للعظماء تاريخٌ خاص

 

ندى الوزير

حاولتُ مراراً وتكراراً أن أكتب عن الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد، ولكني احترتُ من أين أبدأ، وكيف أبدأ، وكُلمّا بدأتُ بالكتابةِ تراجعت؛ لأنني ببساطة في كُـلّ مرة أفشل في انتقاء الكلمات والعبارات التي تليق بهذا الرجلِ العظيم، وبحجمِ عطائه وتضحياته ومكانته ووطنيته..

فالصمَّـادُ -سلام الله عليه- يسكن كُـلّ حرف من حروفي، فلم أستطع أن تمر ذكرى استشهاده دون أن أكتب عنه، فكتابتي عن الصمَّـاد كتابة عن الرجلِ العظيم، المجاهد المغوار، الكرار غير الفرار، والشخصية الفولاذية القوية فقد كان الحصن الحصين، والدّرع الواقي للبلاد..

فحين يسألون عن الإنسان والعطاء والنبل والأخلاق، أخبرهم عن الصمَّـاد؛ لأن كُـلّ تلك القيم والخصال تجمعت لدى شخصٍ واحد نهض بكلِّ قوته ليداوي جراح اليمن، تحمل مسؤولية البلاد في ظروفٍ قاسية واستثنائية وحرجة حتى استُشهد، فهنيئاً لشعب كان رئيسها شهيداً.

الصمَّـادُ لم يرحل عنا، فكيف يرحل وهو من بنى وحمى هذا الوطن العزيز الشامخ، فآثار الخير التي زرعها باقية، إنه بحقٍّ نجمٌ ساطع في سماءِ المجدِ يرقى، فـ”للعظماءِ تاريخٌ خاص”، فحين يرحلون لا يتوقف التاريخ بل تسقط الأيّام من مدارِ الزمن، وتسقط الكلمات من سطورِ هذا التاريخ، فالعظماء لا يرحلون وإنّما يصبحون نجوماً معلّقة في السماء، وذكرى لا تُنسى أبداً..

سيكتب التاريخ بأن صالح الصمَّـاد هو الشخص الصالح الذي لم يحتج للقوانين لتخبرهُ كيف يتصرف بمسؤوليتهِ.

سيبقى الصمَّـاد دائماً في وجداننا وذاكرتنا، فكُلنا الصمَّـاد فهذا عهدٌ قطعناه بأن نسير على خُطاه، فنبني ونحمي الوطن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com