السفير صبري: معادلاتُ القوة أصبحت تميلُ لصالحنا والتجاربُ الماضية علّمتنا أن لا نثقَ في أمريكا وآل سعود

 

المسيرة | متابعات:

أكّـد سفيرُ بلادنا لدى سوريا، عبدالله صبري، أن الانتصاراتِ التي حقّقها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في جبهات الحدود بجيران، ليست الأولى التي تتمكّنُ فيها قواتُ صنعاء من التوغّل داخل العمق السعوديّ، مبينًا أن العملية الأخيرة التي بثّ مشاهدها الإعلام الحربي جاءت لتذكير آل سعود بوضعيتهم المخزية عسكريًّا، وحتى يجنحوا للسلم واقعاً قبل أن ندخلَ مرحلةَ الوجع الكبير.

وقال السفير صبري في حوار مع موقع “مرآة الجزيرة”، أمس الأول الخميس: إن رسائلَ صنعاء سابقًا وحَـاليًّا هي أنها لا يمكن أن تخضع، وأن معادلات القوة أصبحت تميل لصالحها ولصالح القوى الوطنية المناهضة للعدوان، وأن هذا المتغير ينبغي لآل سعود أن يعترفوا به وأن يغادروا الأحلام الماضوية، فاليمن بعد ثورة 21 سبتمبر ليس كما قبلها، فإن لم يفقهوا، فعلى نفسها جنت الرياض، مُضيفاً “عملتنا التجربة الماضية أن لا نثق في أمريكا وآل سعود، فهم عادة ما يخطئون في قراءة الرسائل، فلو أننا ركنا إلى أحاديثهم المخادعة، لوجدناهم وقد استغلوا التهدئة، وصعّدوا عسكريًّا على نحو أكبر”.

وأشَارَ سفير بلادنا في سوريا إلى أن الصمود اليمني والانتصارات المتوالية في مواجهة تحالف العدوان السعوديّ الأمريكي يعد من العوامل الرئيسة التي صنعت متغيِّراً ملحوظاً في المعادلات الإقليمية، التي تصُبُّ في الخانة الإيجابية لمحور المقاومة، والتي اتخذت زخمًا أكبرَ بعد انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة القدس، إضافةً إلى نجاح سورية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لذا أي تقدم في جبهة من جبهات المقاومة، ينعكس بشكل إيجابي على المشهد اليمني، والعكس صحيح، موضحًا أن الحصار عملٌ حربيٌّ واستمراره يعد تصعيداً بشكل أَو بآخر، ومن هذه الزاوية فَـإنَّ صنعاء في حالة دفاعية لا أكثر، وما زال بإمْكَان الجيش واللجان الشعبيّة والقوة الصاروخية، الانتقالُ إلى مرحلة هجومية أكبر، ونأمل ألا يضطرنا العدوّ الوصول إليها ما دام جادًّا في عروض ومبادرات السلام.

وفي اللقاء، اعتبر السفير صبري، أن معركة سيف القدس وانتصار المقاومة في فلسطين صنعت تحولاً استراتيجياً مهماً في ميزان الصراع مع الكيان الصهيوني، داعياً إلى استثمارِه سياسيًّا في المفاوضاتِ المقبلة، خَاصَّةً وأن العدوَّ يعيشُ أزمةً سياسية داخلية حادة، مبينًا أن الكثيرَ من المستوطنين غادروا إسرائيل، حسب إعلام العدوّ نفسه، وعلى العكس من ذلك فَـإنَّ وحدة الفصائل الفلسطينية، وقدرتها العالية على التنسيق سياسيًّا وعسكريًّا، وتطور قدرة الردع لدى حركات المقاومة، كلها أكّـدت على أن ما بعد معركة سيف القدس ليس كما بعدها.

وأردف قائلاً: إن السيد حسن نصر الله منح انتصارَ فلسطين في خطابه الأخير قيمةً مضافةً وجوهريةً، فأن تكونَ حمايةُ القدس مسئوليةَ الإقليم ومحور المقاومة، هذا يعني أن الكيان الإسرائيلي لن يكون قادراً على الاستفراد بالفلسطينيين مستقبلاً، وقد عرفنا من قادة المقاومة في تصريحاتهم أن التنسيق كان قائماً بين غزة من جهة وبيروت ودمشق وطهران وصنعاء من جهة أُخرى، وهو متغير يعرفُ العدوُّ قبل غيره دلالاتِه، ويحسبُ له ألفَ حساب قبل أية مغامرة مقبلة.

ونوّه صبري إلى أن اليمنَ أصبح منذ فترة فاعلاً مهماً في معادلة المقاومة، باعتراف الصهاينة أنفسهم، موضحًا أن إحدى الدراسات الاستراتيجية بمشاركة جنرالات في كيان العدوّ، استشرفت مؤخّراً الحرب الشاملة، وأدرجت اليمن ضمن النسق الثالث من دوائر المعركة المحتملة، مؤكّـداً أن العدوان على اليمن يخدم الأجندة الصهيو أمريكية، وأن الإمارات وكيلٌ وخادمٌ لهذا المشروع في اليمن وخارج اليمن، مُشيراً إلى سياسة صنعاء التي تعاملت على أَسَاس أن السعوديّة رأس الأفعى في العدوان، وأن تهشيم الرأس كفيل ببقية الجسد، لكن هذا لا يمنعُ أن تعاودَ صنعاءُ تأديبَ الإمارات من جديد، مُضيفاً أن تقديرَ الموقف رهن قرار القيادة السياسية الثورية ممثلة في السيد عبدالملك الحوثي حفظه الله، الذي نرى أن حكمتَه وشجاعته وحسن إدارته لمعركة الصمود قد قادت اليمن إلى هذا الموقع المتقدم من العزة والكرامة وتأكيد الاستقلال والسيادة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com