تحرير الحيمتين العليا والسفلى بتعز.. انتصارٌ استراتيجي للأجهزة الأمنية

  • الحيمة العليا والسفلى بتعز مثلت طوال عقود مضت قلعة للمجرمين والتكفيريين والخارجين عن القانون
  • العملية الأمنية أسفرت عن مقتل العشرات في صفوف الجماعات الإجرامية وأسر آخرين ولا زالت الحملة تطارد البقية في كُـلّ مكان يتم الإبلاغ عنهم
  • تحالف العدوان والمرتزقة فبركوا العديد من الصور المأساوية تم التقاطُها في أوقات سابقة وأعادوا نشرها مدعين أنها من منطقة الحيمة

كانت مرتعاً للجماعات التكفيرية الإجرامية من داعش والقاعدة والتي أفسدت في المنطقة ولم تسلم منهم حتى القبور والأضرحة

المسيرة- أنس القاضي

انتصارٌ جديدٌ للحياة أنجزته سواعدُ الأجهزة الأمنية والعسكرية وحولهم المجتمع في حيمة تعز العليا والسفلى، عادت أغاريدَ الطيور والحياة اليومية آمنة بعد انقشاع ظُلمة الجماعات الإجرامية والتكفيرية الموالية لتحالف العدوان.

‏منطقة الحيمة العليا والسفلى في مديرية التعزية من محافظة تعز، مثلت طوال عقود مضت قلعة للمجرمين والتكفيريين والخارجين على القانون، وكان الوضع وكأنه محظورٌ على الأجهزة الأمنية دخولها!

منذ بداية العدوان على بلادنا قام تحالفُ العدوان بالنشاط فيها والاحتفاظ بها كبؤرة خطرة وورقة رابحة لطرحها في خطط الغزو، وخَاصَّة المتعلقة بالساحل الغربي؛ لكون هذه المنطقة الشمالية الغربية من المحافظة تعتبر ظهيراً لتهامة تعز والحديدة.

في تصريح خاص عن هذه العملية الأمنية المهمة تحدث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) العميد علي حسين دبيش -مدير عام شرطة محافظة تعز-، وقال بأن “الوضع الأمني سابقًا كان سيئاً جِـدًّا يعيث في المنطقة المجرمون فساداً، فيما الأوضاع الأمنية اليوم بعد العملية ممتازة والمواطنون ينعمون بالأمان الذي افتقدوه وحلموا به خلال عقود مضت، بفضل المجاهدين وتضحيات الشهداء”.

وأوضح دبيش أن الحيمتين العليا والسفلى لم تدخلها الدولة والأجهزة الأمنية منذ ثلاثة عقود، مُشيراً إلى أن التنظيمات الإرهابية زادت في هذه المنطقة خلال السنوات الماضية وكذلك العناصر الإجرامية والمطلوبون للعدالة.

رغبةُ الأهالي في استتباب الأمن كانت هي المحرك الأول للعملية -كما بين العميد دبيش-، وذلك بعد كثرة البلاغات والشكاوي من المواطنين وقال: “من منطلق المسؤولية تحَرّكنا في الرصد لهذه الخلايا الإرهابية، وقمنا بالاستطلاع وجمع المعلومات، وبناءً على ذلك قمنا بالتخطيط وتجهيز القوة التي شاركت في الحملة الأمنية، وتوكلنا على الله واستعنا به وبدأنا العملية. فكان الله معنا ونصرنا نصراً عظيماً من أسرع الانتصارات”.

وأكّـد العميد دبيش أن مرتزِقةَ العدوان قاموا بدعم هذه الجماعات الإجرامية بالمدفعية، في محاولة لإفشال الحملة الأمنية، إلا أنها استمرت وأنجزت مهمتها بفضل الله، مُضيفاً أن العملية “أسفرت عن قتلى في صفوف الجماعات الإجرامية وهناك أسرى منهم وما زالت الحملة تطاردهم في كُـلّ مكان يتم فيه الإبلاغ عنهم”.

