حركاتُ المقاومة الفلسطينية: نقدِّرُ عالياً مبادرةَ زعيم حركة أنصار الله وتوقيتُها صفعةٌ لرهان أمريكا وإسرائيل على تجزئة المعركة

تعتقل السعوديّة القياديَّ في حركة حماس القيادي الخضري المقيم في مدينة جدة منذ نحو ثلاثة عقود ونجله هاني، والعشرات من الفلسطينيين، وتتهمهم بمناصرة القضية الفلسطينية والدفاع عن القدس والمسجد الأقصى

 

المسيرة- أحمد داوود:

توحّدت بياناتُ حركات وفصائل المقاومة الإسلامية الفلسطينية، بشأن مبادرة قائد الثورة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي، والتي أبدى فيها استعدادَه التام للإفراجِ عن أحد الطيارين الأسرى مع أربعة من ضباط وجنود سعوديّين، مقابلَ الإفراج عن المختطفين من حركة حماس في سجون المملكة.

ووصفت حركاتُ المقاومة الإسلامية الفلسطينية، هذا المبادرةَ “بالمقدرة”، في حين قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود الزهار: إنها أفرحت قلوبَ المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين.

وكان قائد الثورة قد قال في خطاب له بمناسبة الذكرى الخامسة من الصمود: إن موقفَ الشعب اليمني المبدئي هو في الوقوفِ إلى جانب الشعب الفلسطيني وإدانته لكلِّ أشكال التآمر عليه، مستنكراً في الوقت ذاته ما قامت به سلطات العدوّ السعوديّ من اختطاف لأعضاء في حركة حماس ومحاكمتهم، ومؤكّـداً أن النظامَ السعوديَّ يحاكم المختطفين بتهمة “دعم جهة إرهابية” ويقصد المجاهدين.

حركة المقاومة الإسلامية حماس، أشادت من جانبها بهذه المبادرة وقالت في بيان: “إننا إزاء هذه المبادرة الذاتية نقدر عالياً روح التآخي والتعاطف مع الشعب الفلسطيني، ودعم صموده ومقاومته، ونعبّر عن شكرِنا على هذا الاهتمام والمبادرة”.

وجدّدت الحركةُ مطالبتها للنظام السعوديّ بضرورة الإفراجِ العاجل عن جميعِ المعتقلين الفلسطينيين من سجونه، وعلى رأسهم الدكتور محمد الخضري أبو هاني، مؤكّـدة أن الحركةَ لم تألُ جهداً في التواصل مع القيادة السعوديّة على مدى قرابة عام كامل، وآخرها دعوة رئيس المكتب السياسي للحركة لملك السعوديّة بالإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين.

وختمت حماسُ بالتأكيدِ على أن قضيةَ فلسطين كانت وستبقى القضيةَ الجامعة للأمة العربية الإسلامية، داعية الجميعَ إلى توحيد جهودهم لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وآملة في وحدة الأمة وجمع صفها.

وبدأ النظامُ السعوديّ في 8 مارس الجاري، بمحاكمة نحو 62 فلسطينياً “بعضهم يحملون الجوازات الأردنية”، وهم من المقيمين داخل أراضي المملكة منذ عشرات السنين.

ووجّه هذا النظام تهماً أَسَاسية للمعتقلين وهي “دعم كيانات إرهابية”، في إشارةٍ إلى دعم حركات المقاومة الإسلامية، والتي تعتبرها المملكةُ حركات إرهابية.

ومع انتشار جائحة “كورونا” في العالم، وجّه رئيسُ المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، نداءً عاجلاً للملك سلمان بالإفراج عن هؤلاء المعتقلين.

ويأتي على رأس المعتقلين ممثل حركة حماس السابق في السعوديّة محمد صالح الخضري (81 عاماً) ونجله المهندس هاني.

وكان الخضري مسؤول العلاقات بين الحركة والسعوديّة، وعمل من هناك لفترات طويلة على جمعِ التبرعات للفلسطينيين، بعلم من السلطات السعوديّة.

وتقول حركةُ حماس: إنها التزمت الصمتَ على مدى خمسة شهور ونيّف، لإفساحِ المجال أمام الاتصالات الدبلوماسية، ومساعي الوسطاء، لكنها لم تسفر عن أي نتائج حتى الآن؛ لذا تجد الحركةُ نفسَها مضطرّةً للإعلان عن ذلك.

