مظلومية الحويطي.. الثورة التي قصمت ظهر العبيد

 

المسيرة: خاص

من قبيلة الحويطات العربية الأصيلة، ينحدر الشهيد البطل عبدالرحيم أحمد الحويطي الذي أشعلت دماؤه جذوة الوعي في أذهان شرائح واسعة من الغافلين في المجتمع السعودي، الذين انتبهوا مؤخّراً لحجم المؤامرة السعودية – الصهيونية المتوغلة في بلاد الحرمين بكل ما أوتيت من خبث وفساد.

استغل بن سلمان انشغال الناس بمكافحة وباء كورونا، ليتحَرّك نيابة عن الصهاينة وخدمة لهم؛ بهَدفِ اقتلاع من رفض التهجير عن بيته وأرضه من “عصاة” قبيلة الحويطات، والذين صاروا حجر عثرة أمام الأرض المهداة من آل سعود إلى آل يهود، وهي أَسَاس جغرافي هام لمشروع “نيوم”، وهذا المشروع من أهمِّ أركان البنية التحتية لصفقة القرن المتآكلة، فكان أن قام جنود الطاغية بن سلمان بقتل عبدالرحيم الحويطي الذي رفض الخروج وترك أرضه ودياره لليهود، وهو يعلم علم اليقين أن مصيره لن يختلف عن مصير المصريين الأحرار القاطنين في أرض سيناء على الضفة المقابلة من خليج العقبة، والذين رفضوا كذلك إخلاءَ مناطقهم للسواح والمستثمرين اليهود، فما كان من نظام السيسي إلَّا أن قتل أبناء القبائل الرافضين بدم بارد واضعاً بنادق حكومية بجوار الجثامين المتهمة بـ”الإرهاب”.

لكن، ونظراً للسخط والغضب التفاعلي الكبير الذي تشهده وسائل التواصل الاجتماعي مع مظلومية الحويطي وصموده في وجه آلة القتل السعودي -الصهيوني، يُطرح في الوقت الراهن سؤال عقلاني مفاده: هل ستمثل مظلومية ودماء عبدالرحيم الحويطي شرارة الوعي المجتمعي الرافض للتدجين والإفساد وسلسلة التنازلات الدينية والأخلاقية التي تدار بها مملكة الخنوع، في ظل انكشاف كامل لتفاصيل الهيمنة الصهيونية على آل سعود؟! خُصُوصاً وأن الحويطي لم يقتل فقط لرفضه التهجير من أرضه وأرض آبائه وأجداده، بل قتل أَيْـضاً؛ لأَنَّه فضح النظام السعودي من الداخل؛ ولأنه قال “لا” لطواغيت الجزيرة العربية، وقتل؛ لأَنَّه وقف في وجه المشروع الصهيوني وفي وجه الحلم الشيطاني بإقامة إسرائيل الكبرى؛ ولأنه صدح بالحق في وجه سلطان جائر، قُتل؛ لأَنَّه رفع سقف الرفض في مملكة الذل والخضوع، وليس يخفى على المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي حجمُ السخط الذي يعتمل في نفوس شعب بلاد الحرمين ومقدار الغضب الذي يعتمل في نفوس الأحرار الذين أيقظهم مقتل الحويطي، ليشعروا بفوران الاستياء العارم من كُـلّ ممارسات آل سعود التي تقود البلد إلى هاوية الهوان السحيقة، وتنبئ بحجم الاختناق الإنساني والأخلاقي والقيمي في أرض المقدسات التي أصبحت رهينة لبني إسرائيل.

ها هي صيرورة الثورة العارمة تتنامى وفقاً لنواميس الكون المضبوطة بمشيئة جبار السموات والأرض، وبمقتضى سننه الثابتة في عموم ملكه وفي أوساط عباده، سنن تؤكّـدها المؤشرات وتفصح عن اتّجاهاتها المتغيرات، وعلى رأس تلك المتغيرات سقوط الهيبة المزيفة لآل سعود، وانكشاف سوءة جبروتهم الملفق؛ بفعل حماقاتهم العدوانية وما نتج عنها من مظلوميات كبرى وما تخللها من انتكاسات وضربات يمانية مسددة بعون الله، وكذا بفعل قافلة من تضحيات الأحرار من شهداء بلاد الحرمين أمثال الشيخ نمر النمر.

والآن، ها قد أسقطت نبرة الثورة في صوت المظلوم عبدالرحيم الحويطي، آخر أوراق التوت في الداخل السعودي، ليتنامى صوتُ الحرية، وُصُـولاً إلى سقوط مملكة السخف والابتذال البليد بإذن الله، وما ذلك على الله ببعيد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com