مئاتُ الآلاف من أبناء اليمن يؤكّـدون وقوفَهم في وجه مؤامرات بيع القضية الفلسطينية

في مسيرة حاشدة في العاصمة صنعاء تحت عنوان “لا لصفقة ترامب”:

الحوثي: ندعو الأُمَّـة العربية والإسلامية لترجمة الخطوات العملية لتحرير فلسطين وعلى المطبعين الاعتذار

 

المسيرة: نوح جلاس

في ظلِّ تسابق حكام العمالة والانبطاح على بيعِ القضية الفلسطينية على المضمار الأمريكي الصهيوني، وإمعانهم في إحكامِ القبضة على الشعوب التي يتسلطون عليها، ومنع علو صوت واحد يقول: لا لخيانتكم وعمالتكم، ها هو يمن الإيمان قيادةً وشعباً ينادي لبيك يا قدس.. لا لصفقة القرن، وذلك بمسيراتٍ حاشدةٍ في عدة محافظات يمنية، تصدّرتها عاصمةُ الصمود صنعاء التاريخ والحضارة، والمبادئ والقيم، بمسيرة حضرها مئاتُ الآلاف من أبناء الشعب اليمني الأحرار، يتقدمهم عدد من قيادات الدولة والمشايخ والشخصيات الدينية والاجتماعية من مختلف الأحزاب والمكونات.

وفي المسيرة التي أُقيمت في خط المطار شمالَ أمانة العاصمة، هتف مئاتُ الآلاف من الأحرار اليمنيين بالشعارات الرافضة للخطوات التآمرية التي ترمي إلى تصفيةِ القضية الفلسطينية، عبر تمرير ما يُسمّى “صفقة القرن” الأمريكية، التي تتبناها واشنطن وتدعمها أنظمةُ الخيانة والعمالة في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

ورفع المشاركون في المسيرة التي أُقيمت تحت عنوان “لا لصفقة ترامب”، اللافتات المعبّرة عن السخط اليماني الكبير تجاه أنظمة الخيانة والعمالة المتورطة في هذه الصفقة المشؤومة، فيما داس المشاركون على الأعلامِ الأمريكية و”الإسرائيلية”، رافعين فوق هاماتهم الأعلامَ الكبيرةَ للدولة الفلسطينية، وصور المسجد الأقصى المبارك.

 

من صنعاءَ إلى غزة دم واحد ومصير مشترك:

ولأن المسيرةَ كانت في عاصمة الصمود صنعاء، كانت حركاتُ المقاومة الفلسطينية حاضرةً بقوة، للتأكيد على واحدية القضية والمصير التي تربط الشعبين اليمني والفلسطيني، في وجه العدوين الأمريكي والصهيوني، حيث ألقى عضوُ المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، كلمةً عبر دائرة تلفزيونية من غزة، استهلها بتعبيره عن الاعتزاز والافتخار ‘‘بالشعب اليمني ونرى في صنعاء صور النصر القريب’’، مضيفاً: “من غزة إلى صنعاء، دم واحد ومصير مشترك، في مواجهة أعداء الأُمَّـة”.

وأكّـد البطش في كلمته، أن الأعداءَ ‘‘أرادوا إشعالَ بلداننا العربية، بينما يبقى الكيان الإسرائيلي آمنا، مؤكّـداً أن الشعبَ الفلسطيني يميّز ‘‘بين الأنظمة التي شاركت في مراسيم صفقة ترامب وبين الشعوب التي ترفض ذلك’’.

وجدّد البطشُ التأكيدَ على أنه ‘‘لن نفاوض على أرضنا ولن نساوم على قدسنا حتى لو ضحينا بأنفسنا”، داعياً ‘‘إلى الوقوف مع المقاومة ودعمها بالسلاح وكل ما تحتاجه لمواجهةِ المحتل، كما ندعو أبناءَ الأُمَّـة إلى محاصرة السفارات والقنصليات الأمريكية والإسرائيلية’’.

