يومُ القدس العالمي بذرةُ العزة والتحرير

 

صفاء السلطان

فلسطين العزة والكرامة لطالما كانت وما زالت درّة الإسلام والمسلمين يعز الله من تحَرّك لأجلها بل ويحظى من اهتدى إلى نصرتها بحب الجميع وتأييد كُـلّ أحرار العالم.

منذ عقود وفلسطين ترزح تحت العدوان اليهودي الصهيوني الغاشم، ومعها طأطأ الكثير رؤوسهم أمام عدو لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، صمت مطبق حدث للعرب بعد النكسة التي حدثت للجيوش العربية في العام 1967، عندما شنت “إسرائيل” حربا على 3 من دول جوارها دامت 6 أَيَّـام وهزمت فيها الأطراف العربية.

كان من نتائج هذه الحرب خسائر بشرية ومادية كبيرة، واحتلال أجزاء واسعة من الأراضي العربية، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي.

ومنذ ذلك الحين لزم الكثير من الحكام العرب كراسيهم ولزمت الشعوب طاعة ولي الأمر وإن ظلم وإن فسق.

وضع لا شك بأنه مزرٍ ومأساوي لأشقاء وجيران فلسطين.

لكن كان هناك صوتٌ حر صوت من إيران، صوتٌ من عترة رسول الله صلّ الله عليه وآله، إنه روح الله الموسوي الخميني، والذي نادى الشعوب العربية والمسلمة للتحَرّك لاستئصال ما أسماه حينها بـ (الغدة السرطانية) توصيف عظيم ودقيق لليهود والصهاينة بالغدة؛ لأَنَّنا نعلم جيِّدًا أي خطورة يمثله السرطان فإذا لم يتم استئصاله فَــإنَّه ينتشر إلى جميع أنحاء الجسم وَهذا مانعاني منه اليوم فها نحن نرى التمدد اليهودي في كُـلّ العالم العربي والإسلامي، ونرى فسادهم قد وصل إلى كُـلّ بيت والسبب في ذلك عدم التحَرّك الجاد لاستئصال هذه الغدة السرطانية منذ بداية نشأتها.

وفي العشرين من شهر رمضان المبارك من العام 1979 كان العالم على موعد مع بيان أصدره الأمام الخميني (رحمة الله عليه) دعا فيه الشعوب لإحياء يوم القدس في أ خر جمعة من شهر رمضان المبارك وأن يكون هذا اليوم يوم نهضةٍ لكل الشعوب تتحَرّك فيه لمناصرة القضية الفلسطينية وتلتف حول قضيتها هي بنفسها وأن لا تعول الشعوب على حكامها؛ لأَنَّ الحكام كُـلّ قلقهم وهمهم هو مناصبهم وكراسي الرئاسة والمُلك؛ لذلك فالمُعوّل الأكبر هو على الشعوب التي بيدها تتغير حكومات وأنظمة وبيدهم هم تحرير أرض فلسطين.

اليوم وبعد خمسة وأربعين سنة منذ الإعلان عن إحياء يوم القدس العالمي في كافة البلدان العربية والإسلامية، نلمس أثر الرؤية الحكيمة للإمام الخميني عندما اقترح هذا اليوم فقد صنعت وعيًا في كُـلّ العالم، حتى جاء من بعده السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) لخلق وعي غير عادي في بلدٍ قد جعل القضية الفلسطينية كُـلّ همه وقضيته الرئيسية التي يجعل كُـلّ القضايا من بعدها قضايا هامشية، فقد قدم السيد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- في محاضراته ودروسه كلما من شأنه رفع منسوب الوعي الإيمَـاني الذي باستطاعته مواجهة بل وهزيمة اليهود؛ لأَنَّ اليهود يعلمون جيِّدًا بأنه لا يمكن أن يُهزموا إلا على يد أُمَّـة تمتلك سلاحي الوعي والإيمَـان.

تمتلئ الساحات سنة تلو أُخرى فيتنامى مع هذه الحشود الوعي الكبير بالمواجهة والعداء والبغض لليهود من جهة ومن جهة أُخرى يتنامى الاستعداد والاعداد لمواجهة الصهاينة في كُـلّ الميادين. فنجد بذلك الأثر العظيم للبذرة التي وضعها الأمام الخميني رحمة الله عليه وسقاها بثقافة القرآن الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- حتى تنامت وأصبحت كزرع أخرج شطأه يُعجب الزراع.

وتستمر بذلك مسيرة الإباء فيقودها علم الهدى السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- مناصراً للمظلومين في غزة والتي ترتكب بحقهم أبشع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية، فيواجه صهاينة العالم أيّما مواجهة ويضربهم إلى عقر دارهم ويستهدف اقتصادهم وسفنهم، بل إن العدوّ الأمريكي يصف هذه المواجهة التي يلقاها في البحر الأحمر مع من يصفهم ب (الحوثيين) بأنها مواجهة لم يسبق للأمريكي أن لاقاها منذ القرن التاسع عشر، يُلحق الهزيمة بالأمريكي في البحر وبالإسرائيلي في البر والبحر باستهداف ميناء أم الرشراش واستهداف أية سفينة تتجه إلى “إسرائيل” أَو حتى لها علاقة بالعدوّ الإسرائيلي.

مما لا شك فيه أنه وبعد خمسة وأربعين سنة سيكون هذا اليوم غيرَ اعتيادي وقد أصبح لدينا محورٌ قويٌّ يواجه “إسرائيل” ويضرب دونَ قلق أَو خوف من الإجراءات والبيانات الأمريكية، محوراً لا يفتأ يطور من أسلحته ويفاجئ عدوه بأحدث الصواريخ والمسيرات كما هو الحال في جبهة اليمن المشتعلة والتي توصل الليل بالنهار لتطوير المنظومة الصاروخية وهذا ما لمسناه مؤخّراً في تصريح أخير لقائد البحرية البريطانية والذي قال:

“إن الصواريخ اليمنية تفوق سرعة الصوت بثلاثة أضعاف”.

وأما الجبهة اللبنانية فهي لا تتوقف عن إقلاقها للكيان الصهيوني المجرم فتتحَرّك هي الأُخرى لاستهداف مواقعاً حساسة لكيان العدوّ، كذلك هو الحال مع المجاهدين في العراق.

فأية بذرة صالحة قد بذرت ايها الخميني المؤمن العظيم يا من جئتنا من أقصى إيران لتحرير أقصى الإسلام؟

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com