مبعوثُ “السلام” ومنظمة “الصحة”!

 

سند الصيادي

من يتابع بيانات منظمة الصحة العالمية بشأن جائحة كورونا، سيلمسُ في مضامينها الأدوار الحقيقية التي تؤديها هذه المنظمة، وهي أدوار مسيّسة في مجملها ولا تختلفُ عن الأدوار التي يؤديها المبعوثون الأمميون بشأن النزاعات في العالم الثالث.

كم من تحذيرات تسوقها في بياناتها بشكل استباقي ترعب في توقعاتها الشعوب الفقيرة وَالمستضعفة، بل وَتتهيأ بموجبها لدوائر أُخرى في المنظومة الدولية صناعة الأحداث؛ لكي تتطابق مع التوقعات، وتوظيفها للمزيد من النهب والابتزاز لمقدرات وثروات الشعوب بدواعي المساعدات والمنح التي لا يرى منها إلّا خانات أعدادها وَأصفارها الكثيرة، ثم تختفي في دهاليز اللوبيات الدولية، تاركةً للمستهدفين الفتات القليل وَحرية تبادل الاتّهامات والتساؤلات عن مصيرها.

وَليس بخفيٍّ علينا في اليمن، وتحديداً قبيل تفشي وباء كورونا في المناطق المحتلّة، ذلك الاهتمامُ الغريب والتصريحات المتكرّرة من قبل المنظمة في التحذير من انفجاره الوشيك في البلاد، في الوقت الذي ترزح البلد تحت حصار وعزلة جائرة كان حسنتها الوحيدة الحد من عدم وصول الوباء إلينا، حينها لم نستغرب تلك التحذيرات؛ لأَنَّنا نعلم يقيناً مخطّطات تحالف العدوان -المسنودة من المنظومة الأممية- ومساعيه العملية الحثيثة لإدخَاله ونشره في أوساطنا بحقده الدفين، الذي تكشف علينا قتلاً وتدميراً وتجويعاً لم يستثنِ فيه فئة ولم يميز فيه أحداً، نكاية بمواقفنا المناهضة وَعقاباً على صمودنا الكبير أمام آلته العسكرية والاقتصادية والإعلامية الضخمة.

وغير بعيد من سلوكيات هذه المنظمة “الإنسانية”، تتوالى إحاطات “رسول السلام الأممي” بشأن الأزمة السياسية وَالتحديات القائمة أمام الحل السياسي وفرصه، فلا ترى في محتواها أيَّ تقدّم عملي أَو حتى تلمس في سطورها صدق نوايا ودافع لتحقيق أية تسوية، بل إنك تلمس في ما وراء سطورها سيناريوهات المؤامرة للمرحلة القادمة إن كنت فطناً بما يكفي، وَإذَا ما تتبعت خيط الدخان، ستجده من غليون القيصر كما يقال، وَلتعرف أن كهنة الإنسانية جمعاء وَكاهن السلام الأممي هذا ليس إلّا واجهة فضفاضة لدار ندوة عالمية، سيدها الشيطان الأكبر وَبقية شياطين الدنيا، يستحضر فيها كُـلّ رذائل الأرض تحت جلباب الفضيلة..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com