تفادي عواقب حرف بُوصلة العداء والتذكير بمسؤولية جامعة للقضاء على الخطر المحدق بكل الأُمَّــة

أهميّة مناسبة “يوم القدس العالمي” من منظور خطاب السيد القائد عبد الملك الحوثي

 

المسيرة: خاص

أكّـد السيدُ القائدُ عبدُالملك بدرالدين الحوثي، أهميّةَ مناسبة يوم القدس العالمي؛ لتعزيز روحية المواجهة ضد العدوّ الصهيوني، وتفعيل كُـلّ مسارات الإسناد للشعب الفلسطيني، وإبطال مساعي العدوّ التحريفية بشأن المفاهيمَ الصحيحة والحقائق الدامغة فيما يخص المظلومية الفلسطينية.

وفي خطابه بمناسبة يوم القدس العالمي، الخميس، نوّه السيد القائد إلى تجلِّي أهميّة هذه المناسبة بشكل أكثر، في ظل التطورات الراهنة في فلسطين واستمرار الإجرام الصهيوني بحق غزة، في حين أشار إلى أهميّة “يوم القدس العالمي” في التذكير بمسؤولية الأُمَّــة تجاه أعدائها، ووقايتها من مخاطر الوقوع في فخِّ التلاعب ببُوصلة العداء.

 

محطةٌ توعيةٌ بأهم قضية ووحدة مصير:

وقال السيد في خطابه: إن “يومَ القدس العالمي هو مناسبةٌ تهدف إلى رفع الوعي في صفوف الأُمَّــة، وإحياء الشعور بالمسؤولية الدينية، والإنسانية، والأخلاقية، وأن تبقى قضيةُ فلسطين حيةً في نفوس المسلمين، وتبقى مشاعر الجهاد والرفض لـ “إسرائيل” حيةً في نفوس المسلمين”.

وَأَضَـافَ قائد المسيرة القرآنية “العنوان نفسه يُذَكِّر الأُمَّــة بمسؤوليتها الدينية؛ لأَنَّ على رأس هذه القضية ما لا يقبل المساومة، ولا يمكن التفريط به؛ مِن أجل صفقات سياسية، وهو مقدسات الأُمَّــة، وعلى رأسها المسجد الأقصى الشريف، الذي كان قبلةً للمسلمين، وهو مسرى النبي -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، ومن أعظم وأقدس مقدسات المسلمين”.

كما أكّـد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن هذه المناسبة التي تشد الأُمَّــة إلى نصرة المقدسات، هي أَيْـضاً تستنهض الأُمَّــة للوقوف مع “الشعب الفلسطيني المسلم المظلوم، الذي هو جزءٌ من هذه الأُمَّــة، ويعاني من الظلم، والاضطهاد، والقتل، ومن مختلف الممارسات الإجرامية الإسرائيلية على مدى عقودٍ من الزمن”، لافتاً إلى ضرورة شحذ الهمم لمقارعة العدوّ الصهيوني “الذي هو عدوٌّ للأُمَّـة بكلها، عدوٌّ للمسلمين جميعاً، واعتداءاته وطموحاته معروفةٌ للأُمَّـة”، منوِّهًا إلى أن “الأمَّة هي بحاجة إلى تذكيرها بمسؤوليتها الدينية، التي لا يعفيها منها التجاهل، ولا التخاذل، ولا يعفيها من آثار ذلك وعواقبه”.

وفي السياق أشار السيد القائد إلى عظمة ما يقدمه الشعب الفلسطيني؛ مِن أجل الأُمَّــة، مؤكّـداً أنه “لولا جهاد الشعب الفلسطيني، ومجاهديه الأعزاء، والمقاومة في لبنان؛ لكان وضع الدول العربية الأُخرى -وبالذات المجاورة لفلسطين- مختلفاً عمَّا هو عليه”.

