صحيفة “المسيرة” تستطلع آراءَ عدد من السياسيين والمحللين والإعلاميين بشأن تعاظم القوة الصاروخية:

استطلاع| محمد حتروش – أيمن قائد:

يعد التنامي السريعُ للقوة الصاروخية ووحدة سلاح الجو المسيّر التي وصل إليه الجيشُ واللجان الشعبيّة خلال فترة وجيزة، وسيلةً هامةً من وسائل الردع والرد على جرائم العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني، حيث شهدت المناطقُ العسكرية للعدوان والخونة استهدافاً مستمراً من القوة الصاروخية والطيران المسيّر لتجسد عملياً مصداقَ الوعيد التي توعد بها قائد الثورة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي الاحتلال ومرتزقته.

وحول نجاح القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر في تغيير وكسر المعادلة استطلعت صحيفة “المسيرة” آراء عدد من الناشطين والسياسيين والإعلاميين، فإلى المحصلة:

 

عودةُ القرار السيادي إلى اليمن

نائبُ عميد كلية الإعلام بجامعة صنعاء، الدكتور عمر داعر، أكد بقوله: “إن امتلاكَنا لقوة السلاح وتصنيعَنا للصواريخ والطائرات المسيّرة جعلنا نمتلك قرارَنا السياسي والسيادي، وهو الشي الذي افتقده اليمنيون طوال السنوات الماضية”، مضيفاً: “عندما نخترع ونصنع معناه أننا حصلنا على قرارنا السياسي والسيادي، نحن عندما نصنع ونحن نعاني من حصار عالمي معناه أننا نتجه نحو الأفضل، وهذا بفضل الله وفضل القيادة الحكيمة ممثلةً بالسيد القائد عَبدالملك بدر الدين الحوثي”.

واستطرد بالقول: نحن في الكادر التعليمي الأكاديمي نتمنى أن نقتديَ ونحذوَ حذوَ القوى الوطنية كالقوة الصاروخية، فننظم أعمالنا ونتجاهل عن نزاعتنا ونجعل خدمة الوطن أهمّ من كُــلّ الخلافات، نتجه بجد نحو تطوير العملية التعليمية وخدمة الطالب وتنويره؛كي نساهم في بناء الوطن”.

وحول استهداف بركان3 للمنطقة الاستراتيجية والبعيدة جغرافيا يقول داعر: “ضربةُ الدمام تعطي رسالة للحبيب قبل العدو بأننا أصبحنا نمتلك من القوة ما يمكننا من الدفاع عن أنفسنا، فالدمام منطقة استراتيجية ولها بُعدٌ جغرافي هام، ووصولنا إليه معناه أننا نرتقي تدريجيا فمن ضرب جيزان ونجران وعسير انتقالا إلى الدمام.

وأضاف داعر: “الإمارات الشريك الأساسي في العدوان بدأت تعي أننا نشكل خطرا عليهم وأننا نستطيع ضربهم، فقررت التخفيف من قواها، مبينًا بقوله: “الانشقاق الواضح بين السعودية والإمارات واتهام السعودية للإمارات أنها خائنة للتحالف دليلٌ فعلي على التخبط والرعب الذي وصل إليه قوى العدوان”.

 

نمتلكُ مسار التحرك العسكري داخلياً وخارجياً

من جانبه، أوضح الناشط الإعلامي مازن الصوفي، أن تنامي القوى الصاروخية يشكِّلُ خطراً على قوى الغزو والاحتلال ويجعلهم يوقنون أننا ما زلنا قادرين على المواجهة والرد، مشيرين إلى أن ضربةَ الدمام توصل رسالة إلى دول العدوان بأن الشعب اليمني وقيادته الحكيمة قادرون على ضرب أَي موقع وأية منطقة من مناطق قوات العدوان سواء دبي أَو أبو ظبي أَو البحرين أَو الكويت أَو أية دولة مشاركة في العدوان.

وأردف الصوفي بالقول: “في ضرب الدمام رسالة إلى أمريكا وإسرائيل أن منظوماتكم الدفاعية التي تتباهون بها لم تساوِ شيئاً أمام صواريخ وطائرات اليمنيين، مؤكداً أن استهداف معسكر الجلاء يعد رسالة استباقية للخونة أن الشعب اليمني وقيادته السياسية يمتلكون استخبارات كبيرة جدا ويعلمون كُــلّ تحركات الخونة العدوانية.

وحول المواجهات العسكرية على المستوى الداخلي والخارجي ومن المتحكم بالمسار قال الصوفي: “ضرب الدمام ومعسكر الجلاء في توقيت موحد يوصل رسالة هامة وقوية مفادها أننا الجيش اليمني ممثلاً بالقوة الصاروخية والطائرات المسيرة نمتلك مسار التحكم العسكري في الداخل والخارج”.

من جهته، أكد الناشط الثقافي محمد غالب المطري أن استهداف الدمام رسالة واضحة وجلية لكل مناطق وجغرافيا دول العدوان أن مناطقهم العسكرية والحيوية أهداف مشروعة لقوتنا الصاروخية، مشيراً إلى أن جرائم الحرب والإبادة التي ترتكبها دول العدوان بحق شعب الحكمة والإيمان جعلتها تقع في مرمى القوة الصاروخية للقوى الوطنية المقاومة.

