اشتدادُ الحصار على أهل غزة

 

فتحي الذاري

إن الصمود الأُسطوري لشعب فلسطين في ظل الصمت المهين للدول العربية، وعلى رأسها الأردن ومصر ودول الخليج أمام المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكب في حق المدنيين العزل من أبناء مدن قطاع غزة ومدينة رفح، وحصارهم من الطعام والدواء، وتعد انتهاكاً صارخًا في حقوق الإنسانية جمعاء، وكافة الأعراف الدولية والإنسانية، أن أهل غزة يدافعون عن مقدسات الإسلام مدينة القدس، المسجد الأقصى المبارك فلماذا يتم التخاذل والتنصل عن المسؤولية تجاه إخوة لنا في قطاع غزة من الأُمَّــة العربية والإسلامية؟

إن أهل غزة يقاتلون في معركتهم اليوم بين الحق والباطل في فلسطين، ولدى الأُمَّــة الإسلامية والعربية طريق ومستقبل مشترك لتدمير المحتلّ الإسرائيلي، وليس بعيدًا أن نصلي؛ مِن أجل النصر والنصر في المسجد الأقصى، لماذا دخلت بعض الدول غير المسلمة وغير العربية مثل بوليفيا وجنوب إفريقيا وهي ليست عربية ولا مسلمة إلى الساحة لمواجهة “إسرائيل” والدفاع عن هذا الشعب المظلوم، ولكن بعض الحكام العرب لم يأتوا؟ وذلك؛ لأَنَّ هؤلاء الحكام لا يمثلون إرادَة شعوبهم.

لماذا اليمنُ المحاصَر منذ 9 أعوام من العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن أعلن الحربَ على العدو الصهيوني اليهودي الأمريكي، وَقصف معاقل الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلّة، وأغلق الممرات البحرية في البحرين الأحمر والعربي لتقويض النشاط الاقتصادي وحركة الملاحة البحرية للاحتلال الصهيوني الإسرائيلي رغم الجغرافيا التي تفصلُ اليمن عن فلسطين.

لماذا الإمارات العربية المتحدة تقوم بمساندة الاحتلال الإسرائيلي بقصف المدنيين في قطاع غزة، لماذا السعوديّة والإمارات والأردن سارعوا إلى فتح طريق بري للاحتلال الإسرائيلي الصهيوني وإمدَاده بالغذاء والدواء والأسلحة وفك الحصار الاقتصادي للاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب المجازر الإجرامية الإرهابية في الإبادة الجماعية للمدنيين في قطاع غزة وحصارهم من الطعام والشراب والدواء والماء؟ هل إنسانية هؤلاء كانت محقة وعادلة للاحتلال الإسرائيلي فقط؟!

سكان العالم يشاهدون بصمت، إنكار لكل القيم الإنسانية، وغياب شامل لأبسط حقوق الإنسان تجاه أهلنا في غزة، هناك وفاة العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ جوعاً واستشهاد آخرين وهم يبحثون عن الطعام، استهداف الصهاينة لشاحنة مواد غذائية خلال تجمع الناس حولها واستشهاد العشرات.

لماذا لا ترتقي الأُمَّــة العربية والإسلامية في مساندة الشعب الفلسطيني إلى حيز الواقع، لقد اشتد الحصار على أهل غزة يا أُمَّـة الإسلام؟!

سقط العالم كله، سقطت الولايات المتحدة الأمريكية وتحالفاتها الغربية، سقط المحتلّ الإسرائيلي الإجرامي الإرهابي تحت أقدام المجاهدين الأبرار من أبناء أمتنا العربية والإسلامية في فلسطين ودول محور المقاومة، ويجب امتلاك الوعي الكافي المستمد من النصوص القرآنية للإدراك بأن من حاصر الأطفال من الطعام والماء في غزة اليوم هم من حاصروا النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- في شِعب أبي طالب ثلاث سنوات، وأن نعلم أن الاحتلالَ الإسرائيلي لم يكن يوماً صديقًا لنا، وأن نعرف بأن الذئب لا يمكن أن يكون في يومٍ من الأيّام حَمَلًا؛ فالعدوّ يظل عدوًّا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com