غزة.. ثباتُ مقاوَمة وصمودُ شعب أُسطوري

 

فتحي الذاري

منذ سنوات عديدة، يواجه الشعب الفلسطيني في غزة تحديات كبيرة؛ بسَببِ الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم، والهجمات العسكرية المتكرّرة التي تستهدف المدنيين في إبادة جماعية وإجرام إرهابي منظم واستهداف البنية التحتية، وعلى الرغم من هذه التحديات الكبيرة يظل الشعب الفلسطيني في غزة مُستمرًّا في مقاومته وصموده، يتحدى الظروف القاسية ويواصل النضال؛ مِن أجلِ حقوقه الأَسَاسية وحريته.

تعتبر المقاومة الشعبيّة والتضحيات التي يقدمها الفلسطينيون في غزة جزءًا أَسَاسيًا من النضال الفلسطيني المقاوم الصامد ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني الغاصب ويظل الصمود والمقاومة جزءًا حيويًا من النضال الفلسطيني، يؤكّـد على إرادَة الشعب الفلسطيني المقاوم.

واحدة من أبرز التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني هي الدعم الأمريكي والغربي المُستمرّ للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني فقد رفضت الولايات المتحدة الأمريكية مشروع القرار الذي قدمته الجزائر في مجلس الأمن الدولي لدعم انضمام فلسطين للأمم المتحدة، هذا الرفض يعتبر تواطؤًا أمريكياً مع الاحتلال الإسرائيلي ويظهر على نحو واضح الدعم الذي يحظى به الاحتلال الإسرائيلي من الولايات المتحدة، وإن رفض الولايات المتحدة الأمريكية لمشروع الجزائر وموافقة المجتمع الدولي في انضمام فلسطين للأمم المتحدة يؤكّـد تواطؤ أمريكا مع الاحتلال الإسرائيلي واتِّخاذ الولايات المتحدة الأمريكية سياسة عدائية عدوانية لا تترك للاستقرار والأمن القومي في الشرق الأوسط لغة تفاهم، ويعتبر هذا الرفض بمثابة تأكيد على الاستكبار الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي الذي لا يمتلك أحقية الوجود وهو محتلّ غاصب لأرض فلسطين العربية منذ 1948م وعدم تقديرها للحقوق الفلسطينية.

إن رفض مشروع الجزائر ودعم الولايات المتحدة الأمريكية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي لا يمثلان الحقوق الإنسانية والأخلاقية والأهداف والشروط العامة لعضوية الأمم المتحدة والهدف التي أنشئت له، وتعد سياسة الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي انتهاكًا صارخًا في الحقوق والمواثيق والقوانين الدولية والأمن والاستقرار في المنطقة، وأن هذا الرفض يثير انتقادات من الجانب العربي والإسلامي والدولي، حَيثُ يعتبر البعض أن سياسة الولايات المتحدة تعتبر عدائية تجاه القضية الفلسطينية وأنها تساهم في تأجيج الصراع في المنطقة بدلاً من السعي للسلام والاستقرار.

وَيأتي رفض الولايات المتحدة لمشروع الجزائر وموافقتها للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي في سياق السياسة الأمريكية العدائية الاستكبارية، التي تولي أولويةً لمصالحها الاستراتيجية والسياسية على حساب العدالة والإنسانية في كُـلّ الحالات، ومع ذلك يبقى الصمود والمقاومة جزءًا أَسَاسيًا من حياة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، يظلون يقاومون بكل قوة وإصرار؛ مِن أجلِ حقوقهم الأَسَاسية والعيش بكرامة، يتحدون الظروف الصعبة ويعبرون عن إرادتهم القوية للبقاء قويين ومُستمرّين في مواجهة التحديات.

صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يؤكّـد مقاومة حقيقية ضد الظروف الصعبة.

إنهم أهل غزة الصابرون والصامدون في وجه الصعاب والمحن، أهل غزة الصامدون قاتلوا دفاعاً عن أنفسهم وأوطانهم ولكنهم لم يضعفوا ولم ينكسروا، بل ظلوا صامدين ومقاومين لما واجههم في سبيل الله، وهذا يؤكّـد قوة الإيمان والثقة بالله التي تمكّن المؤمنين من التحمل والصمود في وجه التحديات.

الله يحب الصابرين، وهذا يعني أن الله يثني على الصبر والاحتساب والثبات في وجه الصعاب والمحن، إذَا كان الله يحب الصابرين، فَــإنَّه سيكون لهم ومعهم، وسيمنحهم القوة والدعم اللازمين للصمود والاستمرار في طريقهم، بقوله عز وجل من سورة آل عمران- آية (146) (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِـمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ).

يجب على المؤمنين أن يتذكروا هذه الآية ويستلهموا منها القوة والصبر لمواجهة التحديات والابتلاءات في الحياة، على ثقة بأن الله معهم وسيساعدهم على تجاوز كُـلّ الصعاب، ويظل صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مصدر إلهام وتحد للمجتمع الدولي المتواطئ، حَيثُ يظلون يقاومون بكل قوة وإصرار؛ مِن أجلِ حقوقهم الأَسَاسية والعيش بكرامة، يعبرون عن إرادتهم القوية للبقاء ومُستمرّين في مواجهة التحديات بصبر وثقة بالله.

والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com