شعبُ غزة يعلنُ من قلب المعركة وبطن الجوع أنه صابر ومُستمرٌّ في التضحيات حتى تحرير فلسطين

من بيروت.. الاتّحادُ العالمي لعلماء المقاومة يُطلِقُ مؤتمر “البنيان المرصوص – الوعد الحق 6”

 

المسيرة | متابعة خَاصَّة

افتتح الاتّحادُ العالميُّ لعلماء المقاومة، صباح الاثنين، مؤتمرَ “البنيان المرصوص – الوعد الحق 6″، في الضاحية الجنوبية لبيروت، بحضور علماء من عدة بلدان للتأكيد على الوحدة الإسلامية والموقف الجامع من القضية الفلسطينية، لا سِـيَّـما ما تمرّ به الأراضي المحتلّة.

 

الشيخ نعيم قاسم: لأننا في محور الشرف والكرامة نقوم بنصرة المستضعفين وتحرير الأرض

وفي كلمةٍ له، خلال مؤتمر “البنيان المرصوص-الوعد الحق6″، لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى أن أمريكا تريد السيطرة على منطقتنا وإعادة صياغتها بطريقة تجعلها حرة في تطويع من يتمرد ويواجه القرار الاستكباري الأمريكي، مشدّدًا على أنه لولا الدعم الأمريكي لـ”إسرائيل” في العدوان على غزة لما استطاعت أن تستمر أيامًا في هذا العدوان.

وقال: إن “فلسطين هي من البحر إلى النهر كاملة، وبغير هذه النتيجة لا يمكن للمقاومة أن تقبل”، وأكّـد على أنّ (طُـوفان الأقصى) حق مشروع للفلسطينيين، ولا جدال في مشروعيته؛ فهم واجهوا احتلالا ما يزال مُستمرًّا منذ 75 عاماً ولا يمكن إزاحة هذا الاحتلال إلا بالمقاومة”، محذّرًا العدوّ من ارتكاب أية حماقة بحق لبنان؛ لأَنَّ “هزيمته ستكون نسخة مطوّرة عن هزيمة تموز 2006”.

وأشَارَ الشيخ قاسم إلى أن “العدوان على غزة هو عدوان أمريكي أولاً و”إسرائيلي” تباعًا؛ بهَدفِ إبادة الشعب الفلسطيني، وهو ليس رد فعل على (طُـوفان الأقصى)، بل عمل منهجي منظم لإعدام الحياة في غزة ورسالة لكل العالم بأنه لا يمكن أن تكون هناك مقاومة في وجه إسرائيل”، وتابع، “هم عاجزون عن القضاء على المقاومة التي أثبتت صلابتها، وأمريكا تحاول تنفيسَ الأجواء وإبقاءَ الحصار التجويعي لتحقيق أهدافها”.

ولفت إلى أن “الشعبَ الفلسطيني أثبت أنه قادر وعظيم، وهو رمز للإنسانية وجدير بالانتصار والحياة ويعطي دروسًا للعالم بالكرامة والحرية، وأن استمرار العدوان عبثي؛ لأَنَّه يقتل العزل ويدمّـر البيوت، ولم ينجح في أية خطوة بالقضاء على المقاومة ولم يطلق المحتجزين، وبيَّن أن “شعب غزة أعلن من قلب المعركة وبطن الجوع أنه صابر ولن يتنازل ومُستمرًّا في التضحيات حتى تحرير فلسطين”.

وأكّـد أنّ المقاومة هي التي تمنع العدوّ من تنفيذ مخطّطاته، داعياً الجميع إلى أن يكونوا في هذا الخندق، وقال: “يلوموننا؛ لأَنَّنا في محور الشرف والكرامة والقناعة نقوم بنصرة المستضعفين وتحرير الأرض، ويهدّدوننا بالعدوان ونهدّدهم بالثبات والمقاومة”، مُشيراً إلى أنه “لدينا منطلقات من جنوب لبنان لدعم فلسطين، والمنطلق الأول هو الواجب الإنساني الديني والأخلاقي، ومنطلقنا الثاني لدعم فلسطين هو وجود مصلحة حقيقية مباشرة للبنان ولكل دول المنطقة؛ كي لا تتوسع “إسرائيل” لتحتل أراضينا”.

