حرسُ الثورة في إيران يزفُّ 7 مستشارين ارتقَوا في العدوان الإسرائيلي على القنصلية في دمشق

العدوّ الإسرائيلي يصعّدُ شمالاً في محاولة لحجب إخفاقاته على مدار 178 يومًا من الطوفان

 

المسيرة | خاص

صعّد كيانُ العدوّ الإسرائيلي في النصف الأول من الشهر الخامس لمعركة (طُـوفان الأقصى) من عملياته الجوية بشكلٍ كبير، على جبهتِه الشمالية مع لبنان، وتجاوزت غاراتُ طائراته الحربية والمسيَّرة منطقة بعلبك إلى حدود منطقة الهرمل إلى الضاحية الجنوبية في بيروت العاصمة، كما تجاوزت الخطَّ الأحمر في استهداف المدنيين، حَيثُ اقترف طيرانُ العدوّ ثلاثَ مجازر متتاليةً على طول الحافة الأمامية في أقل من 48 ساعة، ناهيك عن استهداف قيادات في المقاومة الفلسطينية أبرزها القائد “العاروري”؛ مهندس (طُـوفان الأقصى).

وفي تحوُّلٍ مفاجئ بدأ كيانُ العدوّ الإسرائيلي يطبق سياسةً جديدة تتمثل بالاستهداف المتكرّر للساحة السورية، على اعتبار أن التواجد الإيراني فيها يشكل جبهة إسناد مؤثرة على سير المعارك المفتوحة على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية، منذ الـ8 من أُكتوبر الماضي، وتشير هذه السياسة إلى اعتماد قيادة العدوّ لنموذجٍ مخفف من “عقيدة الضاحية”؛ بهَدفِ ممارسة المزيد من الضغط على محور المقاومة عُمُـومًا وعلى المقاومة في لبنان على وجه الخصوص، وثنيها عن إسناد جبهة غزة.

 

مخطّطاتٌ عسكريةٌ لحل الخلل الذي فرضه حزبُ الله على الكيان:

ترجِّحُ عددٌ من المؤشرات المستخلصة من تحليل أداء العدوّ خلال هذه الفترة بقوة إمْكَانية حدوث تغيير في منظومة قيادة العدوّ في المنطقة الشمالية، وقد يكون ذلك من بصمات الجنرال “تشيكو تامير” الذي كلّفه رئيس أركان جيش العدوّ الجنرال “هرتسي هاليفي” بإعداد مخطّطات عسكرية لحل الاختلال الكبير الذي فرضه الأداء العسكري اليومي للمقاومة اللبنانية على جيش العدوّ في هذه الجبهة.

وفق تقاريرَ عبرية تفيدُ أن “تامير” هو صاحبُ فكرة ومقولة: “مشكلة القتال ضد حزب الله ليست فقط تقنية عسكرية، بل يجب أن تكون مصحوبة بإجراءات وترتيبات سياسية وإجرائية ميدانية معقدة، وبدون ضرب القاعدة الإسنادية له والمتمثلة بخبراء إيران، سيكون من المستحيل القضاء على المنظمة بشكلٍ نهائي”.

ويرى خبراءُ عسكريون، أنهُ ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة، تكثّـف “إسرائيل” شن غارات على أهداف لحزب الله والحرس الثوري الإيراني في سوريا، أسفرت عن تدمير بنى تحتية وقتل قياديين، كما استهدفت تل أبيب الدفاعات الجوية للجيش السوري وبعض القوات السورية، يأتي في سياق تلك الفكرة التي يتبناها رئيس أركان جيش العدوّ، ونادراً ما تؤكّـد “إسرائيل” تنفيذ هذه الضربات، لكنها تكرّر أنها ستتصدى لما تصفها بأنها محاولات طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا.

 

الهجومُ الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية وتداعياته:

أثار الهجومُ الإسرائيلي الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق، عصر الاثنين، الكثير من ردود الأفعال، حَيثُ أكّـدت وسائل إعلام إيرانية أن العميد محمد رضا زاهدي والعميد حسين أمين الله وقائد آخر من قوة القدس، من بين الشهداء الذين ارتقوا في الهجوم، كما أكّـد التلفزيون الرسمي الإيراني استشهاد عدة دبلوماسيين إيرانيين في الضربة الإسرائيلية.

