العدوان واستقطابه للناس تحت العناوين المناطقية والعنصرية والدينية المتناقضة .. بقلم/ عبدالإله الشامي

لفت نظري في الخطاب الأخير للسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي توصيفُه الحصيفُ والدقيق والواقعي لتمترُسِ العدوّ خلفَ عناوين العنصرية والمناطقية والمذهبية وتناقضه معها تناقضاً صارخاً ومفضوحاً، وضرب لنا أمثالاً بما يمارسه النظامان الإماراتي والسعودي في جنوب اليمن والذي وصفه بقوله:

كُـلّ ما يعملُ عليه أَعْــدَاء هذه الأمة استغلالُ عناوين استقطاب الناس وتحريكهم لأَهْــدَاف أُخْــرَى وأمور أُخْــرَى.

عندما حرص النظامُ الإماراتي الذي هو جزءٌ أساسٌ في العدوان على شعبنا، عندما سعى لاحتلال المحافظات الجنوبية، جاء ليستفيدَ من هذه النغمة، العداوات المناطقية الحساسيات المناطقية ولكن هل لأَنَّه يريدُ مصلحةً حقيقيةً لسكان المحافظات الجنوبية؟ لا، اشتغل بطريقة أُخْــرَى، لما تمكّن هو يتعامَلُ معَهم في حالة استغلال بحت استغلال بحت لا يريد لهم خيرًا ولا يسعى حتى لخدمة هذا العنوان بل لاستغلال هذا العنوان، يعني هو لا يهدفُ إلى تمكينهم وإلى خدمتهم وإلى العناية بهم، كيف هي الأوضاع في المحافظات الجنوبية؟ الأوضاع الاقتصادية الأوضاع الأمنية الوضع بكله وضع مُتَرَدٍّ جِـدًّا امتهان ظلم إهانة قهر إذلال!! ماذا تفعل الإمارات في سجونها هناك؟ كيف تُعامِلُ الإنْسَانَ الجنوبي وغير الجنوبي؟

المَسْأَلَـةُ مَسْأَلَـةُ عناوينَ للاستغلال وهكذا يفعل النظام السعوديّ وكلٌّ منهما يشتغل هذا الشغل تحت إشراف أمريكا وفي تحالفهم وأنشطتهم التخريبية في المنطقة، يفعل النظام السعوديّ في مَسْأَلَـة التعامل مع العناوين والاستغلال لها ما هو عجيب وغريب جِـدًّا.

يعني عندما يتأمل الإنْسَان يرى شغل نفاق بكل ما تعنيه الكلمة، النظام السعوديّ كما النظام الإماراتي يأتي إلى الداعشي، هذا الداعشي الذي يأتي ليقولَ إنه يريدُ أن يقيمَ دولة الخلافة فيقول تفضل أنا سأدعمك افتح المعركة قاتِلْ ضد هذا الشعب يوفر له المالَ والسلاح والغطاء والبيئة والفرصة المواتية للتحَـرّك.

يأتي إلى العلماني الذي يقول أنا لا أريد دولةً دينيةً بالمرة أنا أريد دولةً غير دينية ليبرالية يقول وأنت سأدعمك تفضّل السلاح المال وتفضّل أهيئ لك الظروف المناسبة تحَـرَّكْ بس المعركة هناك قاتِلْ هذا الشعب.. ويدفعه بالموازاة مع ذلك يدعمه ليقيمَ على حسب زعمه دولةَ الخلافة على حسب تصوره المغلوط والكارثي والخاطئ.

