“طوفانُ الأقصى” بعد 200 يوم.. العدوُّ عالقٌ بغزة ولن يحصُدَ إلا الخزي والهزيمة

المسيرة | متابعة خَاصَّة

يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية ولليوم الـ200 على التوالي، التصدِّيَ للقوات الصهيونية المتوغلة في عدة محاور، والتي أسفرت حتى اللحظة عن مقتل (604) ضباط وجنود وإصابة أكثر من (3211) آخرين، حسب اعتراف جيش العدوّ، وما يزيد عن (6911) جريحًا، حسب تقارير المستشفيات الصهيونية، مضافاً إليها بيانات جيش الاحتلال، بالإضافة إلى تدمير مئات الآليات كليًّا أَو جزئياً، كما تواصل المقاومة قصف مواقع ومغتصبات العدوّ في غلاف غزة، ودك تحشداته العسكرية في مختلف محاور التوغل.

في التفاصيل، أكّـد الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أبو عبيدة في كلمةٍ مصورةٍ له، الثلاثاء، إنّه وبعد 200 يوم من معركة طوفان الأقصى لا يزال العدوّ المجرم يحاول لملمة صورته، وقال: إنّ “العدوّ ما يزال عالِقًا في رمال غزة، ولن يحصد إلا الخزي والهزيمة”، مشدّدًا على أنّه “وبعد 200 يوم ما تزال مقاومتنا في غزة راسخة رسوخ جبال فلسطين”.

وأكّـد أبو عبيدة، “أنّنا لم نوثق إلا النزر اليسير من ضربات أبطالنا للعدو”، وتابع، “سنواصل ضرباتنا ومقاومتنا ما دام عدوان الاحتلال أَو وجوده مُستمرًّا على أي شبر من أرضنا”، لافتاً إلى أنّ “قوات الاحتلال تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كُـلّ فصائل المقاومة، وهذه أكذوبة كبيرة”.

وَأَضَـافَ، أنّ “العدوّ لم يستطع خلال 200 يوم أن يحقّق سوى المجازر الجماعية والتدمير والقتل”، مشدّدًا بالقول: “لن نتنازل عن الحقوق الأَسَاسية لشعبنا وعلى رأسها الانسحاب ورفع الحصار وعودة النازحين إلى ديارهم”.

وصرح، أنّ “العدوّ يحاول التنصل من كُـلّ وعوده في المفاوضات ويريد كسب المزيد من الوقت”، مُشيراً إلى أنّ “الكرة في ملعب من يعنيه الأمر من جمهور العدوّ لكن الوقت ضيق والفرص قليلة”، منوِّهًا أن “ما يسمى الضغط العسكري لن يدفعنا إلا للثبات على مواقفنا والحفاظ على حقوق شعبنا وعدم التفريط فيها”.

وجَدَّدَ أبو عبيدة التقدير لقوى الإسناد في المحور بالقول: “نقدر كُـلّ جهد عسكري وشعبي انضم إلى “طوفان الأقصى”، ونخص جبهات القتال في لبنان واليمن والعراق”، ورأى أن “ردة الفعل الهستيرية تجاه الفعل المقاوم من مختلف الجبهات تدل على أهميّة العمل المقاوم”، مؤكّـداً أن “أولى الجبهات بالمقاومة هي جبهة الضفة الغربية، ونحيي كُـلّ شبر من ضفتنا الحرة الأبية”.

ورأى أن “رد إيران بحجمه وطبيعته وضع قواعد جديدة وأربك حسابات العدو”، داعياً “جماهير أمتنا إلى تصعيد حراكها الداعم للمقاومة”، ومؤكّـداً على أن “المقاومة ستظل أمينة على تضحيات شعبنا، ونحن نحمل آلامه وآماله”.

 

ميدانيًّا.. المقاومة تدك مستوطنات الغلاف برشقات صاروخية:

في السياق، أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، عن عدد من عملياتها العسكرية التي استهدفت جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغل في بيت حانون شمال قطاع غزة.

وقالت كتائب القسام في بيانات متفرقة نشرتها على “تليغرام”: إنها “دكّت كتائب القسام تجمعًا لجنود الاحتلال جنوب غرب مدينة غزة بقذائف الهاون، وأن مجاهديها تمكّنوا من قنص جندي إسرائيلي في بيت حانون شمال قطاع غزة”، وذكرت أنها دكّت تجمعًا لقوات الاحتلال المتوغلة في بيت حانون شمال قطاع غزة بقذائف الهاون.

وفي بيان آخر، قالت كتائب القسام: إنها “استهدفت جرافة صهيونية عسكرية من نوع “9D” بقذيفة “الياسين 105” في بيت حانون شمال قطاع غزة”.

بدورها، علنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنها قصفت مستوطنتي “سديروت” و”نيرعام” ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية؛ رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا.

وكانت وسائل إعلام عبرية أفادت، باعتراض 4 صواريخ في سماء مدينة سديروت بغلاف غزة الشمالي دون إصابات، فيما أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن الصواريخ أطلقت من شمال قطاع غزة.

وتحدثت بلدية سديروت عن الرشقة الصاروخية التي أطلقت من شمالي قطاع غزة باتّجاه المدينة، وقالت: إن “5 قذائف تم اعتراض 4 منها فيما سقطت خامسة في ورشة بناء”، مشيرةً إلى أن شظايا إحدى القذائف تسببت باحتراق مستودع.

