تحالف العدوان والمرتزقة لم يبالوا باتخاذ الإجراءات الاحترازية وكثّـفوا الرحلات الجوية إلى مطار عدن وفتحوا منفذ الوديعة للوافدين

نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة الدكتور حسين مقبولي لصحيفة “المسيرة”:

 

أعددنا خطةً وطنية شاملة لكل محاور واستراتيجيات مكافحة “كورونا” ومنها تفعيل الحجر الصحي

 

المسيرة – حاوره/ أحمد داوود

 

دعا الدكتورُ حسين عبد الله مقبولي نائب رئيس الوزراء، رئيس اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة، إلى توحيدِ الجهود لمختلف الجهات المعنية والأمنية فيما يخصُّ مواجهةَ وباء فيروس “كورونا” المستجد والمنتشر في معظم أنحاء العالم.

وقال مقبولي في حوار خاصٍّ مع صحيفة “المسيرة”: إن اللجنةَ العليا ممثّلةً باللجنة الفنية المشتركة للاستعداد لمواجهة فيروس كورونا، أعدّت خطةً وطنيةً شاملةً لكلِّ محاور واستراتيجيات مكافحة كورونا، ومنها تفعيلُ الحجر الصحي وتنفيذ إجراءات صحية في هذه المنافذ تتضمن فحص درجة الحرارة للقادمين من الدول الموبوءة وتعبئة كرت الصحة للمسافرين، ثم تطبيق الحجر الصحي المنزلي.

 

إلى نصِّ الحوار:

 

 – بدايةً.. نرحب بكم دكتور في صحيفة “المسيرة” ونود أن توضحوا للقارئ عن آلية عمل اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة والخطط والاستعدادات الاحترازية لمواجهة فيروس “كورونا”؟

اللجنةُ الوزاريةُ العليا لمكافحة الأوبئة، هي لجنة متعددة الوزارات، أُنشأت في العام 2019 م بعد انتشار عدة أوبئة، منها وباء الكوليرا في موجته الرابعة التي بدأ في أمانة العاصمة، ثم انتشر في محافظات أُخرى، ووباء حمى الضنك والمكرفس والملاريا والذي انتشر بدايةً في محافظة الحديدة وبعض المحافظات المجاورة لها.

وتعقد هذه اللجنةُ اجتماعاتِها كُـلَّ شهرين أَو ثلاثة، وأحياناً عند تفشي الأوبئة تعقد اجتماعات طارئة، وكما هو حالياً مع الطارئة العالمية لوباء كورونا، فقد عقدت اللجنةُ الوزارية العليا عدة اجتماعات طارئة واستثنائية.

وأما الخطط والبرامج الاحترازية لمنع دخول الفيروس إلى اليمن، فأحب أن أوضح أن الفيروسَ دخل حتى يوم السبت، 28 مارس، إلى 202 دولة بينها دول كبرى وعظمى كروسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وَأَيْـضاً إسبانيا وإيران وجميع دول الخليج وجميع الدول العربية ماعدا اليمن، فمن الصعب منعُ وفود الفيروس؛ لأنه تنفسي وينتقل بسهولة من شخص إلى آخر عبر الرذاذ من العطس أَو السعال، وبالتالي فكلُّ سكان الأرض معرضون لدخول الفيروس إلى بلادنا، ولكن حماية الله أعظم وأقوى.

وقد أعدّت اللجنةُ العليا ممثّلةً باللجنة الفنية المشتركة للاستعداد لمواجهة فيروس كورونا، خطةً وطنية شاملة لكل محاور واستراتيجيات مكافحة كورونا، ومنها تفعيل الحجر الصحي وتنفيذ إجراءات صحية في هذه المنافذ، تتضمن فحص درجة الحرارة للقادمين من الدول الموبوءة، وتعبئة كرت الصحة للمسافرين، ثم تطبيق الحجر الصحي المنزلي.

