وعيُ أطفال اليمن والانحطاط الأممي

 

توفيق عثمان الشرعبي

رغم استهداف تحالف العدوان للمنشآت التعليمية بطائراته طوال أكثرَ من ست سنوات ورغم استهدافه للأطفال بشكل مباشر إلا أن هذا لم يزد أبناء اليمن الأحرار المدافعين عن وطنهم إلَّا إصراراً للانتصار في الجبهة التربوية، وهذه حقيقة تؤكّـدها إحصائيات المتقدمين لاختبارات الشهادة العامة الثانوية والأَسَاسية والذين يقاربون نصف مليون طالب وطالبة..

وبالتالي لا معنى للكذب والتضليل الإعلامي الذي دأب عليه تحالفُ العدوان ومرتزِقته منذ بداية عدوانه على اليمن.. والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها شريكة له في كُـلّ جرائمه ضد الأطفال والطفولة مقابل المال النفطي القذر الذي تحدث عنه صراحة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون.. مبرّراً سحبَ السعوديّة من القائمة السوداء لقتلة الأطفال باحتياج الأمم المتحدة ومنظماتها للمال السعوديّ لتمويل أنشطتها، مسقطاً القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة أمام هذا المال ناهيك عن سقوط هذه المنظمة أخلاقياً وإنسانياً!!

وهكذا فَـإنَّ نعيقَهم اليوم تجاه ما سمّوه بانتهاك حقوق الأطفال من قبل من يطلقون عليهم “الحوثيين” بات مكشوفَ الأهداف والغايات، متوهمةً المنظمة الدولية -التي يعرف العالم كله أنها إحدى الأدوات لتنفيذ مخطّطات السياسة الأمريكية- أن بإمْكَان أكاذيبها أن تؤديَ إلى نتيجة عجزت الآلة العسكرية للعدوان عن تحقيقها طوال سنوات العدوان السبع.

مشاهد أشلاء أطفال اليمن الذين مزقتهم الأسلحة الأمريكية والبريطانية والغربية وهم بالآلاف تخزق عين الأمين العام للأمم المتحدة غويتريش، والمسيرات لأطفال اليمن في المحافظات الحرة المندّدة بقراره مدفوع الثمن تؤكّـد أن وعيَهم قد تجاوز ألاعيبَ الأمم المتحدة وضغوطاتها المبنية على الكذب والدجل والتضليل فكيف بالكبار من أبناء الشعب اليمني وأحرار العالم؟!..

لم يعد هناك التباسٌ بأن من يقتل أطفال اليمن بالطائرات والجوع والمرض عبر الحصار الإجرامي الظالم هو تحالف العدوان ومرتزِقته، وفي كُـلّ ذلك الأمم المتحدة شريكٌ، بل إن جريمتَها أكبرُ لتغطيتها على كُـلّ هذا الإجرام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com