 

اليمن السعيد بوابة الانتصار على طريق تحرير القدس:

وفي سياق الحضور الفلسطيني لمسيرة صنعاء من قطاع غزة، ألقى عضوُ المكتب السياسي لحركة حماس، محمود الزهار، كلمة حيا خلالها ‘‘كلَّ المشاركين في كُـلِّ شبر من أرض اليمن المنتصر بإذن الله على الخونة والعملاء’’، مؤكّـداً أن ‘‘اليمنَ لم يحتله محتل، وكل من دخله دُمّر، واليمنيون اليوم يرفعون أصواتهم في وجه صفقة ترامب’’.

وقال الزهار في كلمته: ‘‘نحنُ اليومَ في لحظة فارقة تمس بمقدساتنا، الخونة والمتآمرون يسمون القدس اليوم “عاصمة إسرائيل”، وهي لم ولن تكون عاصمة إلا لـ “لا إله إلا الله، محمد رسول الله”’’.

وأكّـد عضوُ المكتب السياسي لحركة حماس، مخاطباً أحرارَ اليمن المشاركين في مسيرات رفض صفقة ترامب، أن ‘‘مشهدَ اليمن اليوم هو شهادة لله تعالى أنكم أبرياء من الصهيونية العربية الملتصقة بالصهيونية اليهودية’’.

وقال الزهار: ‘‘إننا نعد الله والشعب اليمني أننا لن نترك بندقيتنا حتى نصلي في المسجد الأقصى بعد أن نرفع راية الإسلام في كُـلّ فلسطين’’، مؤكّـداً ‘‘لن نتخلّف عن تحقيق معركة وعد الآخرة وتحرير الأرض وطرد المحتلين لو لم يبق منا إلا طفل واحد’’، مضيفاً: ‘‘معركةُ وعد الآخرة قادمة لا محال، وهذا وعدنا وعهدنا أننا لن نقيلَ ونستقيلَ، ولقاؤنا في المسجد الأقصى بإذن الله’’.

وشدّد الزهار التأكيد على أنه ‘‘بعد الله تعالى سنشكر اليمنَ السعيدَ العظيمَ عندما تحين ساعة الانتصار والتحرير’’.

 

القدس.. القضية التي لم تغب يوماً عن قلوب أحرار اليمن:

وفي خضم المسيرة الحاشدة التي أُقيمت العاصمة صنعاء، أكّـد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، أن ‘‘فلسطين الحبيبة لم تكن يوماً من الأيّام بعيدة عن قلوبنا’’، مُشيراً إلى أن ‘‘كلامَ قائد الثورة واضح بأننا سنكون إلى جانب الشعب الفلسطيني وأننا نتمنى أن نقاتلَ معه’’، مؤكّـداً ‘‘أننا نفخر بأننا نقفُ إلى جانب الفلسطينيين، ونفتخر بأنهم يقفون إلى جانبنا’’.

وقال الحوثي في كلمة ألقاها خلال المسيرة: ‘‘أننا لا نريد من الإخوة الفلسطينيين لا جزاء ولا شكورا؛ لأن وقوفَنا إلى جانب فلسطين واجب ديني ولا منةَ لنا فيه’’، مخاطباً أبناءَ الأُمَّـة العربية والإسلامية: ‘‘يريدون أن يغيّروا بيت المقدس، فأين كلمة المصريين والأردنيين والسعوديين من هذه الصفقة’’.

ولفت الحوثي إلى أن ‘‘أبطالَ فلسطين في كُـلّ الفصائل والحركات كان لهم موقف بطولي تجاه صفقة ترامب’’، مطالباً ‘‘الدولَ العربية التي حضرت في إعلان الصفقة أن تعتذرَ من الأُمَّـة’’.

ودعا عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ‘‘إلى قمة عربية إسلامية تخرج ببرنامج عملي حول القضية الفلسطينية’’، مضيفاً بالقول: ‘‘لا نريدُ أن ننظر إلى فلسطين بالخطابات فقط، وليكن 5% فقط من التسليح العسكري لكلِّ دولة عربية وإسلامية أن يتجه إلى فلسطين’’، لافتاً إلى الخطوات العملية التي أطلقها المجلسُ السياسي الأعلى منتصف العام الماضي لتحرير فلسطين، والتي تضمنت عددا من الخطوات العملية اللازم القيام بها من مختلف الدول العربية والإسلامية.