 

– ما أبرز الصعوبات والتحديات التي تواجهكم؟

  1. ضعف الوعي الصحي والاهتمام بالتوجيهات والإرشادات الوقائية من قبل المواطن اليمني، ونهيب به بضرورة أخذ هذه الأمور بجدية، وعدم التساهل والاستهتار.
  2. ضعف النظام الصحي بعد 5 سنوات من العدوان الغاشم والحصار الظالم، فقد أنهك العدوانُ النظام الصحي وتسبب في ضعفه، ووباء كورونا قد دخل إلى دول لها أنظمة صحية قوية جِـدًّا، ومع ذلك عجزت عن مواجهته وانهارت النظم الصحية في هذه الدول.
  3. عدم التجاوب والتعاون من المنظمات الدولية العاملة في بلادنا، فاستجابتها إما ضعيفة وبطيئة وإما غير موجودة نهائياً.
  4. الصعوبات المالية التي تواجهها الدولةُ والحكومة؛ نتيجة العدوان والحصار، فقد تابعتم أن دولاً كبرى خصصت مئات المليارات من الدولارات وهي تملك أصلاً أنظمة صحية متطورة، بل كثير منها لديها أنظمة تامين صحي لغالبية السكان.
  5. مؤامرات تحالف العدوان ومرتزِقته والذين لم يبالوا ولم يهتموا باتّخاذ إجراءات احترازية أَو وقائية منذُ وقت مبكر، بل إنهم على النقيض من ذلك كثّـفوا الرحلات الجوية إلى مطار عدن، وفتحوا منفذَ الوديعة، مما أَدَّى إلى وفود حوالي أربعة آلاف قادم من دول كلِّها موبوءة بالفيروس، وهذا ما حدا باللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة أن تصدرَ عدة قرارات هامة وعاجلة، ومنها إغلاقُ المنافذ البرية والجوية، وإيقاف رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى مطار صنعاء الدولي.

 

– وماذا بشأن التنسيق مع مرتزِقة العدوان لمواجهة هذا الوباء؟

حاولت اللجنةُ الفنيةُ المشتركةُ الاستعداد لمواجهة فيروس كورونا عدة مرات منذ بدء ظهور هذا الخطر، الذي لو دخل فهو سينتشر في محافظات الجمهورية، سواء المناطق الحرة ذات السيادة الكاملة تحت حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى، أَو في المناطق المحتلّة من تحالف العدوان السعودي الأمريكي، ولكنهم رفضوا التنسيقَ ورفضوا التجاوبَ واتّخاذ الإجراءات الصحية اللازمة في المنافذ الخاضعة لسيطرتهم؛ ولذلك فقد كانت الريبة والشكوك والقلق ينتاب اللجنةَ الوزارية واللجنة الفنية في وجود احتمال كبير لوفود الفيروس إلى مناطق الاحتلال أَو من جهة المرتزِقة في جبهات المواجهة، كما ذكر قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة اليوم الوطني للصمود؛ ولذلك فقد أعدت اللجنة الفنية المشتركة خططَها واستعداداتِها لكلِّ السيناريوهات المحتملة من جانب تحالف العدوان ومرتزِقته، وقد أتت توجيهاتُ الرئيس بقوله نبادر إلى توجيه وزارة الصحة ولجنة مكافحة الأوبئة في صنعاء بالانفتاح على كافة المنافذ والمستشفيات ومكاتب الصحة في المناطق المحتلّة، ونحن على استعدادٍ للتعاون؛ من أجل مواجهة هذا الوباء وفق ما تحدّده القيادةُ السياسية.

 

– تفيد المعلومات بأن العدوانَ يريد نقل أعداد كبيرة من المغتربين من بينهم المعتمرون إلى البلاد؛ بهدف نقل الفيروس.. ما صحتها؟

نعم وصلت إلينا معلومات بذلك بنقل آلاف المعتمرين عبر منفذ الوديعة، أَو بتجهيز قوائم لمسافرين بعشرات الآلاف قادمين من مصر؛ ولذلك فنحن نحذّر تحالفَ العدوان ومرتزِقته من هذه الخطوات المشبوهة، فالعالم كله يغلق مطاراته ومنافذه البرية والبحرية وهؤلاء ينوون تكثيف الرحلات وفتح المنافذ، ونحملهم مسئوليةَ أي وفود للفيروس إلى بلادنا والعمل الخبيث على نشره في اليمن.