ونقلت وسائل إعلامية عالمية عن السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري أن الهجوم على القنصلية الإيرانية تم بـ6 صواريخ أطلقتها مقاتلات “إف-35″، مُشيراً إلى أن الهجوم أوقع 7 شهداء، من بينهم 3 عسكريين، وقال أكبري في تصريحات صحفية: إن “هذا العمل سيؤدي إلى ردٍّ حاسم من جانبنا”.

وفيما أشار مصدر عسكري سوري، إلى أن “الهجوم أَدَّى إلى تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق بكامله، واستشهاد وإصابة كُـلّ من بداخله”، قالت وسائل إعلام إيرانية: إن “السفير الإيراني وعائلته لم يصابوا جراء الهجوم”.

ومن جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية: إن “الجيش الإسرائيلي انتظر مغادرة القنصل الإيراني واستهدف العميد زاهدي”، مشيرة إلى أن هجوم اليوم بمثابة رسالة من الجيش إلى حزب الله اللبناني”.

وتأكيداً على أن الساحة السورية باتت مرتعاً للاستخبارات المعادية للمقاومة، أشَارَت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن “الاستهداف في دمشق يدل على أن إيران لا تتمتع بالسيادة، وأن العملية تمت بناء على معلومات استخباراتية دقيقة”.

 

تصريحٌ أمريكي قلقٌ يقابلُه وعيدٌ إيراني حازم:

في السياق، أدان حرس الثورة الإيراني، مساء الاثنين، العدوان الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في سوريا، مؤكّـداً أنّ “هذه العملية جاءت عقب هزائم الاحتلال الإسرائيلي غير القابلة للترميم، ونتيجة صمود سكان قطاع غزة”.

وَأَضَـافَ حرس الثورة، في بيان، أنّ الاحتلال “فشل أمام الإرادَة الصلبة لمجاهدي جبهة المقاومة في المنطقة”، وزفّ حرس الثورة العميدَين محمد رضا زاهدي وحاجي رحيمي، والشهداء حسين أمان اللهي ومهدي جلالتي ومحسن صداقت وعلي آقابابايي وعلي صالحي روزبهاني.

وبدورها، اعتبرت الخارجية الإيرانية أن الهجومَ على القنصلية عمل عدائي وانتهاك للقانون الدولي، وعلى الأمم المتحدة اتِّخاذ إجراءات، مشيرة إلى أنها تدرس أبعاد الهجوم وحمّلت إسرائيل مسؤولية وتداعيات ذلك، وأكّـدت الوزارة أنها تحتفظ بحقها في اتِّخاذ الإجراءات المضادة على الهجوم ونوع الرد وشكل العقاب.

وفي الإطار، لم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية “ماثيو ميلر” للصحفيين في إفادة صحفية دورية: إن الولايات المتحدة لا تزال “قلقة بشأن أي شيء من شأنه أن يكون تصعيديًّا أَو يسبب زيادة الصراع في المنطقة”.

وأكّـد ميلر، أنه لا يتوقع أن “يؤثر ذلك على المحادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس المدعومة من إيران”، حَــدَّ تعبيره.

وردّاً على سؤال حول الضربة قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي: “لا نعلِّقُ على تقارير في وسائل الإعلام الأجنبية”.

إلى ذلك، أدانت حركة حماس، العدوان الإسرائيلي مؤكّـدة أنّه انتهاكٌ صارخ للقانون الدولي، واعتداء على سيادة سوريا وإيران، وتصعيد صهيوني خطير.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي: إنّ “الهجوم الصهيوني الغادر على مبنى القنصلية الإيرانية هو “محاولة من العدوّ الإسرائيلي لتوسيع العدوان والهروب من الفشل في غزة”.

وأدانت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بدورها، في بيان، الهجوم بأشد العبارات، وقالت: إنه “تصعيد كبير”، ووصفته بأنه “إرهاب دولة منظم”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com