تحصينُ ووقاية لجيلٍ قرآني ذي هداية

بشرى خالد الصارم

على تواتر بدء الدورات الصيفية وبما تشهده مؤخّراً شعوب الأُمَّــة الإسلامية والعربية من انشغالها عن أهم قضية للأُمَّـة العربية والإسلامية بل وللإنسانية جمعاء؛ يأتي هذا العام شعار “علم وجهاد” على نمطية التعلم والجهاد بأكمل صوره ومجالاته، في ظل هجمة شرسة مغرضة ضد هذه المراكز الصيفية وذلك من خلال أبواق الإعلام والدعايات المشبوهة المضللة لهدف ردع الدورات الصيفية، مع الرغم أنها ليست وليدة اللحظة، ولكن نجدهم هذا العام أكثر حرصاً وجهداً على عرقلة وتشويه هذه المراكز وذلك تزامناً مع ما يشهده الشعب اليمني من وقوفه مع الشعب الفلسطيني وأهله في غزة، ومن مساندة وتعزيز عسكري للمقاومة الفلسطينية بالدماء والأرواح، فتأتي أدوات العدوّ في محاولات فاشلة لإلهاء جيلنا عن قضيته، وتأتي خفافيش الإعلام بجهدها الجهيد الذي سيذهب في مهب الرياح ولا طائل منه في حرف مسار أبنائنا وجيلنا عن قضايا أمته، وذلك؛ لأَنَّ جيلنا أصبح أكثر وعياً من ذي قبل وأكثر حباً للجهاد وأكثر تمسكاً للعتاد.

وعلى ضوء المستجدات هذا العام في الوضع الإقليمي والدولي يتوجّـه أبناؤنا وجيلنا الصاعد إلى الالتحاق بمراكز ذات مشروع قرآني تربوي ذو هُــوِيَّة إيمانية، إلى تأهيل روحي يغسل ما علق في الأرواح من شوائب الحرب الناعمة ضد كُـلّ مَـا هو متمكّن في أيدي أبنائنا، إلى غيث يروي القلوب من وهج العلم والروحانية المنبثقة من ثقافة قرآنية تسمو بها الأفكار إلى الرفعة والوعي والبصيرة، وتبحر فيها العقول إلى عالم القرآن وأحبائه وأهله، دروس من ثقافات القرآن الكريم، دروس تغرس في نفوس الأجيال حب الجهاد والدفاع عن المقدسات.

فهكذا تبدأ الإجازات الصيفية عند طلابنا وأبنائنا من دروس ونشاطات وتأهيل وتدريب للطلبة وشباب مجتمعنا بالثقافات القرآنية البحتة وبدروس الجهاد والإخاء والتحدي والنضال، بينما تغرق أجيال الأُمَّــة العربية والإسلامية بوحل الثقافات المغلوطة التي تكرس فيهم التخاذل والقعود والتنصل عن القيام بمسؤوليتهم الدينية بتوجّـههم إلى مَـا يلهي العقل والقلب ويدنس الروح كحفلات الترفيه ومسابقات لا هدف لها سوى أهداف تبعدهم عن دينهم وحرف البوصلة عن القضية الفلسطينية.

فكالمعتاد بعد الانتهاء من العام الدراسي، تبدأ إجازاتنا الصيفية فهي ليست لتضييع الوقت وهدره في ما يخدم عدو هذه الأُمَّــة، واستخدام أدواتهم والأجهزة الإلكترونية المُلهية للوقت والدين، المُضيعة للأخلاق، المنزوية عن الوطن والدين وأحداث وآلام الأُمَّــة العربية والإسلامية، عبر أدوات العدوّ الصهيوني التي تزين الحياة الدنيا وتبعدهم عن الآخرة، وتجعلهم جيلاً لا وعي له لا كلمة له ولا هدف له، جيلاً تابعاً لهم ولأفكارهم ومعتقداتهم المضللة البعيدة عن الله والدين والإسلام.

فأتت الدورات الصيفية لاستثمار الإجازة فيما ينفع ويحب الله، كملجأ وحيد يضم ويحوي أبناءنا، وتحويل العطلة الصيفية من خطر يهدّد الأجيال إلى أمن ونجاة لهم من كُـلّ مَـا هو مفسد ومضل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com