وتطرّق الحوثي إلى أن ‘‘الخونةَ من الأُمَّـة قدّموا أضعاف ما قدموه للشعب الفلسطيني، قدموه لصالح الأمريكيين في جلسة واحدة’’، داعياً ‘‘شعبنا إلى مواصلة التحَرّك والجهود’’، مباركاً الانتصاراتِ الأخيرة التي حقّقها أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في جبهات نهم ومأرب والجوف.

واختتم الحوثي كلمتَه بالقول: ‘‘المعتدون على الشعبِ الفلسطيني نراهم يقتلوننا في اليمن، وهذا لن يثنينا عن وقف القتال ورفد الجبهات’’، مؤكّـداً ‘‘سنستمرُّ في مساندة القضية الفلسطينية، ولولا الحصارُ لامتلأت كُـلُّ شوارع صنعاء تهتف “لا لصفقة ترامب”’’.

 

على الأُمَّـة التمحورُ حول القرآن الكريم ومبادرة تحرير فلسطين:

وفي ختام المسيرة الجماهيرية الحاشدة، أكّـد بيان صادر عن مسيرات “لا لصفقة ترامب”، أن ‘‘انتماءَنا الإسلاميَّ يوجب علينا التوحد والتقوى للجهاد ومواجهة قوى الاستكبار في العالم على رأسها أمريكا وإسرائيل’’، مُشيراً إلى أن ‘‘الشعبَ الفلسطينيَّ يتعرّض لأشد أنواع الظلم؛ نتيجةَ احتلال العدوّ الإسرائيلي لأرضه وما يقوم به من جرائم، بدعم كامل من أمريكا’’.

وأكّـد البيانُ الذي قرأه عضو رابطة علماء اليمن “خالد موسى”، أن ‘‘شعبَنا احتشد اليومَ في مختلف الميادين والساحات، لنؤكّـد للعالم أجمع أننا كنا وما زلنا في طليعةِ الشعوب في الوقوف مع قضايا الأُمَّـة، وعلى رأسها القضيةُ الفلسطينية’’.

وأكّـد البيان ‘‘إدانتنا لصفقة ترامب، ونؤكّـد أن تداعياتها ستكون كارثيةً على أمريكا وإسرائيل’’، مجدداً التأكيدَ على ‘‘وقوفِنا إلى جانب فلسطين شعبًا وأرضًا ومقدسات’’.

ودعا البيان ‘‘الأمةَ الإسلامية للتمحور حول القرآن الكريم والالتزام بالمواقف التي يحدّدها، والحذر من الولاء لأعداء الأُمَّـة’’، مضيفاً ‘‘يجبُ علينا أن نفهمَ طبيعةَ الموقف الواجب علينا لنصرة الشعب الفلسطيني تجاه الخطر الإسرائيلي وهو الجهاد في سبيل الله’’، مضيفاً: ‘‘الجهاد يعني التحَرّك الشامل على كُـلِّ المستويات بالمال والنفس والسلاح وعلى كُـلّ الأصعدة’’.

ودعا البيان ‘‘إلى ضرورة ترسيخ حالة العداء لأمريكا وإسرائيل في مناهجنا الدراسية وفي خطابنا التثقيفي’’, فيما دعا ‘‘الشعوب العربية والإسلامية للتحَرّك الجاد للتصدي للمشروع الأمريكي والإسرائيلي، وألا ينتظروا تحَرّكَ الأنظمة’’.

وأكّـد بيان مسيرات لا لصفقة ترامب، ‘‘ضرورةَ التحَرّك الواسع لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وهو سلاح فاعل ومتاح’’.

كما جدد البيان دعوة ‘‘الشعوب العربية والإسلامية لدعم المبادرة اليمنية لتحرير فلسطين، والتي أطلقها المجلس السياسي الأعلى في شهر يونيو من العام الماضي’’.