يأتي إلى الذي ليست له أية التفاتة إلى الدين عنده توجه للفجور والإباحة والتحلل من القيم والأَخْــلَاق ويوفر له قيمة السلاح والخمر وقيمة مراكز الدعارة وكل تلك الاحتياجات، ويأتي لا ما يتظاهر بالتدين ويوفر له قيمة حفلة الدعارة وقيمة الندوة الدينية يدفع للطرفين قيمة كاس الخمر وقيمة كتاب في العلوم الدينية ومحاضرة ستقام في مسجد كذا ضد الروافض والمدري ماهو ذاك.. ولتكفير الأُمَّـة الإسْـلَامية وحفلة هناك ماجنة، يشتغل تحت كُـلّ العناوين حتى في النعرات العنصرية، لاحظ يستدعون بعض الهاشميين إلى الرياض يقولون لهم نحن ليس ضد بني هاشم نحن وقفنا مع آل حميد الدين في تلك المرحلة ونحن سندعمكم ويأتون للبعض ليدفعوا لهم ما يطلقون به الشتائم والسباب ضد بني هاشم جملةً وتفصيلًا بكلهم من أولهم إلى آخرهم.

يعني المهم بالنسبة لهم هو استغلال للعنوان كـعنوان أما المعركة فيشغلونها باتِّجَـاه آخر يدعم لك من يأتي ليقول أنا أريد الوحدة ومعركتي للحفاظ على الوحدة ويوفر له السلاح والمال ويأتي الآخر أنا أريد الانفصالَ ومعركتي معركةٌ للانفصال ويوفر له السلاح والمال والتمكين الإعلامي وغير ذلك.. لماذا؟؛ لأَنَّ كُـلّ هذا بالنسبة للإماراتي والسعوديّ عناوين فارغة عناوين ترفع لتبرير العمالة والخيانة والارتزاق وفي نفس الوقت المعركة ثانية، المعركة معركة لإخضاع الشعب اليمني لسيطرة الأجانب المعركة معركة لتفرقة الشعب اليمني حتى لا يتوحد على موقف واحد يضمن لهٌ الحرية والاستقلال والكرامة، كلها عناوين حراس الجمهورية دعاة الوحدة حتى أولئك دعاة الانفصال دعاة مدري ما هو ذاك الذي يأتي تحت عنوان سني لمحاربة الروافض والمجوس والذين مدري ما هو ذاك كلها عناوين فارغة المعركة معركة لخدمة الأجانب لتمكينهم من السيطرة على بلدنا وعلى شعبنا حتى يخسر هذا البلد وهذا الشعب حريتهُ واستقلالهُ وكرامته هذا الشعب أيها الأعزاء يا شعبنا العزيز عاش على مر هذه القرون ليس في داخله لا مشاكل عنصرية ولا مشاكلَ ونزاعات مذهبية، الزيدية والشوافع متآخون على مر التأريخ متفاهمون اليوم نحن في مواجهة هذه المعركة أحوج لدافع المصلحة لهذا البلد ولكل أبناء شعبه وكذلك أَكْثَــر إيْجَـابًا علينا في مسؤوليتنا الدينية والإيْمَــانية إلى أن نحارب ونتصدى لكل النعرات العنصرية باطله لا صحة لها لا أساس لها الذي يشتغل عليها هو المفلِس نحن أُمَّـة واحدة نحن شرّفنا اللهُ جَميعًا في هذا الشعب وفي هذا البلد بالإسْـلَام بالإيْمَــان يمن الإيْمَــان والحكمة تأريخ عظيم ومشرّف وحاضر إن شاء الله مشرّف ومستقبل مشرف.

ما يشتغل عليه النظامُ السعوديّ لتفرقة أبناء الشعب شغلٌ شيطاني وشغل المنافقين أنا شخصيًّا عندما أُشاهدهم يحركون كُـلّ هذه العناوين: وحدة وانفصال، دين وفجور، وعلمانية وكل شيء، ازداد إيْمَــانًا بقول الله سُبْحَـانَـهُ وَتَعَالَى: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)، إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار شغل نفاق، كُـلّ العناوين تشتغل لمعركة أُخْــرَى لهدف آخر ليس لهم إلا الدرك الأسفل من جهنم.

الخطر الحقيقي أيها الأعزاء هو من أَعْــدَاء الأُمَّـة وعملائهم الذين يستهدفونا في ديننا وحريتنا واستقلالنا وكرامتنا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com