لا عُــــذرَ لهم

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي

أستطيعُ أن أتفهم أعذارَ العرب جميعها في كُـلّ مراحل الصراع العربي الصهيوني السابقة، إلا اليوم.

لا عذر عندي لأحد اليوم..

يعني: في حرب النكبة..

قالوا: قاتلنا بأسلحة فاسدة، فعذرناهم..

وفي حرب النكسة..

قالوا: أخذنا على حين غرة، فقلنا: ولا يهمكم، (بكره نرد لهم الصاع صاعين)، وعذرناهم أَيْـضاً..

وفي حرب أُكتوبر 73..

قالوا: (عملنا كُـلّ اللي نقدر عليه)، فقلنا: أحسنتم، وبارك الله فيكم، وعذرناهم..

عذرناهم؛ لأَنَّه، ربما، كان لديهم ثمة توجّـهات حقيقية وكامنة للقتال والمواجهة رغم الإخفاقات، ورغم طبيعة تلكم التوجّـهات، وتلكم الخيارات..

حتى يوم أن وَقَّعَوا اتّفاقية (كامب ديفيد)، عذرناهم على مضض، وقلنا: ربما هو خيار تكتيكي..

اليوم ما عذرهم..؟

سلاح، وعندهم من العتاد والسلاح أحدثه، وأكثره تطوراً في العالم..

جيوش، وعندهم جيوش لا تعد ولا تحصى..

ثروات، وعندهم خزائن الأرض قد حِيزت إليهم..

فعلامَ إذَا نعذرهم..؟!

ألأنهم سَمِنُوا، وجَبِنُوا..؟

أمْ لأَنَّهم باعوا القضية، وطبَّعُوا..؟

أمْ لأَنَّهم، من يدري، صدَّقوا وَهْم (السلام)، وأن العدوّ الإسرائيلي لن يبادلهم إلا الوفاء بالوفاء، والسلام بالسلام..؟!

أم لماذا نعذرهم..؟

لا عذر لهم مقبول اليوم.

لا عذر لهم، حتى ولو تعللوا بأعذار الحائض والنفساء..!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com