“فأحبط أعمالهم”: اعترافاتُ عناصر خلايا المخابرات السعودية والإماراتية

أوضحوا طبيعةَ المهام والآليات التي أوكلت إليهم لإسقاط الجبهة الداخلية ضد العدوان

المسيرة | خاص

كشفت اعترافاتُ أعضاء الخليتين الاستخباراتيتين اللتين ضبطتهما الأجهزة الأمنية في عملية “فأحبط أعمالهم” عن الحجم الحقيقي للانتصار الأمني الذي تحقّق في هذه العملية، إذ وضّحت تلك الاعترافاتُ أن العدوّ علّق آمالاً كبيرةً على الخليتين في اختراق الجبهة الداخلية وإسقاطها بالكامل، بدءاً بتفكيكها وتشويهها وُصُولاً إلى التحريض عليها وإسقاطها تحت مسمى “ثورة شعبيّة”، قال أعضاء الخليتين إنها مثّلت الأملَ الوحيدَ لتحالف العدوان في تحقيق انتصار، بعد أن أدرك استحالةَ ذلك في جبهات القتال.

الاعترافاتُ التي حصلت صحيفة “المسيرة” على نسخة من مقاطعِها المصوَّرة التي وثَّقها الإعلام الأمني، شرحت بمجملِها آليةَ عمل بالغةَ الخطورة اعتمدت عليها المخابراتُ السعودية والإماراتية في تحديد مهامِّ الخونة، ضمن جُهد موجَّه ومركَّز بشكل كامل وواسع على الداخل المناهض للعدوان في ثلاثة مسارات رئيسية عبّرت عن مدى الأهميّة القصوى التي شكلتها هذه الخلايا لتحالف العدوان، وبالتالي، عبّرت عن مدى الضربة القاصمة التي تلقاها من قبل الأجهزة الأمنية.

فيما يلي تستعرضُ الصحيفةُ الجوانبَ التي حدّدت آلياتِ عمل ومهام الخلايا بحسب تلك الاعترافات والتي تكشفُ مدى خطورة تلك الخلايا:

 

“انتفاضةٌ” مخابراتية!

في اعترافاته، ذكر الخائن (نبيل علي الكميم) أنه تم تكليفُ الخلايا بالتحضير لفوضى شعبيّة تشبهُ إلى حَـدٍّ كبيرٍ ما كان يسعى إليه الخائن “عفاش” تحت مسمى “انتفاضة شعبيّة” تستهدفُ مؤسّسات الدولة وأجهزتها الأمنية لإسقاط المناطق الحرة خدمة للعدوان.

يقولُ الخائن الكميم: إن مَن كان يقوم بتدريبهم قال لهم: “سنعمل كُـلّ واحد منكم نخليه مسؤول محافظة ونجيب له مسؤول أعلامي ومسؤول تربوي جنبه، أنت المسؤول القيادي أنت عليك أن تعمل لك في كُـلّ مديرية مسؤول أمني وجنبه مسؤول إعلامي ومسؤول تربوي، والذي باتعينه مسؤول في المديرية يعين له مسؤول في كُـلّ مركز، أَيْـضاً الذي هو إعلامي يعين له مسؤول إعلامي في كُـلّ مركز، وكذلك الذي هو تربوي يعين له في كُـلّ مركز مسؤول تربوي، وبعدها كُـلّ مركز عيعين، إذَا كان تربوي عيعين في كُـلّ مدرسة واحد يكون معه إما مدير المدرسة وكيل المدرسة أَو مدرس من المدرسة أَو أي موظف في المدرسة، والذي بايتم تعيينه في المدرسة يعين سواء مدرس أَو طلاب على كُـلّ فصل، بس ضروري يكون الطالب في الثانوية يعني، وبعدين المدرس أَو الطالب هذا يكون ثانوية ضروري يعين له من زملائه 10 إلى 15 نفر يكونوا جاهزين”.

وهنا يضيف المدرب موضحاً: “جاهزين لانتفاضه شعبيّة، تكون مع بعض وعنجهز على أَسَاس أنه إعلاميين وتربويين ومواطنين من العقال ومن غيرهم، التربوي سيعمل في مكانه يشكل عناصر، والإعلامي يشكل في مكانه، والقيادي سيشكل نفس الخبر هكذا، على مستوى المركز بعدين على مستوى المربع وبعدا على مستوى الحي وبعد على مستوى الحارة، وهكذا لوما تشكلوا يعني مجموعة كبيرة، تكون قد هي جاهزة.. وباندّي لكم التعليمات أيش عيقع وكذا، وعنجهز لساعة الصفر المعينة، حتى تنطلقوا انطلاقة واحدة كلكم”.

يذكرنا هذا بالنص التحريضي ذاتِه الذي سمعناه من الخائن “عفاش” عند إعلانه فتنة ديسمبر، حيث دعا إلى نفس “الانتفاضة” المخابراتية (في كُـلّ بيت وكل حارة وكل حي) وكأن تحالُفَ العدوان قرّر بعد فشل مخطّط فتنة ديسمبر أن يعيد تشكيلها مجدّداً في قالب آخر، ظن أنه أكثر فاعلية.

بعد ذلك يضيف الخائن الكميم، في اعترافاته، إشارةً مهمةً إلى الهدف من هذه “الانتفاضة الشعبيّة”، حيث يقولُ نقلاً عن مدربه: “قد جرّبنا.. جرّبنا الطلعات الجوية وجربنا كُـلّ شيء، لم ينفع، الآن ما لنا إلا ثورة شعبيّة”.