ولفت المطري إلى أن تنامي القوى الصاروخية والتطوير المستمر دليلٌ قطعي على ارتباطنا وثقتنا الكبيرة بالله سبحانه وتعالى فهو القائل جل سبحانه ((سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا)) صدق الله العظيم فما كان لله دام واستمر، مردفاً بالقول: “تحركنا في المسيرة القرآنية العظيمة هو تحرك في سبيل الله ونصرٌ لدين الله ومواجهة لأعداء الله أمريكا وإسرائيل ومن والاهم من الخونة من العرب؛ لذلك نحن حينما نتمسك بالقرآن الكريم ونتولى أعلَام الهدى السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله سننتصر في مواجهة الباطل وقوى الشر وسنكون نحن الغالبون بفضل الله فالله خير حافظ ومعين”.

 

ضربتا الدمام والجلاء أحدثتا تغيراً محلياً ودولياً وإقليمياً

وأوضح الناشط الإعلامي عَبدالعزيز أبو طالب، أن ضربتي الدمام ومعسكر الجلاء بوقت واحد تعطيان ثلاث رسائل هامة، أولاً من ناحية التوقيت فجاء في وقت يعيش فيه التحالف والمرتزقة حالات ضعف وانكسار وإحباط من تحقيق النصر وطول الأمد وارتفاع الكلفة، هذا على المستوى المحلي والدولي، مضيفاً: “وأما على المستوى الإقليمي فجاء في ذروة التوتر بسبب الملف النووي الإيراني والعقوبات على إيران وأزمة الناقلات بينها وبين بريطانيا.

وتطرق أبو طالب إلى أن الرسالة الثانية تكمن في المرتزقة الذي سيتخلى عنهم التحالف وأن ما يقومون به ضد الوطن لن ينجح ولن يُكتب له إلا الفشل، مبينًا أن العدوان لا يريد لهم خيراً ولا أمناً ولا استقراراً ولا تنمية ولا رخاءً.

ووجّه أبو طالب رسالتَه الثالثة للداخل الوطني مفادها: “يجب على الشعب اليمني أن يثق في قيادته وجيشه ولجانه الذين عاهدوا الله على الدفاع عن الوطن والشعب والأرض والعرض وَالسيادة وتحرير كُــلّ شبر من الوطن الغالي”.

وحول العدوان السعودي قال أبو طالب: “يجب عليه أن يفهم أن اليمن لن يقف مكتوفي الأيدي بينما يقوم بحصاره وتجويعه وأنه يجب عليه أن يجنح للسلام ويوقف العدوان وإلا فإن مصالحه الحيوية مهما كانت بعيدة عن الحدود فلن تكون بمنأىً عن الرد اليمني”، مشيراً إلى أن اعتماد السعودية على الدفاعات الجوية الأمريكية وغيرها سببٌ رئيسٌ في خسارتها وفشلها وسمعتها السيئة على مستوى العالم.

وللعدوان الإماراتي قال عَبدالعزيز: “يجب عليها أن تفهم أن الصاروخ الذي طال الدمام وهي أبعد جغرافيا سيطال أبو ظبي ودبي وغيرهما ويجب عليها أن تسرع من انسحابها ووقف عدوانها ولن يعفيها ذلك من التبعات القانونية والأخلاقية، مشدداً على ضرورة إيقاف الدعم الإماراتي للمرتزقة وقطع التمويل عنهم.

 

التشكيلاتُ العسكرية للعدوان هدفٌ مشروع

وفي السياق، قال الباحث والمحلل السياسي، أنس القاضي: إن تعاظم القوة الصاروخية يغيّر في معادلات القوة في شبه الجزيرة العربية، بعد أن كانت المنطقة رهن القوة الاستعمارية الأمريكية المباشرة، وبعد أن كانت السعودية هي الوكيل الأول للولايات المتحدة وصاحبَ القوة العسكرية والتقنية الأمريكية الأَكثر تقدماً في شبه الجزرة العربية.

وأشار القاضي إلى أن تعاظم القوة الصاروخية اليمنية والتطوير المستمر كسر المعادلة العسكرية على مستوى شبه الجزيرة العربية، مبينًا بروز اليمن من جنوب الجزيرة العسكرية كثقل استراتيجي عسكري يرسم حدود سيادته وتأثيره بنفس خط مديات صواريخه في الجزرة العربية وإفريقيا.

وحول استهداف بركان3 للدمام يؤكد أنس القاضي أن قصف الدمام له مدلولات عديدة فمن جهة هو يثبت مصداقية القيادة اليمنية الثورية والعسكرية التي توعدت بتصاعد عمليات الردع والتطوير العسكري، ومن جهة أخرى يوصل رسالة إلى الإمارات التي بدت مؤخراً وكأنها تميل نحو تغيير سياستها العدوانية تجاه اليمن، فبركان ثلاثة يضعها أمام الأمر الواقع بأن الاقتصاد الإماراتي في مرمى الصواريخ اليمنية، وبأن ميولات الإمارات نحو السلام إذا لم تصدق وكان بها شيء من الخديعة فستكون هي الخاسر الأكبر.

