كمينٌ حارقٌ يحصُدُ قوات الاحتلال في عبسان غزة.. ولواء احتياط صهيوني: ما جرى فضيحةٌ وبهذا الأداء لن ننتصر

في اليوم الـ149.. أبطالُ الجهاد والمقاومة يحوِّلون المحورَ الجنوبي إلى مهالك للعدو

 

المسيرة | عبد القوي السباعي

يواصلُ أبطالُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية تصدِّيَهم الحازم لقوات الاحتلال “الإسرائيلي” في محاور قطاع غزة، لليوم 149 لملحمة (طُـوفان الأقصى) البطولية، موقعينَ في صفوفه الخسائر المادية والبشرية الفادحة، حَيثُ خاضوا اشتباكاتٍ عنيفةً في منطقة “حمد” و”عبسان الكبيرة” بخان يونس، جنوبي قطاع غزة، وسط قصف عنيف من قوات الاحتلال التي باتت تحاصر السكان في المدينة بعد قصفها العنيف للمنطقة؛ لتغطية خسائرها وبحثاً عن نصرٍ زائف.

 

تكتيكاتُ المقاومة تبعثرُ خططَ العدو:

وعلى الرغم من أن الاحتلال “الإسرائيلي” طبق في المحور الجنوبي (خان يونس – عبسان الكبيرة – بني سهيلا – القرارة – الزنة – الفخاري)؛ كُـلّ ما يمكن للمرء أن يتخيله من خطط عسكرية قتالية خلال الـ100 يوم من القتال المتواصل على هذا المحور، لكنهُ لم ينجح تعبوياً في أيٍّ منها رغم الاختراقات التكتيكية العديدة التي استخدمها إلا أن أعظم مفاجَأة تعرض لها كانت أُسلُـوب وتكتيك القتال الذي واجه به أبطال الجهاد والمقاومة استعدادات هذا العدوّ على هذا المحور.

تقاريرُ عبرية ميدانية أكّـدت أن قيادة الجيش “الإسرائيلي” قدَّرت منذ البداية أن لواء خان يونس هو الأكبرُ في ألوية المقاومة في غزة، وأنه يمتلكُ من الإمْكَانيات التسليحية ما لا يمتلكه أي لواء من ألوية المقاومة في غزة وافترضت أن المقاومة ستقاتل في منطقة العمليات الجنوبية قتال فرق وألوية وليس قتال سرايا وفصائل ومجموعات، وافترضت أَيْـضاً أن قتالها بالوحدات الكبرى سيجعل المعركة على خان يونس سريعة لا تتعدى الأسبوع إلى عشرة أَيَّـام؛ لذا بدأ المعركة بهجوم من 9 ألوية في 2-12-2023م، لكنه انتهى اليوم بـ4 ألوية أَو أقل، حَيثُ تشير المعلومات إلى أن كتيبتين من لواء “جفعاتي” قد انسحبتا تحت ضغط المقاومين.

 

الموقفُ العملياتي والمؤشراتُ المرعِبة للعدو:

خلافاً لادِّعاءات وزير الحرب الصهيوني “يؤاف غالانت” عن تمكّن جيشه من القضاء على لواء خان يونس، تأتي النتائج الميدانية مرعبة لجيشه وداحضة لتقديراته؛ فأُسلُـوب قتال المقاومة ينفي ذلك كليًّا، بل يؤكّـد أنها لم تستعمل سوى 10 % من قوتها فقط، ومن يخبر القتال والدفاع عن المدن يعرف بأن الألوية السبعة التي زجها الاحتلال للقضاء على المقاومة في مدينة خان يونس لم تقاتل سوى 4500 مقاتل من أصل 10 آلاف مقاتل تقريبًا، وهم عديد لواء خان يونس، أما البقية فهم ينتظرون أدوارهم في القتال، وفق مصادر ميدانية للمقاومة.

وكان أبو حمزة، الناطق العسكري باسم سرايا القدس، قد أكّـد السبت، في كلمةٍ له أنّ المقاومة تُواصل التصدّي والدفاع عن تراب فلسطين في الضفة الغربية، ومحاور القتال كافة في قطاع غزّة بتشكيلاتها العسكرية على قاعدة القيادة والسيطرة التي لا تزال قائمةً لم تتأثّر.

ميدانيًّا، أعلنت سرايا القدس – الجناح العسكريّ لحركة الجهاد الإسلامي، الأحد، 3 مارس 2024م، أنها فجّرت مبنى مفخخاً تحصّنت به قوة صهيونية؛ ما أَدَّى إلى وقوع القوة بين قتيل وجريح، كما أكّـدت أنّ مجاهديها استهدفوا آليتين عسكريتين إسرائيليتين بقذائف الـ (RPG) في منطقة عبسان الكبيرة في خان يونس جنوب قطاع غزة.

وعلى إثرها نقلت صحيفة “معاريف” “الإسرائيلية”، عن اللواء احتياط إسحاق بريك، قوله” إنّ “الجيش الإسرائيلي” يدخل القتال في قطاع غزة من دون خطط مسبقة، وفي ظل تسيُّبٍ كاملٍ في الانضباط العملياتي، واصفاً الموضوعَ بـ”الفضيحة غير المسبوقة” في كُـلّ حروب “إسرائيل”.