 

المناسبة كمحطة للتذكير.. مخاطرُ التلاعب ببُوصلة العداء:

ومن الأهميات الكبرى ليوم القدس العالمي، أكّـد السيد القائد أن “التذكيرَ أَيْـضاً هو في مقابل مسار التغييب والإلهاء، التي حصلت بشكلٍ مكثّـف وملحوظ، في بلدانٍ عربية وإسلامية، تغييب للقضية الفلسطينية من المناهج الدراسية، من الخطاب الديني، من الأنشطة التثقيفية والتوعوية، تغييب أَيْـضاً من الاهتمام في الإطار السياسي، كقضية تبقى محط اهتمام للأُمَّـة رسميًّا وشعبيًّا، على مستوى الإعلام حصل تغييب كبير لهذه القضية، وهي القضية التي تفرض نفسَها، وفرضت نفسها من جديد، بجهود وتضحية الشعب الفلسطيني ومجاهديه”.

وقال القائد في هذا السياق: “التذكير في مقابل مساعي التزييف، والتطبيع، والانحراف ببُوصلة العداء وبالموقف”، مُشيراً إلى أن “هناك محاولاتٍ حثيثةً جِـدًّا من جانب الأعداء؛ لتقديم صورة مزيَّفة، تغطِّي على الوجه القبيح للعدو الإسرائيلي، الوجه القبيح، العدائي، الإجرامي، الوحشي، ومحاولة تقديمه على أنه يمكن الدخولُ معه في سلام، وفي وئام، وفي علاقات طبيعية، وأنه يمكن أن يكون صديقاً لهذه الشعوب وهذه البلدان”.

وحذّر القائد من خطورة مساعي الأعداء لحرف بُوصلة العداء، مُشيراً إلى أن هناك “محاولات أَيْـضاً لتصوير الموضوع وكأنه مُجَـرّد افتعال مشكلة مع العدوّ الإسرائيلي؛ مِن أجل إيران، وهو المنطق الذي كثّـفته وسائل إعلام تابعة لبعض الدول العربية والأنظمة العربية، التي حاولت أن تشوِّه الموقف الفلسطيني بنفسه، وموقف المجاهدين في فلسطين”، مؤكّـداً أن المجاهدين في فلسطين هم “أصحاب قضية واضحة، قضية أصيلة، قضية لا التباس فيها، أصلاً بلدهم ووطنهم محتلّ، وشعبهم مضطهدٌ ومظلوم؛ ويحاولون أن يصوِّروا موقفهم وكأنّه موقف: عبارة عن افتعال مشاكل؛ مِن أجل إيران”.

كما حذر من عواقب حرف بُوصلة العداء “عن العدوّ الحقيقي للأُمَّـة، العدوّ الخطير، الذي يُشَكِّل خطورةً بالغةً على الأُمَّــة بكلها، وهو العدوّ الإسرائيلي، وتقديم العدوّ على أنه جهة أُخرى: إيران، أَو تحت العناوين الفتنوية الطائفية، التي اشتغل عليها العداء، وأنشأوا مِن أجلِها التشكيلاتِ التكفيريةَ المتنوعة، التي اتَّجهت بكل حقد وإجرام لمحاولة جَرِّ الخصومة بين شعوب المسلمين، وتدمير الأُمَّــة من الداخل، وتشويه الإسلام، وإبادة من يعادي العدوّ الإسرائيلي”.

وفي ختام حديثه في أهميّة مناسبة يوم القدس العالمي، أكّـد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أنه “من المهم جِـدًّا التذكير للأُمَّـة بقضيتها، ومن هو عدوها، وما هي مسؤوليتها تجاه هذه القضية”، متبعاً بالقول “وفي التذكير للأُمَّـة؛ ولإدراك مستوى التقصير، ينبغي المقارنة بين اهتمام الأعداء بمساندة ودعم العدوّ الإسرائيلي، ومدى اهتمام الدول العربية والإسلامية في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني”، في إشارة إلى المواقف المخزية للأنظمة العربية والإسلامية إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني المظلوم من جرائم إبادة بكُـلّ الطرق الوحشية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com