عمليةُ جيزان الواسعة.. رأيت ثَمَّ رأيت

 

نوال أحمد

وأنا أتابعُ المشاهدَ التي عرضها الإعلامُ الحربي اليمني للأسرى السعوديين والسودانيين واعترافاتهم، وَأَيْـضاً ما عرضه الإعلام الحربي اليمني من مشاهد جديدة جاءت استكمالاً للمشاهد السابقة لعملية محور جيزان، والذي كان مواكباً لأحداث ووقائع تلك العملية العسكرية الناجحة، فعدت من جديد لأستعرضَ المشاهدَ السابقة مجدّدًا؛ لكي أشاهد المعركة بكل تفاصيلها من البداية حتى النهاية لتكتمل الصورة لدي فأتمكّن من الكتابة عن هذه الملحمة البطولية والمعركة اليمانية الخالدة التي عجزت عن تصديقها العقول؛ لأَنَّها فاقت التصور وَالخيال، بيد أنها مشاهد لمعركة حقيقية وُثِقت بعدسة الإعلام الحربي اليمني الذي استطاع بتلك المشاهد النوعية أن ينقل للعالم بالصوت والصورة كُـلّ تفاصيل وأحداث المعركة، وكل من تابع تلك المشاهد كان يرى نفسه وكأنه موجود في ميدان المعركة وكأنه كان حاضراً فيها وبينها.

أحداث عملية جيزان الواسعة كانت معركة بطولية جعلت العالم أجمع يقف مذهولاً أمام تلك المشاهد الحقيقية والمذهلة التي لم يستوعبها البعض حتى هذه اللحظة.

عملية جيزان الواسعة ما زالت إلى اليوم هي حديث العالم بأكمله ذلك؛ لما حقّقه أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من انتصارات كبيرة؛ ولما جسدوه على أرض الميدان من معانٍ إنسانية، ومواقف إيمانية، وأخلاق قرآنية، ولما حدث فيها من معجزات ربانية أذهلت القريب والبعيد والصديق والعدوّ.

فما شاهده العالم من مشاهدَ حقيقية وواقعية لمعركة جيزان هي دروس عظيمة لملحمة تاريخية كان رجالها وأبطالها هم جيشنا ولجاننا الشعبيّة الشجعان البواسل.

لقد كانت غزوة يمانية مباركة، رأينا فيها رجالاً مؤمنين أقوياء بالله القوي العزيز، رأيناهم وهم يحملون إيمانهم سلاحاً وَعتاداً، رجال بأس شديد، ولديهم عزم من حديد، رأينا ثباتهم التليد، واستبسالهم الفريد، وكيف كانوا مرتبطين بالله العزيز الحميد، رأينا في مشاهد عملية جيزان ذلك التأييد الرباني لجند الله وأوليائه، رأينا المدد والإسناد الإلهي الذي مكنهم من عدوهم، رأينا رجالَ الله وهم يتمتعون بتلك المعنويات العالية وبالشموخ اليماني الذي يناطح السحاب.

رأيناهم في علاقة قوية مع الله سبحانه وتعالى، بذكره تلهج ألسنتهم فتطيب أنفاسهم وتطمئن نفوسهم وتسكن به أرواحهم.

رأينا ألطاف الله وَرعايته كيف كانت تحفهم وتحوطهم من الجوانب.

رأينا فيهم قوة الحق وقوة المنطق وفيهم عدالة القضية.

رأينا رجال الله وهم يمتلكون الشجاعة والقدرة القتالية بتكتيكات وخططاً عسكرية متفوقة وَقوية، جسدوا كُـلّ معاني الرجولة والبطولة والشرف بتعاملهم الإيماني والإنساني والأخلاقي مع الأسرى في كُـلّ معاركهم مع العدوّ..

رأينا تلك الروحية الإيمانية التي لو لم توثق بعدسة الإعلام الحربي اليمني لأنكرها الجميع..

لقد كان وَقْعُ تلك المشاهد على العدوّ السعودي والمرتزِقة توازي وَقْعَ الصواريخ والمسيرات اليمانية التي باتت تقصف مواقعهم العسكرية بشبه يومي؛ ولأن كاميرا الإعلام الحربي اليمني باتت جزءًا من المعركة، فهي لا تفارق بندقية المقاتل اليمني البطل، فالبندقية وَالكاميرا رفيقتان لا تفترقان في كُـلّ ميدان وبكل معركة.

رأينا جنودَ ومرتزِقةَ العدوّ السعودي بتلك النفسيات المتردية وهم في حالة ضعيفة وجبانة تعكس حالة الانهزام واليأس والإحباط التي يحملها النظام السعودي.. رأينا كيف أن الله قذف الرعب في قلوب جنود وحامية العدوّ السعودي عندما قاموا بعملية الانتحار الجماعي والقفز من أعالي التباب الجيزانية.

رأينا في المقابل تلك المعنويات العالية التي يتمتعُ بها رجالُ الله.

وهم بتلك الحالة الإيمانية الصادقة، ولديهم قناعةٌ بأنهم يقاتلون على حق وفي سبيل الحق يعلمون بأنهم يحملون قضيةً عادلةً وعلى وعي كامل بواقع المعركة التي يخوضونها.

على يقين بأنهم معَ اللهِ وفي سبيل الله منتصرين، وأن عدوهم مهما أمتلك من إمْكَانيات فهو في سبيل الشيطان مهزومٌ مهزوم.

وما النصر إلا من عند الله القوي العزيز.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com