وحذّر الشيخ قاسم بالقول: “إذا ارتكب الاحتلال أية حماقة بحق لبنان فستكون هزيمته نسخة مطورة عن هزيمة تموز وستكون مدوّية للاحتلال وانتصارًا مدويًا للمقاومة”، ودعا إلى أن “أوقفوا العدوان على غزة تتوقف عندئذ الحرب في المنطقة”، ومؤكّـداً على أن “من أراد أن يكون وسيطًا معنا عليه أن يتوسط أولًا لوقف العدوان على غزة”.

 

رئيس الاتّحاد: واجبنا أن نكون قنابل متفجرة وصواريخ تطلق لتواجه العدوّ الصهيوني

بدوره، رئيس الاتّحاد العالمي لعلماء المقاومة، الشيخ ماهر حمود، ألقى كلمة في المؤتمر أكّـد فيها أن “اجتماعنا هو جهد قليل عسى أن تكون خطوة في الاتّجاه الصحيح”، قائلاً: “رأينا تحَرّكا لا ينكر ومظاهرات غير مسبوقة أكثرها في العالم الغربي، يقابل ذلك كثير من الفتور أَو العجز في عواصمنا ومجتمعاتنا؛ إلا هذا المحور الذي يحاول إيقاظ الأُمَّــة من سباتها”، وأشَارَ إلى أن “هذا التحول الجزئي نحن مسؤولون أن نحوّله إلى تحويل كامل لهذه الأُمَّــة؛ لأَنَّنا كما نقول دائماً موعودون بزوال “إسرائيل” لا ريب بذلك، وكيان العدوّ يتحدث عن زواله وأصبح لديه عقدة الـ80 عامًا”.

وأشَارَ رئيس الاتّحاد إلى أن “من واجبنا أن نكون قنابل متفجرة وصواريخ تطلق لتواجه العدوّ الصهيوني، وعلينا أن نشدّ الأُمَّــة إلى الأمام وأن نختار من الخير لندفع أمتنا إلى الأمام”، ودعا إلى أنهُ “لا يجوز لنا أن نضعف أمام الضعفاء وعلينا أن نقف إلى جانب الحق ومواجهة الجبناء والمتردّدين”، موضحًا أن “هناك ممن هم محاصرون بالقرار السياسي الجائر والسلاسل الحديدية الظاهرة وغير الظاهرة وهناك كثيرون ممن لا يُعذرون على مواقفهم”.

 

حماس: أهلنا في القدس والداخل المحتلّ مدعوون لشد الرحال إلى الأقصى وتحويل كُـلّ يوم إلى يوم اشتباك

القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أسامة حمدان قال في كلمةٍ لهُ خلال المؤتمر: إن “شعبنا قابل العدوان الإسرائيلي المُستمرّ على غزة منذ 150 يوماً بثبات وإرادَة وعزم لا يلين، مُشيراً إلى أن “المقاومة في فلسطين أطلقت معركة (طُـوفان الأقصى) في وقت كان الاحتلال يستعد فيه للحسم وتصفية القضية الفلسطينية”، ولافتاً إلى أن المقاومة نجحت في إعادة فرض القضية الفلسطينية، وأكّـدت أنه لا يمكن التعايش مع هذا الكيان وأحبطت المخطّطات الأمريكية”.

وقال: إنهُ “مع استمرار الصمود؛ نؤكّـد للصهاينة ولشريكهم الأمريكي أن ما عجزوا عن فرضه في الميدان لن يُفرض بمكائد السياسة”، وأوضح، أن “التهديد بارتكاب مجازر جديدة في رفح يجدد التأكيد على طبيعة هذا العدوّ الإجرامي”.

