقعَ في نفس الأخطاء التي وقعت فيها الأُمَّــة عندما تنصلت عن مسؤولياتها ووقوفها مع رموزها العظماء ومناصرتهم في تلك المراحل السابقة والتي أفشلت ثورات عظيمة؛ بسَببِ الإهمال والتقصير والتفريط من الأتباع..

يجب أن لا نعيد تجريبَ المجرب؛ لأَنَّنا في وضعية مهيأة قد هيَّأ الله لنا القيادةَ والمنهج.. فما علينا كأمة إلا أن نلتف حول القيادة والمنهج وهذا هو الحاصل بالطبع..

وما نراه اليوم من انتصارات مذهلة ومبهرة إنما هي نتاجُ التفاف شعبنا حول قيادته الربانية في ثورته التي هزمت جحافل أمريكا وإسرائيل وهيئت لسقوط أمريكا وإسرائيل.. هكذا امتد تأثير ثورتنا المباركة لم تسقط أدوات أمريكا في البلد وحسب بل أمتد تأثيرها إلى المنطقة بكلها، وبالأخص كان تأثيرها كَبيراً على بعران الخليج وأسيادهم من الأمريكيين والإسرائيليين والبريطانيين..

أصابتهم ثورة شعبنا بصدمة جعلتهم يعمهون ويتخبطون ويشنون عدوانا لا يزال قائماً دون أن يتحقّق لهم ما يصبون إليه..

بل كانت النتائج عكسية فها هي نتائج عدوانهم اليوم تصب في صالح بناء بلدنا عسكريًّا وتنمويًّا وزراعيًّا، بداية من التصنيع والابتكار، ووُصُـولاً بإذن الله إلى الاكتفاء الذاتي في مجال الزراعة والإنتاج والتصنيع وهذا يمثل رافداً اقتصادياً قوياً في مواجهة الأعداء وحصارهم الاقتصادي..

أما الوضع ميدانيًّا وعسكريًّا فما يحدث في الأيّام الأخيرة هو أشبه شيء بالمعجزة..

التطور الميداني الملفت لا نستطيع أن نستوعبَه.. تسارع الانتصارات وتحرير مساحات شاسعة من قبضة تحالف العدوان بكل جنسياته وطوائفه وجموعه وعتاده وعتيدِه لهي آية من آيات الله العظمى.. كما هي الانتصارات التي يحقّقها رجال الله في القوة الصاروخية والطيران المسيّر وما يتحقّق على أيديهم من نكال وبأس إلهي لَهو آية عظمى أَيْـضاً..

إن الوجع الذي يعيشُه الأعداء اليوم والخوف الذي يخيّم على قادتهم هو ببركة ثورة 21 سبتمبر.

كما أن الانتصارات التي نراها ونشاهدها في الأيّام الأخيرة هي ترجمةٌ لما وعد به قائد ثورتنا السيد القائد -يحفظه الله – حينما وعد بتحرير كُـلّ شبر في أرضنا وطرد المحتلّ منه وإخراجه..

فقد بدأ الشعب معركتَه التحرّرية؛ استجابةً لقيادته الشجاعة والعظيمة والحكيمة وسيكمل رجال الله مشوارهم في معركتهم الحاسمة بإذن الله حتى تنتصر ثورتنا ويندحر المحتلّ ناكساً رأسه يجر أذيال الخيبة والهزيمة والخسران، وغداً سيشع فجر الحرية ويتنفس بلدنا وشعبنا نفس الحرية وسينعم بالأمن والإيمان.. ويصبح حراً مستقلاً من الوصاية والتبعية..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com