وأشارت إلى أن القيادي الخضري، مقيم في مدينة جدّة منذُ نحو ثلاثة عقود، وكان مسؤولاً عن إدارة العلاقة مع المملكة العربية السعوديّة على مدى عقدين من الزمان، كما تقلّد مواقع قيادية عليا في الحركة.

وأوردت حركةُ حماس في بيانها –قبل أيام- أنه لم يشفع للدكتور الخضري سِنُّه الكبير، ولا وضعُه الصحي، حيث يعاني من “مرض عضال”، ولا مكانته العلمية؛ كونه أحد أبرز الأطباء الاستشاريين في مجال الأنف والأذن والحنجرة، ولا مكانته النضالية، التي عُرف فيها بخدماته الجليلة التي قدّمها للشعبِ الفلسطيني وقضيته الوطنية، داخل فلسطين وخارجها.

ولم تكتف السلطاتُ السعوديّة باعتقال الخضري، بل قامت باعتقالِ نجله الدكتور هاني، وعشرات الفلسطينيين المقيمين في المملكة الذين لم يقترفوا ذنبًا، ولم يرتكبوا إثمًا ولا جُرمًا، وإنّما جريرتهم في نظر جهاز رئاسة أمن الدولة السعوديّ هي أنهم ناصروا قضيةَ فلسطين المقدّسة، التي هي قضية الأمة بمكوّناتها كافة، وارتضوا لأنفسهم أن يشاركوا من مواقعهم في شرفِ الجهاد؛ دفاعًا عن القدس والمسجد الأقصى، بحسب بيان لحركة حماس.

من جانبها، ثمّنت حركةُ الجهاد الإسلامي، مبادرةَ السيد عَبدالملك بدرالدين الحوثي بخصوصِ المعتقلين الفلسطينيين في السعوديّة.

‏وقدّمت الحركةُ الشكرَ للسيد عَبدالملك الحوثي على إعلانه ومبادرته التي تُعبّر عن عمق مسؤولية الشعب اليمني تجاه القضية الفلسطينية، ودعت في الوقتِ ذاتِه السعوديّةَ للإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الفلسطينيين في سجونها.

من جانبه، قال الناطقُ باسم لجان المقاومة الشعبيّة الفلسطينية خالد الأزبط: إن مبادرةَ السيد عبدالملك هي منسجمة مع مواقفه الداعمة لفلسطين، مُشيراً إلى أن توقيت المبادرة صفعةٌ لرهانِ أمريكا وإسرائيل على تجزئة المعركة في المنطقة.

وأشَارَ الأزبط إلى أن الأمةَ أمام متغير إقليمي يلعب فيه اليمنُ دوراً لصالح القضية الفلسطينية، موضحاً أن النظامَ السعوديّ لا يمتلك قراره، وأن اعتقالَ الفلسطينيين هو خدمة للولايات المتحدة وللتقارب مع العدوّ الصهيوني.
أما الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، فأعربت عن تقديرِها العالي لهذه المبادرة، مؤكّـدةً في بيان أنها “نبيلة وشجاعة”، وتأتي تأكيداً جديداً على الموقف اليمني الأصيل، والمتواصل في دعم الشعب الفلسطيني ونضاله.

وأضافت الجبهةُ أن المبادرةَ تعبّر عن “ترابط النضال القومي الذي لا تزال القضيةُ الفلسطينية تشكّل مركزه، رغم ما يعانيه اليمنُ الشقيق من نتائج العدوان والتهديد لوحدة أراضيه”.

ووجهت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين التحيةَ للشعب اليمني، معبّرةً عن تضامنها الكامل معه في وجه العدوان، مؤكّـدة في الوقت نفسه أن الشعبَ الفلسطينيَّ لن ينسى مواقفه التي شكَّلت على الدوام خير سند له.

وبدورها، ثمّنت حركةُ المجاهدين الفلسطينية، مبادرةَ السيد عَبدالملك تجاه الفلسطينيين المعتقلين في السعوديّة، معتبرةً في بيان أنها “خطوة مقتدرة تنم عن وعي ومسؤولية عالية”.

واعتبرت الحركةُ أن المبادرة اليمنية تؤكّـد عمقَ العلاقة الأخوية بين الشعبين اليمني والفلسطيني، وأن فلسطين قضيةُ الأمة المركزية بالرغم من عظم جراح الأمة، مجددة إدانتها لاستمرار النظام السعوديّ باعتقال أبناءِ الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يخطو خطوات تطبيعية متسارعة مع الكيان المجرم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com