مظلوميةُ غزة وأسبابُ الخِذلانُ والتواطؤ العربي!

 

عبدالحكيم عامر

سؤالٌ يُطرَحُ باستمرار: لماذا أمتُنا العربية والإسلامية مكبّلةٌ ومستوى دعمها للشعب الفلسطيني لا يكاد يُذكر في مقابل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح للعدو؟

إن هذا الصمتَ العربي والإسلامي تجاه حرب الإبادة بحق أبناء غزة، ناتجٌ عن العمالة والارتهان للصهيونية وقوى الاستكبار العالمي؛ فلا يوجد أي مبرّر لذلك الصمت المخزي والانبطاح للصهاينة.

بل إن الأنظمة العربية –بعضُها وصل إلى درجة التطبيع- وقفت في صف العدوّ الصهيوني وكان لها موقفٌ متواطئٌ وداعمٌ له؛ مما شجّعه وزاده جرأةً في مواصلة إجرامه وتشديد حصاره بحق الفلسطينيين؛ لتتساوى بذلك المواقف المخزية مع ما يقدمه الأمريكي من دعم وغطاء سياسي للكيان المجرم.

وبما أن القضية الفلسطينية تعني العربَ إنسانياً ودينياً وأخلاقياً ولها ارتباط تام بأمنهم ومصالحهم؛ لذلك لا يمكن أن يتنصلوا عن مسؤوليتهم تجاهها؛ لما لها من تبعات خطيرة عليهم في دنياهم وفي آخرتهم.

ومن الضروري أن نستفيد من الأحداث الجارية في كيف نتعامل مع العدوّ الصهيوني والفهم الصحيح لطبيعة الصراع معه، فالنظرة السطحية الساذجة التي تغلب على كثير من أبناء أمتنا للعدو لا تكفي، ويجب أن نعتبر هذا الصراع مع العدوّ بأنه ليس مسألة أحداث طارئة تحصل ثم تنتهي، بل إن هذا الصراع له خلفياته وجذوره التي يجب أن ندركها ونتعامل معها بوعي صحيح وأن نعطيه من الاهتمام والعمل والاستعداد والإجراءات والتوجّـهات والمواقف والسياسات بما يتناسب مع طبيعة هذا الصراع مع العدوّ.

وفي الأخير، يجب على الأُمَّــة العربية والإسلامية أنظمة وشعوباً، اليوم أكثر من أي وقت مضى، انطلاقاً من واجبها الديني والإنساني والأخلاقي، أن يقفوا مع الشعب الفلسطيني في غزة موقف القرآن الكريم وموقف الإسلام، وأن يتعاملوا بمسؤولية تجاه هذه القضية الفلسطينية، وعليهم مراجعة ضمائرهم، وأن تحَرّكهم المواقف الإنسانية إلى وقف تلك الإبادة الجماعية بحق أبناء غزة، وأن يقولوا للكيان الصهيوني: توقف، فقد أسرفت في قتل الأبرياء.. وذلك حلمٌ صعبُ المنال، حَيثُ ندرك حجم الانحطاط الذي وصل إليه أُولئك القوم؛ فقد انعدمت كُـلّ جوانب الإنسانية من ضمائرهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com