وأضاف القاضي أن قصف عسكر الجلاء في ذات يوم قصف الدمام يوصل رسالة عسكرية بقدرة اليمني على التحرك الشامل وفي أَكثر من سياق وجهة في ذات الوقت، مؤكدا أن الرسالة الأهم تكمن في قوله: “إن التشكيلات العسكرية التي خلقتها الإمارات وتخلقها السعودية في المهرة وحضرموت، هي هدف مشروع وبأنها قوات معادية أياً كانت اللافتات التي تتذرع بها، وبأن المحافظات الجنوبية اليمنية جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية اليمنية ولا تخلي عنها”.

 

اليمن تتحول من الدفاع إلى الهجوم

بدوره بيّن الناشط عبدالغني محمد الهمداني أن إزاحة الستار عن بركان 3 وتجربته إلى أهمّ مدن سعودية جغرافيا وإقليميا واقتصاديا تدل على تنامٍ ملحوظ وسريع للقوة الصاروخية وكذاك تطوير الطيران المسيّر يدل على أن الجيش اليمني واللجان الشعبيّة يطورون قدراتهم العسكرية بشكل كبير فـتمكنوا بفضل الله من خلق معادلة ردع قوية في مواجهة دول تحالف الشر والعدوان الصهيو سعودي إماراتي”، مردفاً القول: إن استهداف الدمام ومعسكر الجلاء بعدن تحمل رسائل سياسية، عسكرية، اقتصادية، أمنية للداخل وللخارج.

وأشار الهمداني إلى أن تزامن الضربتين للدمام ومعسكر الجلاء في وقت واحد هو دلالة واضحة بأننا نستطيع التحكم في سير العمليات في الداخل والخارج وبمختلف أنواع الأسلحة والتكتيكات، مضيفاً بالقول “إن استعراض القوة باستهداف مدينة الدمام القريبة من مضيق هرمز في ظل ما يحدث هناك من توترات دولية هي لإيصال الرسالة للإمارات والبحرين، مؤكداً أن عملية ‎الدمام تبعث برسالة للعالم المنافق أن ما يحدث من مقابلات واتفاقات إيرانية خليجية لا تعني اليمنيين في شيء طالما بلادهم مستهدفة ومحاصَرة.

 

لم يعد هناك مكان آمن لقوى العدوان ومرتزقهم

وعبر المواطن عبدالملك الداعي عن فرحته ببهجة الانتصار قائلاً “كنا قبل 5 سنوات نتعرض لقصف وحشي من قبل طيران آل سعود وحلفائهم لكل مقوماتنا من مطارات ومدارس وجامعات وحدائق وأعراس وأسواق وحتى المقابر لم تسلم من قصف طيرانهم، وبفضل الله وتمكينه أصبحنا بعد خمس سنوات من هذا العدوان نمتلك قوة ردع دفاعية وهجومية ابتداءً من تصنيع صاروخ زلزال وإلى صاروخ بركان3 وليس بأخير بل ما زالت كُــلّ خياراتنا الاستراتيجية متاحة وبتطوير مستمر”.

وفي دلالة التنامي للقدرات العسكرية وتطويرها، قال الإعلامي علاء الدين القانص: إن التنامي السريع للقوة الصاروخية والطيران المسيّر في هذه الفترة الوجيزة يدل على وجود نية حقيقية لدى جيشنا وللجأننا الشعبيّة في إيجاد سلاح ردع فعّال يحقّق الأفضلية لصالح الجيش واللجان الشعبيّة في معركة النفَس الطويل ويقلب الطاولة على قوى العدوان”، مردفاً بالقول: “القوة تجبر المعتدين على وقف عدوانهم خصوصاً بعد أن أصبحت مصالحهم الحيوية والعسكرية تحت السيطرة النارية لقوتنا الصاروخية وطيراننا المسيّر”.

وأضاف القانص “ضربتا عدن والدمام تدلان دلالة واضحة على أنه لم يعد هناك مكان آمن لقوى العدوان ومرتزقها وأن اليد الطولى للشعب اليمني والقوة الصاروخية والطيران المسيّر ستطالهم أين ما كانوا”، مؤكداً أن ضربة الدمام ضربة استراتيجية بالدرجة الأولى وهي تحمل في طياتها رسائلَ هامة للعدو مفادُها أن كُــلّ دول العدوان باتت تحت مرمى الاستهداف المشروع رداً على جرائمهم بحق الشعب اليمني.

واعتبر الإعلامي حامد الكحلاني استهدافَ محافظة الدمام السعودية رسائلَ باليستية للأعداء بأننا نستطيع ضربَ أهداف بعيدة المدى وقد تجاوز الصاروخ الرياض ومواقع رئيسية مهمة وكذا لقرب الدمام من دول شاركت في العدوان على اليمن”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com