 

العدوُّ الصهيوني يسرِّبُ معلوماتٍ عن إنهاء المناورة البرية:

في هذا الإطار، تحدثت وسائل إعلام عبرية عن بوادر جولة جديدة من التهدئة على منطقتَي العمليات الشمالية والوسطى، حَيثُ أكّـدت أنهُ “رغم استمرار وجود الفرقة 162 في وسط غزة، فَــإنَّ معظم الانتشار في منطقة مسؤولية هذه الفِرقة بات استعداده لا يتعدى الكتائب ورغم وجود الأولية التي تتبع لها هذه الاستعدادات نظرياً، إلا أنه عمليًّا بات الجهد الأَسَاسي والانتشار القتالي في المنطقة الممتدة من جحر الديك شرقاً إلى شارع الرشيد غرباً”.

ووفقاً لها فَــإنَّ الترتيب القتالي للعدو بات يتركز على الكتائب، في شمالي النصيرات جسر ووادي غزة في الغرب، الكتيبة التاسعة المدرعة “إيشيت” والكتيبة 46 المدرعة “شيلاح” والكتيبة 52 المدرعة “هابوخيم” وجميعها يتبع اللواء 401.

بينما شمال المغراقة في المربع الممتد بين الأطراف الجنوبية لتل الهوى وشارع الرشيد، تنتشر كتائب تابعة للواء ناحال، وهي الكتيبة 601 (آساف) صيانة دروع وكتيبة المشاة 931 “شاحام” وكتيبة المشاة 932 “غرانيت” وكتيبة المشاة 50 “بازيلت” والكتيبة 934 “توباز” وهي كتيبة الاستطلاع التابعة للواء ناحال.

وتنتشر من معهد الأزهر المصري وحتى أطراف المغراقة الشمالية كُلٌّ من (كتيبة المشاة 424 “شاكيد” التابعة للواء جفعاتي، وحدة رافاييم 888 المتعددة المهام التابعة للأركان العامة، ومجموعات من وحدة الـ 504 في جهاز المخابرات العسكرية؛ (لا يتعدى العدد 10 فرد وضابط)، ومجموعات من الشاباك (200 فرد وضابط)، بحسب وسائل إعلام عبرية.

 

الوضعيةُ الحالية.. موقفُ العدوّ في مناطق العمليات:

بناءً على المعطيات الميدانية لا يوجد أي انتشار للعدو الصهيوني في منطقة العمليات الجنوبية في محافظتي خان يونس ورفح أَو مقابلهما على السياج، حَيثُ أبعدت قيادةُ المنطقة الشمالية كُـلَّ الألوية والاستعدادات التابعة للفرقتين 98 و99 و252 التابعة للأركان العامة إلى منطقة تبعد أكثر من 20 كيلومترًا داخل الأراضي المحتلّة.

غير أن منطقة العمليات الشمالية والوسطى (البريج النصيرات المغازي دير البلح المصدر والزوايدة جنوباً وحتى الحدود الشمالية لقطاع غزة)، شهدت بداية الأسبوع محاولة العدوّ للتقدم من محور جسر غزة مجمع الزهراء باتّجاه مخيم النصيرات الجديد باستعداد قوامه ثلاث كتائب مدرعة، لكن هذا الاستعداد الكبير لم يتمكّن من اختراق أي متر عند الجبهة التي فرضتها عليه المقاومة والممتدة من شركة كهرباء غزة وملعب النصيرات الدولي امتداداً حتى جامع معاذ بن جبل على الأطراف الشمالية لمخيم النصيرات.

وفيما يبدو، وبعد فشله لعدة أَيَّـام في عمليته أقام العدوّ تماساً على طول الخط وتوقفت العملية لتتحول إلى مناورة نارية بين المقاومة التي استخدمت أَيْـضاً أُسلُـوب التعرض الدائم وبين ثلاثة كتائب مدرعة تابعة للواء 401 التابع للفرقة 162، استعاض العدوّ عن ذلك بإطلاق عدد كبير من الدرونات المسلحة والمفخخة من نوع “كواد كوبتر” وسلاح المدفعية والدبابات لقصف معظم أركان المخيم الجديد والمخيم رقم واحد في النصيرات.

أما على المحور الجنوبي المتمثل بـ (خان يونس – عبسان الكبيرة – بني سهيلا – القرارة – الزنة – الفخاري)، لا توجد أية قوات للعدو منذ أسبوعين ولا يوجد أَيْـضاً أي اشتباك أَو عمليات في هذا المحور، لكن الأمر يختلف بالنسبة لمحور محافظة رفح – خط فلاديلفيا، ما زال العدوُّ الإسرائيلي ينفذ ضربات مدفعية أرضية وبحرية وأحزمة نارية جوية على أكثر من نقطة في رفح فَــإنَّه لا يوجد بعد أي استعداد مناسب وكاف لتنفيذ عملية برية في محافظة رفح.

إلى ذلك، وخلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة دمّـر فيها أغلب البنيات التحتية والتجهيزات، وأغلب المؤسّسات الصحية والتعليمية والإدارية، وأسفرت غاراته وتوغلاته الثلاثاء، عن 34 ألفًا و183 شهيداً، و77 ألفًا و143 مصاباً، جُلُّهم من الأطفال والنساء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com