مأساة غزة.. قصفٌ وجوعٌ وصمودٌ في ليالي رمضان

 

عبدالحكيم عامر

يعيش أهالي قطاع غزة في ظروف استثنائية ومؤلمة في شهر رمضان المبارك، حَيثُ بدأ المسلمون حول العالم صومهم وعباداتهم، ولكن سكان غزة يعانون منذ أكثر من ستة أشهر من الحرب المُستمرّة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، حَيثُ ويعانون من ظروف وحياة قاسية ونقص حاد في الموارد الغذائية، الفلسطينيون يأكلون كُـلّ ما يقع بين أيديهم، حتى الأشجار والنباتات وأعلاف الحيوانات، في ظل عجز الآباء عن تلبية احتياجات أطفالهم الذين يعانون من الجوع.

لا أحد يستطيع أن يتصور كيف تعيش غزة في شهر رمضان المبارك! رمضان بطعم النار والدم والجوع الحقيقي والعطش وترقب الشهادة في أية لحظة عابرة.

فسكان غزة يتمنون بصدق أن يتمهل رمضان، تلاشيًا لحسرات تُقلّب المواجع، فلا لمّة عائلية ولا لقمة هنية ولا شربة نقية.. فغالبية هؤلاء، باتوا يسكنون في الخيام والمدارس وفي العراء، بعد أن سوّت الحرب منازلهم بالأرض، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

لا شيء في غزة سوى الألم يحكي يوميات أهلها، أما الأمل فيتبدد مع كُـلّ غيمة سياسية عابرة.. وما بين الألم والأمل، تجد أهل غزة وقد تعودوا على مذاق الصعوبات وإن كان مُرًّا، ليكتبوا فصلًا جديدًا من الصمود والتحدي.

وفي هذا السياق، دعا الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أبو عبيدة، للتصعيد خلال شهر رمضان المبارك، وأن يكون شهر الصيام فرصة للتظاهر والمواجهة في مواجهة (طُـوفان الأقصى)، دعا أبو عبيدة أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية والأراضي المحتلّة عام 48 إلى النفير نحو المسجد الأقصى والرباط فيه، وعدم السماح للاحتلال الصهيوني بفرض واقع جديد على الأرض الفلسطينية.

وفي ظل هذه الدعوة للتصعيد، يستعد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي مختلف أنحاء فلسطين لمواجهة العدوان والدفاع عن حقوقهم ومقدساتهم، يعتبر شهر رمضان فرصة لتعزيز الوحدة والتضامن الفلسطيني، وتعزيز الانتفاضة ضد العدوّ الصهيوني.

وفي الأخير، يواجه أهالي قطاع غزة ظروفًا استثنائية في شهر رمضان؛ بسَببِ العدوان الإسرائيلي المُستمرّ، ومع ذلك، فَــإنَّ روح الصمود والتصميم تسود القطاع، حَيثُ يستخدم الشعب كافة الوسائل المتاحة للتعبير عن صموده ومقاومته، تدعو الفصائل الفلسطينية إلى تصعيد الجهاد والنضال في شهر الصيام.

وعلى الشعوب وقوى محور المقاومة أن تواصل الجهود لتقديم المساندة والدعم للشعب الفلسطيني؛ لأَنَّه إذَا تجاهلنا معاناة الشعب الفلسطيني في غزة وتخاذلنا في مواجهة الظلم، فَــإنَّنا نساهم في جريمة إبادة تحدث أمام أعيننا، يجب أن نتحَرّك الآن ونقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ونعمل جميعاً على وقف هذه الجريمة وتحقيق العدالة والحرية لغزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com