يحيى قاسم أبو عواضة لـ “المسيرة”: الإمام زيد -عليه السلام- تحَرّك لإحياء العمل بكتاب الله وإنقاذ الأُمَّــة من العبودية للطغاة

 

المسيرة – أيمن قائد

أكّـد الأُستاذ يحيى قاسم أبو عوَّاضة أن الإمام زيداً –عليه السلام- يُمَـثِّــلُ مدرسةً متكاملةً نتعلَّمُ منها أبلغَ الدروس والعبر، مُشيراً إلى أن ثورة 21 سبتمبر هي امتدادٌ لثورته، حَيثُ خرج الشعب للثورة ضد الظالمين والطغاة.

وقال أبو عواضة في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إننا نستلهم من الإمام الشهيد زيد بن علي -عليهما السلام- ومن كُـلّ مواقفه وأقواله وأفعاله وجهاده وتقواه وعلاقته بالله وخشيته من الله، واستشعاره للمسؤولية نستلهم من مدرسته المباركة كُـلَّ ما يزيدنا وعياً ويقيناً، وفيما يزيدنا بصيرةً، وفيما نزداد فيه ثباتاً وعزماً وقوةَ إرادَة.

إلى نص الحوار:

 

– كيف تنظرون إلى تحَرُّكِ الإمام زيد -عليه السلام- ولماذا تحَرّك من حَيثُ الدوافع والأهداف؟

ورد في نص دعوة الإمام زيد -عليه السلام- للأُمَّـة للتحَرّك الثوري قوله: (عبادَ الله فأعينونا على من استعبد أُمّتَنا، وأخرّب أمانتنا، وعطّل كِتابَنا، وتشرّف بفضل شرفنا، وقد وثقنا من نفوسنا بالمضي على أُمُــورنا والجهاد في سبيل خالقنا وشريعة نبينا صابرين على الحق لا نجزعُ من نائبة من ظلمنا، ولا نرهب الموت إذَا سلم لنا دينُنا، فتعاونوا تُنصروا.. يقول الله عز وجل في كتابه: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”).

من هنا نعرفُ بأن تحَرُّكَ الإمام زيد عليه السلام هو لاستنقاذِ الأُمَّــة من العبودية للطغاة، وإحياء العمل بكتاب الله بعد أن غُيِّبَ تماماً من واقع الحياة، وإقامة العدل في الحياة بعد أن ساد بديلاً عنه الظلمُ والطغيان، وكان عليه السلام يقول: والله لا يدعُني كتابُ الله أن أسكُتَ. كيف أسكت وقد خولف كتابُ الله وتحوكم إلى الجبت والطاغوت؟!

 

– ما الذي نستلهمُه من ثورة الإمام زيد عليه السلام؟

من المهم جِـدًّا أن نعودَ لكي نتأملَ في تاريخ أعلامنا وعظمائنا وهداتنا من نجوم العترة وأعلام الأُمَّــة، نتأمل في تاريخهم كيف كان اهتمامُهم بالمسؤولية، كيف كانوا على مستوى عالٍ من الصبر، والثبات، والبذل، والعطاء، والهِمَّة العالية، وما قدَّموه في سبيل الله سبحانه وتعالى وفي سبيل المستضعفين من عباده، وما واجهوه من طغيان في اتّجاه آخر وتخاذلٍ في اتّجاه ثانٍ، وَهذا يزيدنا عزماً إلى عزمنا، وهمةً إلى همتنا، وصبراً إلى صبرنا، واستعداداً للبذل والعطاء إلى ما هو موجود، فلهذه الذكريات ولهذه المناسبات أهميتُها الكبرى ومردودُها المهم على المستوى النفسي وعلى المستوى الثقافي والفكري وعلى المستوى العملي.

