رسالةُ الشعب من صنعاء: لن تركعَنا واشنطن بحصارها وإجرامها

 

المسيرة: خاص

رفضاً لسياسة التجويع الأمريكية الرامية إلى إركاع اليمنيين، خرج عشراتُ الآلاف من أبناء الشعب اليمني، أمس الأحد، بمسيرةٍ جماهيرية حاشدة، تحت عنوان “الحصار ورفع سعر الدولار الجمركي إجرام أمريكي”، بحضور رسمي كبير.

وفي المسيرة التي أُقيمت بساحة باب اليمن بالعاصمة صنعاء، رفع المشاركون الشعارات الرافضة لسياسة التجويع الأمريكية، مردّدين الهُتافاتِ المطالِبةَ للمجتمع الدولي بموقف واضح إزاء الغطرسة الأمريكية، والإجرام الذي تمارسه واشنطن بحق الشعب اليمني.

وجدّد أحرارُ الشعب اليمني التأكيدَ على أن سياسة التجويع الأمريكية لن تخضعهم للإملاءات التي تفرضها دول الاستكبار.

وفي خضم المسيرة بحضور عددٍ من قيادات الدولة، قال عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، في كلمة له: “نقف اليوم وقفة الشعب اليمني الصامد والمرابط لمواجهة الحرب الاقتصادية كما رابطنا لمساندة الجبهة العسكرية والأمنية”.

 

بصوت شعبي ورسمي: لا مبرّر لإجرام أمريكا

وَأَضَـافَ عضو السياسي الأعلى “القانون الدولي لا يسمح لأية دولة أن تحاصر الشعب اليمني، وبحصار اليمن أثبت تحالف العدوان أنهم يستهدفون الكل دون استثناء”.

وأشَارَ محمد علي الحوثي إلى أنه بعد نقل البنك المركزي بدأ العدوان بقطع رواتب الموظفين، وأوقف الإيرادات من كُـلّ المنافذ والموانئ الواصلة إلى صنعاء وذهبت إلى جيوب النافذين.

وأردف الحوثي بالقول: “نحن المحاصرون ومع ذلك يتهموننا بأننا من نقف وراء الحصار، في محاولة لقلب الحقائق وتزييفها وهذا ما دأبت عليه واشنطن”.

وجدّد عضو السياسي الأعلى التأكيدَ على أن أمريكا تدعم سياسة العدوان المدعومة من مختلف وسائل الإعلام لتثبت بأنها حرب موجهة ضد الشعب اليمني.

ونوّه إلى أنه عندما توفر نصف راتب للموظفين وتم صرفه، أوقف تحالف العدوان دخول المشتقات النفطية إلى الحديدة، وهذا ما تحدث به المبعوث الأممي السابق، مُشيراً إلى أن الأمم المتحدة وتحالف العدوان زعموا أن إيرادات ميناء الحديدة تغطي رواتب الموظفين، مؤكّـداً أنه عندما تم جمعها لعدة أشهر لم تغط سوى نصف راتب.

وأوضح أن من يدخل النفط ويبيعه بالسوق السوداء هم بعض الشخصيات المتلاعبة بقوت المواطنين والمرتبطة بقوى العدوان.

واستطرد الحوثي “لسنا في حاجة لأية مساعدة من قبل قوى العدوان، ولو أعادوا عائدات الموانئ والنفط والغاز سنلتزم بصرف كُـلّ رواتب الموظفين”.

ونوّه عضو السياسي الأعلى إلى أن أمريكا تعمل باستمرار على أن تضرب الريال أمام الدولار، ولو لم يكن هناك من يواجه حرب العدوان الاقتصادية لارتفع سعر الدولار إلى أرقام قياسية.

وأكّـد أن الشعب اليمني واعٍ يعلم بأن السلطة في صنعاء تحافظ على أمنه واستقراره رغم كُـلّ المؤامرات.

وشدّد على ضرورة أن يتحدث الجميع عن العدوّ وإجراءاته الظالمة، “وعلى من يسعى لضرب الجبهة الداخلية أن يطالب بالمرتبات من المرتزِقة وليندّد بزيادة سعر التعرفة الجمركية”.

ولفت إلى أن أمريكا هي من تحاصر وتقتل الشعب اليمني والسعوديّة والإمارات مُجَـرّد أدوات في خدمة المشروع الأمريكي.

وبشأن المظاهر الحية للغطرسة الأمريكية في البلدان العربية والإسلامية التي تعبث فيها واشطن وأدواتها، أشار عضو السياسي الأعلى إلى أنه عندما اتجه الأمريكي إلى سوريا ولبنان وفلسطين عانت الشعوب هناك واليوم يعاني الشعب اليمني لوجود الأمريكي ومشروعه.

