ديدنُ الارتزاق

 

وائل الجرفي

لو تم تسخيرُ الضجيج الإعلامي الكبير الحاصل نحو ما يتعرض له إخواننا في غزة من دمار شامل وإبادة جماعية، بل وصل بهم الحال أن مات البعضُ عطشاً والبعض الآخر جوعاً، فخلال ٢٤ ساعة ترتكب من ١٠ إلى ٢٥ مجزرة، لماذا محجوبةٌ عنكم الرؤية من مشاهدة ما يحصل في غزة؟ ولماذا صُمَّتْ آذانكم من سماع نداءات الاستغاثة من إخواننا الفلسطينيين؟!

لو تم تسخير ذَلك لرأينا تغيُّراً في مجريات الأحداث والتطورات هناك، ولكان هذا بحد ذاته يعتبر موقفاً حراً ومشرِّفاً لنا كعرب ومسلمين تجمعنا بإخوتنا هناك أواصرُ عدة كالدين والأرض واللغة.

على الرغم من خجلنا الكبير أن نعدها مواقفَ أمام ما يتطلب منا تجاه إخوتنا في غزة.

عُمُـومًا نحن لا نقلِّلُ مِمَّا حصل بحق إخوتنا في رداع ولكن ثقتنا كبيرة بالقيادة؛ فنحن في ظل دولة الإمام علي -عليه السلام- الذي لا يُظلَمُ عنده أيُّ أحد ونصب عينيه الرعية، ومن مرتكزات مشروعنا القرآني إقامةُ القسط وإنصافُ المظلوم، وقد لمسنا ذَلك في الإجراءات الذي اتخذتها القيادةُ ولنا دروسٌ وعِبَرُ مثل قضية الأغبري والكبوس، ولكن الحادث انتشر وكأنَّه نار في الهشيم، تناولته أبواقُ الارتزاق وكأنَّهم كانوا يتضورون جوعاً، هكذا هم يتغذون على شق الصف وزرع النعرات.

يبقى العتب على الإخوة الذين نُحسِنُ الظنَّ بهم ويخدمُهم الأعداء من حَيثُ لا يشعرون؛ ولذا يتطلب منهم تعزيزُ الثقة بالقيادة وألا ينشغلوا عن الهدف الأَسَاسي والمحوري لهذه الأمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com