إن ما يربِطُنا بالإمام زيد عليه السلام وغيره من أعلام الهدى من أهل البيت عليهم السلام هو أعظمُ الروابط بعد ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى، بل هو جزءٌ من ارتباطنا بالله سبحانه وتعالى، يربِطُنا بهم الاقتدَاءُ والاتِّباعُ والاهتداء والتمسك، هم لنا القُدوة والقادة، وهم لنا الرموز، هم لنا النورُ الذي نستضيءُ به في ظلمات الجهل والباطل والطغيان، هم صلة مع الله سبحانه وتعالى ومع هديه.

الإمام زيد عليه السلام هو يمثل مدرسة متكاملة نتعلم منها أبلغ الدروس والعبر، وخُصُوصاً ونحن امتداد لثورته المباركة، نحن اليوم بفضل الله سبحانه وتعالى قد وفقنا الله وثُرْنا ضد الظالمين والطغاة وكتب الله لنا النصر على هؤلاء الطغاة والمستكبرين، وما زلنا اليوم في مواجهة مباشرة مع قوى الشر والعدوان ونخوضُ أكبرَ معركة على مستوى الدنيا بكلها.

لذلك نحن نستلهمُ من الإمام الشهيد زيد بن علي عليه السلام ومن كُـلِّ مواقفِه وأقواله وأفعاله وجهاده وتقواه وعلاقته بالله وخشيته من الله، واستشعاره للمسؤولية، نستلهمُ من مدرسته المباركة كُـلَّ ما يزيدنا وعياً ويقينا، فيما يزيدنا بصيرةً، فيما نزداد فيه ثباتاً وعزماً وقوة إرادَة.

 

– هل كان الإمام زيد –عليه السلام- علماً لطائفة معينة؟

يشير السيدُ القائدُ عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى أن الإمام زيد بن علي -عليهما السلام- كان عَلَماً لكل الأُمَّــة الإسلامية، وكان عَلَماً للمسلمين جميعاً، قائداً وهادياً لكل أُمَّـة جده، وليس فقط للطائفة الزيدية، ودعوتُه كانت عامةً، وحركته كانت عامةً، ووجَّه نداءَه وخطابَه إلى الأُمَّــة جميعاً، فتحَرّك في أوساط أُمَّـة جده، حمل هَمَّ الأُمَّــة بكلها، وسعى لإنقاذ الأُمَّــة كُـلّ الأُمَّــة.

فالإمامُ زيدٌ -عليه السلام- غضب لله وصدع بالحق يومَ سكت الساكتون، وصمت العاجزون وخضع اليائسون، ويوم استسلم الأذلون، فتحَرّكَ بكل شموخ وبكل ثبات، بعزة الإيمان على خُطَى الأنبياء-عليهم السلام- لا تأخذُه في الله لومة لائم، لا يبالي بلوم اللائمين ولا بجبروت الظالمين ولا بطغيان الطاغين والمستبدين.

الإمام زيد (عليه السلام) بدافع المسؤولية تحَرّك كمؤمن، يدرك أن انتماءَه لهذا الدين، وأن تمسكَه بكتاب الله عز وجل، وأن اقتفَاءَه لأثر نبي الإسلام محمد يفرضُ عليه حتماً أن يتحَرّكَ، وأن لا يسكتَ، وأن يصدعَ بكلمة الحق في وجه السلطان الجائر، وأن يتحَرّكَ في أُمَّـة جَدِّه ليُقيمَ الحقَّ، وليعمل على إقامة العدل، هو يذكر ما قاله جَدُّه رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: «من لا يهتم بأمرِ المسلمين فليس من المسلمين».

كما حالُ أعلام الهدى إلى يومنا هذا، فالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي هو عَلَمٌ للأُمَّـة كُـلّ الأُمَّــة وليس خاصاً بطائفة معينة، كما هو حال القرآن الكريم؛ لأَنَّهم قُرناؤه.

 

– ما علاقةُ ثورة 21 سبتمبر بثورة الإمام زيد عليه السلام؟

ثورة 21 سبتمبر هي امتدادٌ لثورة وحركة الإمام زيد عليه السلام، امتداد كلي، امتداد في الجوهر والمضمون، في الروح والهدف، امتداد في الموقف، امتداد في التوجّـه، امتداد في طبيعة الظروف والدوافع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com