وقال: إن على الأمريكي أن يكف عن شعاراته الزائفة والمخادعة، وهو من يتحمل إلى جانب المجتمع الدولي مسؤولية تداعيات قرار زيادة سعر التعرفة الجمركية.

 

صنعاءُ تواصل جهودَها لتجنيب الشعب كوارثَ قرارات العدوان

من جهته، ألقى نائبُ رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير المالية، الدكتور رشيد أبو لحوم، كلمةً أكّـد فيها أن الشعب اليمني عبّر بمسيرته الجماهيرية الكبيرة عن رفضه الدائم لكل إجراءات قوى العدوان بما فيها قرار رفع سعر التعرفة الجمركية المدعوم أمريكيا.

كما أكّـد وزير المالية أن الحربَ الاقتصادية سياسةٌ أمريكية يجري تنفيذها في أكثر من بلد، بما فيها اليمن، مُضيفاً “القطاع التجاري في عموم المحافظات رفض قرار رفع سعر التعرفة الجمركية وحذر من تبعاته الكارثية على معيشة المواطن”.

وأشَارَ إلى أن الرئيس المشاط أوصى بتقديم كافة التسهيلات للحاويات الواصلة إلى ميناء الحديدة، متبعاً حديثه “نعلن عن دخولها حيز التنفيذ كخطوة مهمة للحد من تداعيات قرارات حكومة المرتزِقة”.

وقال أبو لحوم: “كل القطاع التجاري في عموم المحافظات يرغب في الاستيراد عبر ميناء الحديدة، لوجود التسهيلات اللازمة، وهرباً من سياسة الابتزاز ومخاطر القرصنة التي يمارسها أمراء الحرب في المناطق المحتلّة”.

وَأَضَـافَ “نملك منظومة من الإجراءات والقوانين الناظمة للجميع لاستقبال الحاويات التجارية في ميناء الحديدة انطلاقاً من حس وطني لتخفيض سعر السلعة على المواطنين”.

ونوّه إلى أن الحكومة ستخفض أسعار السلع إلى 49 % إذَا ما تم استيرادها من الحديدة، نظراً لزيادة الرسوم في المناطق المحتلّة وأجور النقل المكلفة وبعد المسافة أَيْـضاً.

 

الشعب يؤكّـد” أمريكا تقتلنا جوعاً وحصاراً ولن نركع

وفي بيان صادر عن المسيرة، أكّـد الشعبُ اليمني أن “أمريكا هي المسؤولة عَمَّا يتعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار، ونعتبر رفع سعر التعرفة الجمركية قرار أمريكي تنفذه أدواتها”.

ونوّه البيان إلى أن سياسة التجويع والحصار والتضييق على الشعب اليمني من خلال أشكال عديدة للحرب الاقتصادية بما فيها قرار رفع سعر التعرفة الجمركية لن تزيد الشعب إلا إصراراً وصموداً في مواجهة قوى العدوان.

وأشَارَ إلى أن أعمال القرصنة البحرية جريمة حرب مدانة، وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والحصول على الغذاء والدواء حقوق مقدسة لا نقبل المساومة فيها، معبراً عن الإدانة الكبيرة للصمت الأممي أمام الإمعان السعوديّ في استخدام الحصار كورقة حرب.

وحيّا الشعبُ اليمني في بيان المسيرة المواقفَ الوطنية الرافضة لقرار رفع سعر التعرفة الجمركية، سواء التجار والاتّحادات والنقابات، مشيداً بمواقف المواطنين الشرفاء في المدن المحتلّة الذين عبّروا عن رفضهم لهذه الممارسات.

كما حيا القراراتِ الوطنيةَ التي اتخذها المجلس السياسي الأعلى للحد من قرار زيادة سعر رفع التعرفة الجمركية، داعياً كافة التجار إلى توجيه بضائعهم إلى ميناء الحديدة، محملاً أمريكا مسؤولية أي اعتراض.

وجدّد بيان المسيرة التأكيدَ على أن “الإمعان في التجويع والحصار يجعلنا أكثر تصميماً على تحرير اليمن من دنس أمريكا ودنس أدواتها”.

وجدّد أحرار اليمن التأكيدَ على “مواصلة الشد على أيادي الجيش واللجان الشعبيّة في كُـلّ ساحات المواجهة ونعتز ونقدر بطولاتهم وتضحياتهم في مواجهة قوى العدوان”.

وفي ختام البيان أكّـد الشعب اليمني الاستمرار في التصدي للعدوان، مطالباً القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر بتكثيف الضربات الموجعة في عمق قوى العدوان وتثبيت قاعدة السن بالسن والجروح قصاص.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com