ما لا تعرفه عن الأسد المزمجر عيسى الليث

عفاف محمد

في حوار له مع وكالة الصحافة اليمنية كشف المبدع عيسى الليث عن ملامح شخصيته المحجوبة عن الناس والذين لاقوا تلك الملامح بتعطش لمعرفة خبايا تلك الشخصية التي نفذت في خفة وانسياب إلى نفس كُلّ يمني حُر فجعلت له مكانة جليلة انعكست من خلال أعماله وعطائه الغزير الذي لا سقفَ أَوْ حدود له.

برهن عيسى الليث في فترة ما أنه مكملٌ لدرب الشهيد البطل والمنشد الأسطورة لطف القحوم فكان تواجده في الساحة قد غطى فقداننا للأسطورة لطف القحوم وبالرغم من المكانة السامية التي يحتلها الشهيد لطف القحوم، إلا أنه لا مجال للمقارنة بينهم فكلاهما سعيا لنفس الهدف ونفس الغاية، بل كانا على تواصل دائم في فترة ما بعد العدوان وتبادلا الخبرات واكتسب المبدع عيسى الليث من الشهيد لطف الوعي الثوري.

عيسى حسن محمد على الليث أب لخمسة أولاد اسمه الجهادي أبو سماء، تأثر أبو سماء بالملازم والتي قال عنها في حديثه انها كانت محظورة آنذاك وتأثر بملازم (محياي ومماتي-ومعنى التسبيح -وسلسلة معرفة الله)، وأضاف أنه تأثر بالشهيد لطف القحوم كمنشد حيث جذبه زامل بصوته وهو زامل ما نبالي والذي انتشر عام ٢٠٠٨.

ويتحدث عن دقة اختياره للزامل، حيث تجذبه القصائد التي تهدف إلى توصيل رسالة قوية وأن نجاحه ينعكس في تلقي المجاهد لتك الزوامل وارتياحه لها بالدور الأول قبل عامة الناس ويضيف أنه لا يسجل إلا من أجل المجاهدين.. فجمهوره هم من الجبهة ولا سواهم.. مع ذلك قاعدته الجماهيرية متسعة بشكل مشرف..

أبو سماء أكد أيضاً أنه لا يبحث عن الشهرة وربما هذا سر نجاحه عفويته وعنفوانه العميقين..

كان أبو سماء منشد في فرقة أنصار الله أثناء الحرب الأولى على مران وقد انطلق في زوامله الفردية بعد الحرب السادسة واطلق زامل (حيا بداعي الموت قل للمشرقي والمغربي).. كان المنشد عبدالسلام القحوم من عرفه على عملية التسجيل وأخذ بيده في المراحل الأولى للإنشاد.. وكان أحدهم قد انتقد طريقة أدائه في الزامل فنال ذلك من نفسه فعكف عن ذلك لفترة وقطع لقاءه مع عبدالسلام القحوم حتى التقى بأبو مالك الفيشي وسأله لماذا تركت الزامل؟ وبعد أن عرف القصة نصحه بأن لا يتأثرَ من مجرد رأي شخص واحد وأن عمله بمثابة الجهاد فكيف يتركه ثم عاد مبدعنا يشجينا بزوامله عاد..

وبقوة تأثر الليث بداية بقصائد عبدالمحسن النمري وَكان يعتبرها تحمل رسالة ذات مضمون هادف حيث والشاعر النمري ربما كان الشاعر الوحيد الذي سرد وقائع حروب صعدة بدقة وإبداع متناهيين؛ لذا كان المرجع لعظماء مثل الشهيد المبدع لطف والمبدع عيسى.. وقد أبدى الليث حجم اهتمامه بالقصيد والذي قدّره بحوالى 99% أما اللحن فهو بنسبة 1%فقط.

ويقولُ الليث عن زامل إلى الجبهات -والذي أثار الشجن في نفوس كُلّ الناس بكل فئاتهم وصفاتهم وعزز دافع الالتحاق بالجبهات- بأنه كوننا أمة منظمة نصدر الزامل حسب الواقع وبما يواكب الأحداث وكأنه يقول بأن هذا الزامل جاء كتحفيز في مرحلة الجبهة بحاجة فيها للشرفاء والأبطال وذلك للنفير العام ليثأروا للمستضعفين.. ويتحدث عن انزعاج العدو من الزامل؛ لأن الزامل غالباً ما يستمد من خطابات السيد وَوعوده، وبالتالي الزامل ينقل رسالة قوية للعدو فتزعجه وتزعج إعلامه الدجال..

وعندما قيل له الطيران يبحث عنك باستمرار كيف تواجه هذه المعضلة قال لا يبحث عني يبحث عن الأطفال والمساكين الذين لا حول لهم ولا قوة.. وتحدث الليث عن الانتصارات بوعي وإدراك للقضية وكانه سياسي عسكري محنك لا يغادر الجبهة فهو يهتم بكل شاردة وواردة في مجال الدفاع عن الوطن والجهاد في سبيل الله فعمله منطلق من وعي عميق وهمة عالية توازي همة مجاهد في الجبهة.. حتى أنه يهتم بشؤون الجرحى ويزورهم..

وبالكاد نجد ما نعرفه عن حياته الشخصية عدا في هذا الحوار الذي أشبع فضولنا وعندما سُئل فيه هل تخاف من الأضواء؟! رد لا بل أخاف من الشهرة، ما أنا إلا جندي من جنود الله في المسيرة القرآنية، وهذا يؤكد تواضعه الشديد وعمق إيْمَانه بالقضية الحقة..

يقول الليث إن والده قد توفي بجلطة في الكبد؛ بسبب الطيران الهمجي وقال عن خبر استشهاد زميله المنشد لطف القحوم بأنه أحزنه وسرد قصة قصيرة عرضته للحرج من أحد الجرحى في أحد المستشفيات وهو يقول له: ما أصابني هو بسببك يا عيسى. قال: له كيف. رد كنت متفاعلاً مع زاملك وأنا اسوق السيارة ولم يجد نفسي إلا وقد انقلبت بي سيارتي. فخجل منه وضحكا سوياً..

عيسى الليث يعتبر نفسه جندياً من جنود الله تحت راية سماحة السيد عبدالملك ورهن لإشارته، كما اضاف انه قد باع نفسه لله بيعَ صدقٍ نافذاً، ومنه يستمد التوفيق والعون في كُلّ المجالات.. وأرسل من خلال حواره رسالةً للمنشدين والمبدعين ممن يمتلكون المواهب أن ينطلقوا في سبيل الله ومع الله وأن يستثمروا مواهبهم وإلا فإن الله سينتزعها منهم ويستبدل غيرهم..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com