المراكز الصيفية.. فرصةُ نجاة ذهبية

نادر عبدالله الجرموزي

من منطلق هذا الإلهام والنور الإلهي الذي جاء في قوله تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى…).

ومما يجعلنا ننطلق من واقع عين على القرآن وعين على الأحداث؛ تأتي الوقائع الحاصلة التي تحدثت عنها الآيات مترجمةً لذَلك، لعلنا نفيق مما وصلنا إليه من حالة مأساوية مما يجاهد فيه أعداء الله ليتمكّنوا منا ويضربوا بدواخلنا -كأمة عربية إسلامية مؤمنة- لتحقيق مشروعهم التخديري الخبيث لتدجين الأُمَّــة بمصل الإفساد والضياع بعيدًا عن مركزية الفئة المستهدفة والتي تسلط ضوئها على الأجيال الناشئة بشكل أَسَاسي ووفق دراسة دقيقة لتحقيق غايتها الملعونة..

لقد توجّـه أعداء الله في تحليل هذا النور المبين [ قل إن “هدى الله” هو الهدى.. ].

نعم أعداء الله اهتموا وانشغلوا بالقواعد الحصينة والوقائية التي أرسلها الله -عز وجل- تبياناً وسبيلاً لجعل الأُمَّــة في دائرة الحصانة والسلامة من سبل الزيغ والضلال والغواية والتي تجعل الفرد منصباً عالقاً في مصائدها تائهاً مقدوراً عليه..

هم تحَرّكوا من خلال ذَلك مختصرين أبسط الطرق بفاعلية كبيرة جِـدًّا وجهود رهيبة؛ لكي يحقّقوا ما حذر الله منه من خلال توظيفهم للوسائل المؤثرة بفاعلية لضرب وسيلة النجاة والحصانة المثلى التي أشار الله إليها [ قل إن هدى الله! هو الهدى! ] لاحظوا! [هدى الله ] نعم، هو السلاح الوحيد الذي يجب أن يكون بعيدًا وغائباً، لذَلك اجتهدوا في نسف وتغييب وإطفاء هذا المصباح التنويري لبصيرة الأُمَّــة من خلال توجّـهات عديدة أهمها:

“الحرب الناعمة” كلنا نلمس ما وقع بنا كأمة مسلمة من خلال هذه الحرب الشيطانية والعدوانية الضلالية التي تعتبر من أخطر الحروب وأعظمها خطراً وبنفس الوقت أسهلها وُصُـولاً بحساب الجهد والتكلفة والزمن، لقد جعلوا لنا ونسجوا لنا ماديات ووسائل إلهاء وإضلال أقرب إلينا من ذواتنا، جاءوا بالموبايلات والدشات والسيرفرات المطورة، جعلوا منها لقمة سائغة ببسم الشيطان مجراها ومرساها، سخروا لنا الشبكة العنكبوتية التي تعتبر نافذةً وردية لتهيم بنا إلى سواحل الطاغوت.

أيضاً برامج التواصل الاجتماعي كونها وسيلة تشد بعضنا لبعض، لقد رزعوا فيها نواة الخبائث والمنكرات والفواحش ودسوا فيها سموم الإضعاف وعقاقير الإضلال والعمى.

أيضا الأدهى من ذَلك أنهم جعلوا لنا هذه المكائد الشيطانية الزاهية تأتي بغير جهد وشقاء، في ثوانٍ تجد نفسك في ضغطة رابط أَو إعلان محمَّل؛ تجد نفسك في وحل المنكرات وبسهولة ويسر حتى يتمكّن الأطفال والشباب الوصول إليها بغير معرفة ودراية وعناء! لاحظتم!

إننا ومن هذا المقام نوضح بأننا مع أولادنا وشبابنا وأنفسنا بين أمرَينِ:- إما النجاة والفلاح أَو الخسران والهلاك بأنفسنا وأولادنا وأبنائنا، إما أن نُحَصِّنها ونزكيها، أَو نتركها في غياهب الضلال والفساد منجرين في مشروع أعداء الله بطريقة مباشرة أَو غير مباشرة..

يجب علينا أن لا نذهب بعيدًا ونفكر كَثيراً، أَو نبحث كَثيراً، كُـلّ منا يرى خير شاهد وناطق الذي يتمثل في حالنا!

أخرج الشارع تجد داعي الله يدعو إلى خير الفلاح وأطفالنا وشبابنا غارقين في هذه المحيطات الشيطانية تائهين عن هدى الله، تجد أطفالنا وشبابنا يقضي ساعات متواصلة في ألعاب ومواقع شيطانية ولا يمتلك أقل القليل من الوقت ليعود إلى هدى الله ويتلو ويتدبر آيات الله وتوجيهاته..

الله الله يا معشر الرجال بأنفسكم وأبنائكم وأهليكم، هَلُمُّوا واستنفروا إلى مراكز الهدى والنور والحصانة والصراط المستقيم وسبيل النجاة، (نحو المراكز الصيفية) نعم نستثمر أوقاتنا وفراغنا لبناء أولادنا وشبابنا ونحن البناء القويم، البناء الراسخ على مداميك هدى الله.. والعاقبة للمتقين.

إما أن نختار لأنفسنا وأولادنا وذوينا إماماً وولياً هادياً نحو القرآن أَو إماماً وولياً ضالاً غاوياً نحو الفيسبوك وجوجل وإكس وغيرها.. (اختر أيَّ الطريقين أحقَّ أن يُتبع).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com