وفي الأسبوع الماضي، استطاعت الأجهزة الأمنية من وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات بدعمٍ من المنطقة العسكرية الرابعة وبالتنسيق مع الأهالي من تحقيق إنجاز مهم فيها، أَدَّى إلى كسر الجماعات الإجرامية والتكفيرية وعناصر الخيانة والارتزاق، وهو منجزٌ أمني لا يقل أهميّة عن نصر البيضاء أواخر العام الماضي، فمنطقة الحيمة كانت قد أمست مرتعاً للجماعات التكفيرية من داعش والقاعدة، خَاصَّةً بعد تطهير الأجهزة الأمنية لمنطقة شرعب الرونة من التكفيريين، الذين أفسدوا في المنطقة ولم يسلم منهم مَن في القبور والأضرحة!

هذا المنجز الأمني العظيم يزيد من الأمن في الجغرافيا الحرة، كما أنه حرم تحالفَ العدوان من ورقة هامة، وقد انعكست هذه الخسارةُ التي منيت بها قوى العدوان في وسائلهم الإعلامية التي أطلقت سيلاً من الأكاذيب وصورت العملية وكأنها استهداف للمدنيين والأهالي، فيما هي عملية أمنية في جوهرها استهدفت الإجرام، ونُفذت بتنسيق ودعم مطلق من أهالي الحيمة في مديرية التعزية الذين خرجوا بوقفة قبلية مؤيدة للعملية الأمنية.

 

زيف وفبركات إعلامية

القاضي أحمد أمين المساوى -مدير فرع الأمانة العامة للمجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية والتعاون الدولي بتعز-، أكّـد زيف تلك الصور التي تُنشر ويجري إلصاقها بالأجهزة الأمنية، مبينًا على سبيل المثال أن صورة المشنوق على إحدى الأشجار هي لشاب وُجد مشنوقاً في 14 يناير بمنطقة شِعب الماء مديرية خدير في العام 2019م، وهي قضية جنائية بحتة ولا علاقة لها بالحيمة، وجرى دمجُها مع صورة مماثلة من منطقة أُخرى أَيْـضاً والزعم بانها من الحيمة وهو أمر عارٍ عن الصحة.

وأشَارَ المساوى إلى أن هذه الفبركات الإعلامية تكشف مدى إفلاس تحالف العدوان ومرتزِقته الذين ارتكبوا جرائمَ ضد الإنسانية بحق أبناء تعز.

وَأَضَـافَ المساوى أن هناك دافعاً آخر لهذه الفبركات الإعلامية وهو الانسياقُ مع التحَرّكات الأمريكية لتصنيف أنصار الله كجماعة “إرهابية”، لكن المجتمع اليمني يعرفُ جيِّدًا أخلاقَ أنصار الله والقيم العالية التي تتحلى بها الأجهزةُ الأمنية والعسكرية اليمنية.

بدوره، مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، العميد محمد يحيى الخالد، تفقد عزلتي الحيمة العليا والسفلى مع عددٍ من الوجاهات الاجتماعية، ومدراء المكاتب في محافظة تعز عقبَ تطهيرها من العناصر الإجرامية والتكفيرية العميلة، ويأتي ذلك في إطار حرصِ القيادة الوطنية واهتمامها بأمن المجتمع اليمني والاحتكاك به وفي إطار التنسيق بين الجانب العسكري والأمني.

الإعلامي من أبناء محافظة تعز، حسام الباشا، حضر الجولةَ التفقديةَ للحيمتين، وفي سؤال عن مدى تأثير خطاب العدوان على الأهالي، يرى الباشا بأن هذا السيل الإعلامي ذهب أدراجَ الرياح.

ويرى الباشا أن “أحداثَ الحيمة أتت لتؤكّـد وقوف أبناء تعز إلى جانب أبطال الأمن”، مبينًا أنها لم تكن لتنطلي عليهم مزاعمُ ومحاولات المرتزِقة قلب حقائق ما يجري في حيمة تعز، إذ أصبحت أساليبُ العملاء وَإعلامهم في الدفاع عن عناصر التكفير والإجرام مكشوفةً لدى المجتمع ومجربة.

وأكّـد الباشا أن أبناء تعز اليوم يعرفون أن مصلحتهم تكمن في مثل هكذا تحَرّك أمني جاد ومسؤول، وأنهم يزدادون وقوفاً ومساندةً لرجال الأمن في شرطة تعز، حَيثُ تذهب كُـلّ مزاعم المرتزِقة أدراج الرياح.