وفيما رأى حمدان أن من واجب الأمتين العربية والإسلامية أن تبادرا إلى كسر مؤامرة التجويع على قطاع غزة، أوضح، “نحن مرنون في التفاوض؛ حرصًا على دماء شعبنا ومستعدون للدفاع الكامل عن شعبنا، وعلى دول الطوق حول فلسطين كسر مؤامرة التجويع على غزة وخُصُوصاً في شماله، ولا يجب أن تقف موقف المتفرج”.

وخلص حمدان مؤكّـداً بالقول: إننا “سنواصل في شهر رمضان خيراً، وأهلنا في القدس والداخل المحتلّ مدعوون لشد الرحال إلى الأقصى وتحويل كُـلّ يوم إلى يوم اشتباك”.

 

الجهاد الإسلامي: أمريكا تعطي السلاح لـ “إسرائيل” وتلقي فتات الطعام للفلسطينيين

وفي كلمته خلال المؤتمر أشار القيادي في حركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي إلى أن المفاوضات الحالية هي مفاوضات بين الإدارة الأمريكية والحكومة “الإسرائيلية” وما من مفاوضات حقيقية مع المقاومة، وأن أمريكا تريد أن تملأ الفراغ في المنطقة بالكيان الصهيوني؛ لأَنَّه يحافظ على مصالح الغرب بالمنطقة.

ورأى إلى أنه “حتى لو مرّت صفقة التهدئة؛ فَــإنَّ الحرب لن تتوقف ولا سيما على رفح”، وقال: إنهُ “من المثير للسخرية أن أمريكا التي تعطي “إسرائيل” السلاح لقتل الآمنين هي التي تلقي بعض فتات المساعدات عبر الطائرات”، كما أكّـد أن “النظام العربي أثبت أنه من دون قيمة، وهو إما عاجز وصامت أَو متواطئ ويرى في المقاومة خطراً على مصالحه”، مناشداً “العرب بأن يعاملونا كما يعاملون “إسرائيل”، سواء عند المعابر أَو باستيراد البضائع”.

وأكّـد الهندي أن “ما يحمي شعبنا وأمتنا هو المقاومة التي ما تزال تسيطر وتتحكّم في الميدان بعد 150 يوماً من المجازر والتجريف فوق الأرض وتحتها، ولم يستطع الكيان بالرغم من الدعم الغربي الواسع أن يحرّر أسراه”.

وأوضح أن “الإصرار على المضي قدمًا من مقاومة جنوب لبنان يعكس رؤيتها التي تواجه محاولات أمريكا لاحتواء المقاومة في المنطقة”، مُضيفاً، “لقد سقطت الأقنعة والنظام العربي فضح صورته بإهدار مقومات المنطقة، وهذه المواجهة ستزيد شعبنا صلابة وقوة على مواجهة التحديات المستقبلية وأبرزها “إسرائيل””، وأشَارَ إلى أن “كل من يواجه “إسرائيل” اليوم يصنع مجدًا وتاريخًا وعزًّا ونصرًا له وللأُمَّـة، وهي عدو حتى للمطبعين، وعلى الاحتلال أن ينظر إلى حاله وجنوده المأزومين والهاربين ومن يتبجح بالهجوم على رفح عليه أن يعلم أن المقاومة تحيط بكم”.

 

مفتي العراق: كنت قد اتفقت مع الشهيد سليماني على تشكيل جيش للمسلمين من السنة والشيعة

من جهته لفت مفتي العراق، الشيخ مهدي الصميدعي، في كلمته خلال المؤتمر إلى أنّه “سبق أن التقى الشهيد قاسم سليماني 12 مرة واتفق معه على “تشكيل جيش للمسلمين من السنة والشيعة”، ودعا إلى العمل على تحقيق هذا الأمر في “أن نشكّل جيشًا من المسلمين ولا سيما من دول محور المقاومة”.

ورأى مفتي العراق أنّ ما يحصل في غزة ما هو إلّا “سيل عارم من العدوّ لضرب المسلمين”، وأكّـد أنه “لو اجتمعت الدول العربية لما تمكّن العدوّ من الصمود”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com