القدس هي المحور

 

أم الحسن أبوطالب

في غياهب التضليل، ومسارح التدجين، وبين أقنعة المكر والتلوين، وَزعماء عملاء وملوك جبناء، وقادة صامتين، وآخرين ماتت ضمائرهم، وعرب نسوا عروبتهم وَمسلمين فقدوا إسلامهم، فلم يعد لهم من الإسلام غير اسمه، وملامح من تشريعاته وأعمدة من بعض أركانه تكاد أن تزول، هناك من يمن الإيمان جاء رجلٌ يسعى من أصل موطن العرب، يحمل النخوة والعزة والإباء للعرب الأقحاح، يحمل همَّ أُمَّـة ماتت أَو تكاد…، ويمدُ لها حبل النجاة من الهاوية التي باتت فيها بالاعتصام بكتاب الله والعودة إلى تعاليم دينه، والمضي على شريعته السمحاء.

ظهر قائد ٌيرسم مسارًا لخط المواجهة مع العدوّ بعيدًا عن بروتوكولات السلام المقيتة التي لم تعد تعني لهذه الأُمَّــة شيئاً ولم تمنحها سلامًا أَو تعطيها رغيف خبز، قائد يعرف حتمية حدوث المواجهة مع الأعداء في القريب العاجل أَو البعيد الآجل، فانطلق ومعه الصادقين إلى المعركة المصيرية، والقضية المركزية والمحورية للأُمَّـة العربية والإسلامية، إنه القائد الهمام عبدالملك بدرالدين الحوثي سلام الله عليه.

اليوم وبعد ما نراه ونشاهده من مواقف الخذلان للشعب الفلسطيني في غزة من قبل العرب والمسلمين وقاداتهم، وأمام جرائم العدوان الصهيوني بحق أهل غزة والمآسي التي تسبب فيها بحق الأطفال والنساء والكبار والصغار، وفي مشاهد تبرز آلة القتل الصهيوني ببشاعتها، لتقتل برصاصها وصواريخها ودباباتها، وتميت بحصارها، وتجويعها، ومنعها للماء والغذاء والدواء عن أهلنا في غزة، نرى مشهدًا متكامل الأركان، فيه الضحية والجلاد، وَأَيْـضاً جموع المشاهدين في العالم أجمع، وعلى رأسهم المسلمين والعرب، ولكن مهلاً المشهد لم يكتمل بعد! أين هو المنقذ؟؟!.

من يبحث عن المنقذ عليه أن يرجع إلى عنوان هذا المقال، ليعرف أولًا، وليفهم ثانيًا، ماذا نعني حين نقول أن القدس هي المحور، وأن قضية فلسطين هي القضية المركزية لهذه الأُمَّــة، وبعد أن يربط ما يدور من أحداث، وما تعنيه محورية القدس، سيجد نفسه أمام حقيقة أن القدس تقسم البشرية جمعاء إلى بشر وأشباههم شياطين- إن صح تسميتهم – تبعا لموقفهم منها وهنا نصبح أمام منقذ واحد، لم تكسره تسعة أعوام من حرب وحصار جائرٍ عليه، ولم يسقط أمام ترسانة حربية مهولة حاربته لأعوام وأعوام، ولم يضره تكالب جيرانه وأبناء أمته وتحالفهم لقتله، بل خرج مستعينًا بالله متوكلًا عليه، وقد أصبح بالله أقوى وأشد بأسًا، ليتجه بعنفوانه وشدة بأسه لنصرة القضية الفلسطينية ونجدة أهل غزة، دون خوفٍ أَو انتظار أَو مراعاة لأي أسباب أَو تداعيات.

شعبٌ يمانيٌّ، وقائد همام، لم يتنازل عن قضيته الأم، وسعى لنصرة المستضعفين الذين تقاعس عن نصرتهم القريب والبعيد مِن من بأيديهم على أقل تقدير أن يكسروا الحصار عنهم ويوصلوا لهم شربة ماء ورغيف غذاء، وقرص دواء، فجاء من يمن الإيمان المدد الإلهي، وجاء نفس الرحمان من أرض اليمن، ليفضح الساكتين ويسقط أقنعة العروبة والزيف عن المتأسلمين العرب، ويضع العالم أجمع أمام أحد الموقفين الذين لا ثالث لهما، فإما أن تكون مع القدس وقضيتها، أَو أن تكون شأت أم أبيت مع عدوها الصهيوني الغاصب، فكل من يقف مع غزة وشعب غزة هو في موقف الحق الذي يوجبه انتماؤه وعروبته ودينه عليه، ومن تخلف عن نصرتها فقد سقط وتجرد حتى من إنسانيته التي تلاشت سبب سكوته عن إجرام آلة القتل الصهيونية البشعة.

لله در هذا الشعب العظيم، ولله در قائده العظيم المفدَّى، الذي أعاد إحياء قضية فلسطين في قلوب أحرار العالم وأعاد التعبئة والاستنفار ليوم القدس العالمي الذي أصبح بوصلة لكل أحرار الأُمَّــة بل وأحرار العالم، الذين سيقفون ككل عام بنظرة إجلال وإكبار أمام هذا الشعب وقائدة في إحيائهم ليوم القدس العالمي، الذين يرسمون بخروجهم فيه ملايينًا أجمل وَأصدق وأعظم لوحة تكون القدس فيها هي المحور.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com