ولجأ تحالف العدوان إلى فبركة العديد من الصور، صور مأساوية تسبب بها العدوان في مناطق مختلفة اليمن قامت الوسائل الإعلامية الموالية لتحالف العدان والغزو والاحتلال بإعادة نشر هذه الصور والزعم بأنها من منطقة الحيمة، إلا أن حبل الكذب كان قصيراً.

وأشاد أبناء عزلة الحيمة بدور الأجهزة الأمنية بالمحافظة في مطاردة فلول التكفيريين وتطهير المنطقة من عناصر القتل والحرابة والإجرام والتي عاثت في المنطقة الفساد.

وأكّـدت قبائل الحيمة وقوفها مع أبطال الجيش واللجان الشعبيّة والمؤسّستين العسكرية والأمنية وبذلها كُـلَّ غالٍ ونفيس في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار والسكينة العامة للمواطنين.

وأشَارَت إلى أن هذا اللقاء يأتي للرد على أكاذيب أبواق النفاق وقنوات إعلام الفتنة والمجون التابعة للعدوان ومرتزِقته والتي حاولت تزييف الحقائق وحرفها عن مسارها، في محاولة يائسة لتضليل الرأي العام لما يجري في منطقة الحيمة.

 

تباشيرُ الانتصار

وزارة الداخلية في التاسع من هذا الشهر بشّرت اليمنيين بنجاح عملية تطهير الحيمة. وعلى لسان متحدثها العميد عبدالخالق العجري، أعلنت الوزارة نجاح العملية الأمنية المشتركة التي تم تنفيذها في عزلتَي الحيمة العليا والحيمة السفلى بمديرية التعزية بمحافظة تعز.

وقال العميد العجري: إن الحملة استهدفت ضبط عناصر تكفيرية وإجرامية تابعة لتنظيم “داعش” مطلوبين في عدد من الجرائم، موضحًا أن تلك العناصر كانت تقوم بجرائم القتل والتقطع والنهب بحق المواطنين وصدر بحق معظمها أوامر ضبط قهرية من القضاء.

وأشَارَ إلى أن العملية نُفذت بالتعاون مع جهاز الأمن والمخابرات ووحدات من المنطقة العسكرية الرابعة واستمرت العملية لمدة 3 أَيَّـام تدخل خلالها المرتزِقة بالقصف المدفعي.

وأكّـد متحدث وزارة الداخلية أن العملية أسفرت عن القضاء على عدد من أخطر العناصر التكفيرية وجرح آخرين وأسر عدد كبير منهم، ولا زالت المتابعة جارية لضبط الفارين.

وبحسب بيان صادر عن وزارة الداخلية، أَدَّت المواجهات إلى مصرع عدد من عناصر تلك الخلايا الإجرامية، من أبرزهم القيادات التالية:

1- الصريع “عزام طه محمد العبد” قائد ميداني للمجاميع التابعة لتنظيم داعش التكفيري.

2- الصريع “أنور عبد الفتاح الجابري” قيادي تابع لتنظيم داعش التكفيري.

3- الصريع “عارف دحان محمد خالد” قيادي تابع لتنظيم داعش التكفيري.

4- الصريع “عبد الله نعمان أحمد سيف” قيادي ومصنّع عبوات ومدرب تابع لتنظيم داعش التكفيري.

5- الصريع “بليغ أحمد محمد السروري” أحد أخطر عناصر تنظيم داعش التكفيري.

وخلال العملية، ارتقى خمسة شهداء من رجال الأمن قدموا أرواحهم في سبيل الله وفداء لهذا الوطن، كما جُرح أربعة آخرون.

وأكّـدت وزارة الداخلية أنها تحَرّكت لتنفيذ هذه العملية بدافع المسؤولية، وبما يمليه الواجب الوطني، استجابةً للبلاغات والشكاوى التي تقدم بها أبناء المنطقة.

وتقدَّمت بالشكر والتقدير البالغَين لمشايخ ووجهاء ومواطني مديرية التعزية بمحافظة تعز على تعاونهم الصادق، والمساهمة الفاعلة التي كانت من أهم عوامل تحقيق هذا الانتصار، داعية إلى المزيد من اليقظة والإبلاغ عن تحَرّكات أيٍّ من العناصر الإجرامية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com