فأحبط أعمالهم

مرتضى الجرموزي

دول طارئة حديثة المنشأ وهشة الإنتاج، أرادت شراً لشعب دولته ضاربة جذورها في التاريخ، فأحبط اللهُ أعمالَهم وافتضح أمرهم، وباؤوا بالفشل بفضل الله ثم بفضل رجال الله في وزارة الداخلية وأجهزة الدولة الأمنية والعسكرية والاستخباراتية وشرفاء الوطن، وأمكن اللهُ منهم وخلف القضبان يعانون العمالة والخيانة الوطنية الكبرى، بتهم مثبتة جردتهم من وطنيتهم وانتمائهم الديني والوطني والعقائدي، ليجندوا أنفسهم رخيصة لقوى العدوان وأجهزته الاستخباراتية، التي تعمل تحت المنظومة الأمنية للموساد الإسرائيلي والسي إن إن الأمريكي.

ترتيب لخيانة الوطن، دورات تدريبية خارج الحدود وفي الداخل اليمني استمر لسنوات وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً، وبعيداً عن العيون الساهرة للجيش والأمن الوطني الشريف للجمهورية اليمنية الذي كان متابعاً عن قربٍ لكل صغيرة وكبيرة، ولم تُخفَ عليه حتى سرائر زعماء وأعضاء الخليتين التي كانت تعملُ لصالح الدولة الطارئة المسماة بدويلة الإمارات اللقيطة وجارة السوء النجدية، برتبة وزير وقادة عسكرية صاحبة رتب عالية، ومسؤولين في مختلف مؤسّسات الدولة، يتقدمهم الوزير الخائن محمد القوسي، وعمار صالح وآخرون جعلوا من أنفسهم أدوات رخيصة وأحذية مقطعة لمن هم في الأَسَاس أتباع لليهود والنصارى صهاينة وأمريكان، (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).

خليتان تقودهما وطنية عفاش خيانة ومكراً، أضمروا شرّاً للوطن والشعب وأظهروا خبثَ ارتزاقهم وعمالتهم، وبخبث ودناءة أعمالهم خانوا الوطنَ الذي ظل يغدق عليهم بخيراته لسنوات ظلموا واستكبروا وطغوا فساداً وخيانة ونهباً لثرواته، ولم يراعوا ضمائرَهم الممزوجة بروح الخيانة وبيع الأوطان.

خلفَ الكواليسِ يجتمعون وفي أربعة جدران مظلمة يخططون ويمكرون بنوايا الإطاحة بالوطنية، الوطن والمجاهدين الذين يبذلون الغالي والنفيس دفاعاً عن اليمن الأرض والإنسان لخمسة أعوام وعام سادس عمّا قريب ويطرق الأبواب في وجه تحالف العدوان السعودي الأمريكي ومرتزِقته أراذل البشرية وأقزام الإنسانية.

جرائم تحريضية، تثبيط وإرجاف وسعي بلهفة لشق الصف الوطني، وبث روح الخوف والقلق في الوسط الشعبي، والتقليل من أهميّة مواجهة العدوان، وتحميل المدافعين مسؤوليةَ الحرب وانقطاع المرتبات وتردّي الأوضاع، بينما أعفوا تحالفَ العدوان بقيادة شيطان نجد كاملَ المسؤولية.

أراد العدوُّ وعبر هذه الخليتين وخلاياه النائمة تأجيجَ الأوضاع وإثارة الفتن والفوضى وزرع الأحقاد والضغائن بين أبناء الشعب اليمني الذي عجز المعتدون عن كسر إرادته الصلبة وعزيمته الحرة، من خلال الحرب العسكرية، فلجأوا إلى حربِ الاستخبارات، وبفضل الله هُزموا وكُشف أمرُهم وخابت آمالُهم بإركاع الشعب اليمني الصامد بالحق الإلهي والدفاع المشروع.

واستطاعت أجهزةُ الدولة تفكيك خلايا وضبط أُخرى وإماتة المشروع الشيطاني والخبيث، وبالكشف عن هذه العملية بالاسم والصورة والأعمال المناطة بهم وبالتقسيم الإداري الشامل والفروع، فهي تُعدُّ صفعة قوية وجريئة لتحالف العدوان وأذنابه المرتزِقة بانتمائهم الحزبي والطائفي والعفّاشي.

وفي نفس الوقت تُعدُّ انتصاراً كبيراً وعملية ناجحة لا تقل شأناً عن عمليتي نصر من الله بنجران، وعملية البنيان المرصوص في نهم ومأرب والجوف، والانتصارات الساحقة التي حقّقها شرفاءُ اليمن من الجيش واللجان الشعبيّة وقبائل ومواطنين وقادة عسكرية وأمنية ووزراء ومن أعلى هرم فذ السلطة وقيادة الثورة، إلى أصغر شيخ يمني يرفض العدوانَ ويجاهد أئمةَ الكفر والنفاق.

وكذلك هي ضربة قاصمة للنظامين السعودي والإماراتي، أن فشلت خططهما الماكرة وبات العالمُ يعرف الدناءةَ والانحطاطَ الذي يكتسي النظامين العميلين، والذي لم يدّخروا شيئاً في محاولاتهم البائسة وتعويض خسائرهم العسكرية المادية والمعنوية المالية والبشرية.

لا غرابةَ في ذلك، فالعدوُّ يسعى بكلِّ جهده وتوظيف كُـلّ طاقاته لإلحاق الضرر بكل اليمن وبدون تمييز بين طرف وآخر، ومتى ما أراد تصفية أحذيته المرتزِقة، فهو لن يتردّد وقد فعلها في مرات عديدة، في مناطق مختلفة وبالنسبة للأدوات المرتزِقة والمنافقين.

وبالنسبة للأدوات والأحذية (مرتزقة ومنافقين) فباستعدادهم العمل بكلِّ ما يُطلب منهم أسيادهم، فتلك هي ثقافتهم وحضارتهم وتلك هي وطنيتهم التي طالما تغنوا بها، وما شعارُهم (لن ترى الدنيا عن أرضي وصياً) إلّا دغدغةٌ لمشاعر الآخرين وإيهامهم بخديعة الوطنية، وها هي اليومَ بفضل الله ومنذُ خمسة أعوام اتضحت الحقائقُ جليةً لعامة أبناء اليمن، أولي العقول وأولي الألباب.

ختاماً نحمد اللهَ ونشكره على تأييد وعظيم نصره لأوليائه، والشكر موصول بعد الله سبحانه وتعالى لأجهزة الدولة العسكرية والأمنية وأجهزة الأمن والاستخبارات التي لم تألُ أَو تدخّر جهداً، ساهرة لحفظ الأمن والسكينة العامة لأبناء اليمن الذي باتوا اليومَ يفاخرون البشريةَ بامتلاكهم جيشاً وطنياً ومجاهدين، يحسب لهم العدوُّ ألف ألف بليون حساب، كانوا وما زالوا وسيضلون صمامَ أمان الجمهورية اليمنية، تتحطّم فيه هجمات الأعداء حتى قيام الساعة، إن تنصروا اللهَ ينصركم ويثبت أقدامَكم، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أعمالهُمْ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com