هكذا علّق تحالف العدوان كُـلّ آماله على حفنة من الخونة ليعوّضوا عجزَه الشامل عن تحقيق أي إنجاز، في خطوة على الرغم من خطورتها على المستوى الداخلي، إلا أنها تكشفُ مدى الهزيمة التي بات العدوان يدرك أنها حتمية في اليمن، والتي بات الآن أكثر إدراكا لها بعد سقوطِ أمله الأخير.

 

التهيئةُ للفوضى

في انتظارِ ساعةِ الصفر لتلك “الفوضى”، كلّفت المخابراتُ السعودية والإماراتية عناصر الخلايا بعدة مهام تمهد الطريق، حيث يقول الخائن (محمود صالح الشطبي) في اعترافاته إنه تم توجيههم للتركيز على استهداف طلاب المدارس، وبالذات في المرحلتين الثانوية والإعدادية، حيث يقومُ المدرسُ (التابع للخلية) بتحريض وتجنيد الطلاب، لمساعدة قوات العدوان في حال دخولها أي منطقة، من خلال السيطرة على المؤسّسات.

ويضيف الخائنُ الشطبي أَيْـضاً أنه تم توجيهُ الإعلاميين التابعين للخلايا بأن ينشطوا في “توثيق صور لمخالفات أنصار الله، ومحاولة نشرها، تقنص الأخطاء، يعني على سبيل المثال الذين يبيعون المواد الاغاثية، ويلقوها في الدكاكين مبيوعة طبعاً في هذه المناطق يصورها وينشروها أنهم هؤلاء بيبيعوها ومن هذا القبيل وانها في المحلات معروضة للبيع”، وهو ما يوضح الآن مصدرَ كُـلّ تلك الشائعات التي أثيرت على مدى الفترات الماضية ضد سلطات صنعاء، وهي نفسها الشائعات التي باتت حتى الأمم المتحدة تعتمدُ عليها في تقاريرها، الأمر الذي يفصِحُ عن تواطؤ أممي في إنجاح الخطط المخابراتية للعدوان.

وتضيفُ الاعترافاتُ أَيْـضاً نقطةً مهمةً وجّهت بها قيادات الخلايا وهي “إدخال العنصر النسائي في الجانب الإعلامي والتربوي”.

وفي السياق نفسه أَيْـضاً، يشير الخائن “عبدُالله المصقري” في اعترافاته إلى أنه تم توجيهُ الجزء الإعلامي من الخلايا بـ “إشاعة أي فوضى” و”استغلال أي أخطاء لتحريض الناس وتأجيج المجتمع، أي أخطاء شائعة، مثلاً بعض الافراد في بعض المناطق ما يأدوش عملهم صح، استغلال هذه، واستغلال غلاء المعيشة، استغلال فقر الناس يحرضهم كذا كذا فقر المعيشة”.

وحول الجانب التربوي، يضيف الخائن المصقري أنَّ عناصر الخلية تم تكليفهم بـ “إثارة القلاقل وتحريض الطلاب والمعلمين على إيقاف الدراسة”.

بدوره، أضاف الخائن (نبيل المصقري) في اعترافاته أنه تم تكليف “التربويين والإعلاميين بالعمل على تأجيج الشارع، حتى إذَا جاء ساعة الصفر، يخرجوا الناس للشارع بمظاهرات، وحتى يخرجوا الطلبة يقطعوا الطرقات”.

وكرّر المصقري الإشارة إلى فشل العدوان، قائلاً: “ما قدروا بالحسم العسكري، فيشتوا يهيجوا الشارع، يعني يقوموا الناس يعني يثور الشارع، وهذا قالوا هم عيحدّدوها هم، يعني بعدما يعملوا ضغط من الجبهات، يفعلوا ضغط عسكري، على أَسَاس أنه تتهيأ الأمور، هم بعدين بايعلنوا ساعة الصفر”.

وذكر الخائن المصقري أنه تم تكليف الخلايا، بتجنيد ما يصل إلى 20 عنصراً من كُـلّ مدرسة “للخروج في أمانة العاصمة وعمل ضجة، ويقطعوا خطوط السير”.

من جهته، قال الخائن (مرة) في اعترافاته إنه تم توجيهُهم بالاستعداد “لمظاهرة شعبيّة وبمساعدة النساء، منهن في الجانب التربوي ومنهن في الجوانب الأُخرى والمظاهرة ستكون مظاهرة شعبيّة، لطرد الحوثي والسيطرة على مداخل العاصمة والسيطرة على المؤسّسات الحكومية المناطق الرئيسية للدولة وبث فوضى عارمة وشغب شعبي عارم وبث شائعات واستغلال عدم صرف الرواتب واستغلال الوضع الاقتصادي في البلاد”.

 

آلياتُ التواصل بين الخونة

بخصوص وسائلِ وآلياتِ التواصل بين عناصر الخلايا، يشيرُ الخائن (عبدالله المصقري) في اعترافاته إلى أنه تم توجيهُهم بأنه “يمنعُ منعاً باتًّا استخدام الرسائل النصية أَو الاتصالات وأن يكون المستخدَم هو الواتس أب فقط، وَأَيْـضاً يكون تلفون العمل تلفون ثاني ويستحسن أن ما يكون يخرج معك (الذي تكون المراسلة منه) ويكون يبقى في البيت، ويكون رقم جديد”.

وفي السياق ذاته، يضيفُ الخائن (مرة) أنه “لا يستخدم التواصل إلا من بعد التاسعة ليلاً، حتى أنه أبلغنا حتى أقرب الأقربين إليك ما يظهرش للتلفون ولا يظهر له العمل”، مُشيراً إلى أنه تم حثهم على أنه “يمنع منعاً باتاً الاتصال والتواصل تلفونياً”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com