كلامُ بريك جاء -بحسب الصحيفة- في مقابلة إذاعية مع “راديو الشمال”، صباح الأحد، تطرّق فيها إلى “الحادث الصعب” في خان يونس، حَيثُ سقط ثلاثة جنود “إسرائيليين” عندما انفجرت بهم عبوتان ناسفتان أثناء عمليات تمشيط”، كما تحدّث عن “وضعٍ مثير للغرابة” تقرّر فيه كُـلّ وحدة بنفسها كيفية دخول المنازل المشتبه في كونها مفخخة، منتقداً تكرار هذه الحوادث من دون استخلاص العبر وتطبيق إجراءات لدخول آمن”، حَــدَّ تعبيره.

 

تراجُعٌ كبيرٌ في معنويات وإرادَة القتال لقوات العدو:

وعن الارتباك الكبير الذي تعيشها قواته في الميدان وانعدام الحافزية للقتال، يؤكّـد “بريك” أنّ “الجيش يخسر أراضيَ في شمال قطاع غزة سبق أن سيطر عليها قبل شهرَينِ بثمنٍ باهظ من القتلى والجرحى، بينما مقاتلو حركة حماس يعودون بأعدادٍ كبيرة”.

وهو ما أشَارَت إليه وسائلُ إعلام عبرية رأت أنهُ ومن خلال عدة مؤشرات فَــإنَّ تراجع اللواء السابع من غرب مدينة خان يونس إلى شرقها لينتشر على موازاة انتشار اللواء 646 ويواكب هذا الانتشار تحليق مكثّـف وعلى مدار الساعة للطائرات المسيرة والدرونات التي تراقب المعابر الفرعية الوصولية وخطوط الإمدَاد الرئيسية للواءين 35 و89 اللذين يعملان داخل مدينة خان يونس ويعانيان من الإصابات والإخفاقات الكبيرة، فضلاً عن تراجع كبير في المعنويات وإرادَة القتال.

ويؤشر هذا المعطى المهم -بحسب مراقبين- أن جيش الاحتلال بات يقاتل بأربع ألوية، يعاني لواءان منهما (اللواء 89 ولواء 35 مظليين) من التعب وضعف المعنويات وتراجع الحافزية على القتال في مدينة خان يونس، ولواءان يتوليان حماية وحراسة خطوط الإمدَاد إلى خان يونس؛ بمعنى أن مهمتَهما تغيَّرت كليًّا من الهجوم إلى التأمين خَاصَّة اللواء السابع المدرع الذي كان يعتبر قوة ضاربة في الفرقة 36.

وفيما جرّب العدوّ “الإسرائيلي” المقاومة منذ انطلاق عمليات خان يونس في عدة مرات وتبين له أنها لم تكن معنية أبداً بالكشف عن قواتها الحقيقية المقاتلة في محافظة خان يونس؛ فكتيبة خزاعة مثلاً قاتلت في خزاعة فقط وبمواردها الذاتية وكذلك كتائب عبسان والفخاري وبني سهيلا والقرارة، وبالتالي فكل قراراتها مستقلة وتعمل بطريقة تمكّنها من أداء دورها في الميدان من جهة، ومن جهةٍ أحرى لا تغفل ارتباطها بالأعلى التي تَلُمُّ بكل تحَرّكات الميدان وتشرف عليها.

في المقابل، يرى “بريك” أنّ كُـلّ قائد سرية في جيش كيانه، يفعل ما يراه مناسباً، بينما المستويات الأعلى منه منقطعة عما يجري مرة تلو الأُخرى، واصفاً ما يحدث بأنه “إهمال مجرم” من جانب المستوى العسكري الأعلى و”خزي وعار”، جازماً بأنّ “هذه ليست الطريقة التي ينتصرون بها في الحرب”.

 

الاستمرارُ لن يضاعفَ الخسائرَ بل قد يشعلُ حرباً إقليمية:

ويرى “بريك” أن الاستمرار لن يضاعف الخسائر فحسب؛ بل قد يشعل حرباً إقليمية، مؤكّـداً أنه “إذا استمر هذا الوضعُ على حاله، فَــإنَّ “إسرائيلَ” لن تحقّقَ هدفَها بتقويضِ حماس، ولا إخراج الأسرى بسلام، بل سيُقتل لها المئات، معيداً التذكير بأنّ الوضع في الشمال أخطر بكثير مما هو عليه مع حماس، وأنّ كيان الاحتلال منذ عشرين عاماً يواجه تهديداً بحجم حرب إقليمية تشمل “غوش دان”، خليج حيفا، بئر السبع، والقدس.

وفي وقت سابق، أقر “جيش” الاحتلال، بمقتل 3 جنود وجرح آخرين، في المعارك مع المقاومة الفلسطينية في عبسان الكبيرة؛ نتيجةً لتفخيخ المقاومة منزلاً دخلته قوة “إسرائيلية”، وتحت بند “سُمح بالنشر”، كشف المتحدث باسم “جيش” الاحتلال، دانيال هاغاري، أنّ الجنود القتلى الثلاثة هم ضمن الكتيبة “450” من لواء المدرعات “بيسلماح”، ويحمل ثلاثتهم رُتبة رقيب، معلناً عن أسمائهم، وهم: دوليف مالكا، أفيك تيري، ويانون يتسحاق.

وفي بيان آخر أعلن هلاك الرائد (احتياط) دينيس يكيموف 33 عاماً من بئر السبع، مقاتل في السرية الرديفة للكتيبة 17 لواء الإصلاح، وقتل السبت، في معركة جنوب قطاع غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com