 

– ما أبرزُ المحافظات التي تم تكثيفُ العمل فيها، وفترة الحجر الصحي؟

بدأنا بالمحافظاتِ التي يتوافد إليها أغلبيةُ القادمين من الخارج، وهي محافظة البيضاء وتعز وإب، لكن أَيْـضاً هنالك محافظات أُخرى يفد إليها القادمون من الخارج وهم بأعداد أقل مثل صعدة والجوف والحديدة، وكذلك محافظات يتسلل إليها المهربون أَو المرحلون من السعودية، مثل صعدة فنهتم بهذه المحافظات وَنعمل على رفع الجاهزية والاستعداد فيها للحجر الصحي المؤسّسي، مدة الحجر الصحي المعتمدة من منظمة الصحة العالمية هي 14 يوماً.

 

– البعضُ يتحدّث عن وصول بعض المغتربين إلى صنعاء عبر التهريب.. ما الإجراءاتُ التي تتخذونها حيال هؤلاء إن صحت هذه الأنباء؟

هناك جهود كبيرة تُبذل من قبل المعنيين بما فيهم رجال الأمن المتواجدون في النقاطِ الأمنية للتصدي لأية حالات تهريب وضبط المهربين واتخاذ الإجراءات والعقوبات اللازمة لردع كُـلِّ من يتورط في هذا التهريب، كما أنه تم التجهيزُ لاستقبال الوافدين المغتربين لوضعهم في الحجر في محافظة البيضاء وأمانة العاصمة، وإن صحت هذه المعلومات فالتعويلُ على المجتمع وعقال الحارات والجهات الأمنية، وهذا ما حصل فعلاً فقد وصلت بلاغاتٌ من المواطنين ومن الجهات الأمنية، وتم نقلُ هؤلاء العائدين إلى الحجر الصحي المؤسّسي.

 

– ما مدى تعاون المنظمات الدولية معكم في مواجهة هذا الوباء؟

ما تم ملاحظته من المنظمات وخَاصَّة الأممية بشكل عام، هو المماطلة والمراهنة على الوقت لظهورِ حالات من المصابين بالفيروس وانتشاره في أوساط المجتمع، ولم تقم المنظماتُ بتلبية الاحتياجات اللازمة لدعم مراكز الحجر في المحافظات، ما عدا بعض الاحتياجات البسيطة التي لا تتجاوز 20 % من الاحتياجات، بالرغم من موافاتهم بقوائم تفصيلية لكلِّ الاحتياجات الطارئة والضرورية.

 

– يقع بعضُ المواطنين ضحية لفخ الشائعات عن فيروس كورونا، ما الجهود التي بذلتموها للرد عليها؟

هناك لجنة فنية مشتركة للاستعدادِ لمواجهة فيروس كورونا، ولها ناطق رسمي ويقوم بكلِّ شفافية حتى بالإعلان بالنتائج السليمة، وهو ما لا يحدث في البلدان الأُخرى فقد انتشر عندهم الوباء، ونحنُ من باب الشفافية المطلقة مع المواطن ووفقاً لقانون الصحة العامة رقم 4 لسنة 2009م في مادة رقم 11 ووفقاً للوائح الصحية الدولية الصادرة من منظمة الصحة العالمية في 2005 م، ملزمون بالإعلان فوراً عن أية حالات مؤكّـدة، ولله الحمدُ حتى يومنا هذا السبت، 28 مارس 2020 م لم تسجل في اليمن أيةُ حالة مؤكّـدة، وقد تم فحصُ 25 عينة اشتباه من عدة محافظات، ولم يثبت دخول الفيروس.

 

– ما النصائح والإرشادات التي تودون توجيهها للمواطنين فيما يتعلق بفيروس كورونا؟

إرشادات وزارة الصحة العامة والسكان والتعليمات الصادرة منها واضحة، وهي لصالحِ المواطنين وليست ضدهم، فعليهم التجاوبُ والالتزامُ بها، لقد تمكّـنت الصينُ من احتواء الفيروس والوباء في شهرين فقط بتجاوب والتزام وتعاون المواطنين، وأنصحهم بعدمِ الاستماع للشائعات وأخذ المعلومات من مصادرها الموثوقة.

ومن المهمِّ أن يتمَّ توحيدُ الجهود لمختلف الجهات المعنية والأمنية فيما يخص مواجهةَ هذا الوباء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com