فلسطين قبلة الأحرار ونبراس الحق

 

كوثر محمد المطاع

فلسطين تضحي بنفسها لأجل أن نحيى أعزاء كرماء، تتصدى لكل البطش الصهيوني أمام مرأى ومسمع من العالم، فهي حجر عثرة أمام الصهاينة الذين يحلمون باستعمار الأرض من المحيط إلى الخليج وَكانت فلسطين هي البداية لينتقل الصهاينة إلى بقية الدول العربية ولكن كانت عصية وصامده أمامهم، وبدلا من استعمار بقية الدول اتوا إليها بالتطبيع السياسي بحجّـة السلام العالمي، ولكن التطبيع للأسف أصبح في كُـلّ أركان الدول المطبعة اقتصاديًّا وثقافيًّا وغيرة، فمن يدافع عن غزة اليوم وهي تعيش في كُـلّ يوم جريمة كبرى.

فلسطين وآهاتها كلمات تتكرّر كُـلّ يوم، صور وَمقاطع نشاهدها كُـلّ يوم أعداد الموتى تتزايد كُـلّ يوم تشريد وجوع وحصار وَقصف وماذا فعل العالم غير الصمت والتطبيع، فلسطين تقف صامده أمام ظلم العالم وجبروت الصهاينة، وما يحدث من ردات للفعل غير مسبوق فكأن العالم لم يعد قلبة ينبض بالحرية والحق ولم يعد يحزن على القتل والتشريد وَالتعذيب والأسر بآت جامد المشاعر والاحاسيس، مواقف غريبة ولكنها ليست نتاج لحظة بل هي نتيجة عمل لسنوات طويلة عمل العدوّ عليها لتنتهي قضية فلسطين أمام العرب والمسلمين أنفسهم ليقف أحرار فلسطين لمواجهة مصيرهم لوحدهم.

فلسطين قضية الأحرار، قضية ومبدأ كُـلّ عربي ومسلم أَو غير مسلم ما زال ضميره ينبض بالإنسانية، قضية لكل من تألم وَأسف على حال يقف أمامها ملياري مسلم بدون حراك، قضية لكل من تأمل آيات القرآن وعرف أن الجهاد هو الحل الوحيد والذي كان من المهم أن يواجه به الصهاينة، منذ عام ١٩٤٨ وَلم تكن حلول المفاوضات والوثائق الموقعة والبرتوكولات الدولية هي الحلول، بل كانت هي من زادت الطين بله وَأَدَّت إلى زيادة المآسي والجرائم في فلسطين، حصار وكأنه أشبه بسجن كبير يعيشون فيه لا دواء وَلا طعام أَو ماء إلا ما أذن به الصهاينة المجرمين ليقتلوا من خلاله الأبرياء أَيْـضاً فكل شيء يقدم هو؛ مِن أجل القتل وكل شيء مباح أمامهم.

وما يحدث في فلسطين مَـا هو إلا صراع بين الحق والباطل، ولتكون مع الحق ولتعمل لأجله بالكلمة الحرة في المسيرات الكبيرة والفعاليات والأنشطة المختلفة ولنقاطع منتجاتهم التي يقاتلونا بأرباحها، ولن نعد العدة ونكن في ركاب كُـلّ دول محور المقاوم ونمتثل لقاداتها ونرفد جبهاتها الحرة المنتصرة بإذن الله.

وماهي إلا معركة بين أن نكون أَو لا نكون، أن نكون من أصحاب الحق أَو الباطل، نكن من المحسنين الاتقياء في راكب الله ثابتين مطمئنين منتصرين أَو من شرار الخلق أتباع الطاغوت مخذولين خاسرين

وما الحياة إلا أهداف وَأمجاد مسطرة، فلنكتبها نحن بأيدينا ليسير عليها كُـلّ جيل يأتي من بعدنا، ويسير على نهجنا، وليعلم أن الجهاد وحده هو السبيل الحقيقي لنصرة الحق ضد الباطل، ليعلم هذا الجيل بأن كُـلّ الاتّفاقيات ليست إلى سبيل بل التوكل على الله والاخذ بالأسباب وحدها هي من تغير مجرى معادلة يريدها الصهاينة.

وما خروجنا في يوم القدس العالمي يوم نصرة الحق وَإعلاء هذه القضية عاليًا لتبقى حيه وتبقى هي القضية المفصلية الأولى التي يعمل كُـلّ حر؛ مِن أجل نصرتها، وهو يوم ليسمع العالم الأصم عن هذه القضية وعن هذا العدوّ الكبير الذي يحارب كُـلّ الدول؛ مِن أجل كيانه الغاصب، هو يوم للتذكير أمام آيات الله الذي يدعونا إلى مجاهدة الباطل من اليهود والنصارى، هو يوم مفصلي لحرف البوصلة إلى ما يحدث منذ قرن من الزمن في فلسطين المحتلّة أمام مرأى ومسمع من العالم الأصم الذي يقف أمام أهل القضية التي لا جدال فيها ولا لبس، غداً هو اليوم الذي يثبت الأحرار في مواقفهم ليجد الفلسطينيين روحاً تساند روحهم وسنداً يتكئ عليه رغم بعد المسافة فلننصر أهل الحق الصابرين الصامدين ولننصرهم بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com