غرقُ السفينة “روبيمار”: تعاظُــمُ النتائج العكسية للعدوان على اليمن

العزّي: اليمنُ سيواصلُ إغراقَ السفن المعادية ومن يؤذينا سنؤذيه

العجري: مسؤوليةُ أية تداعيات تتحمَّلُها الولاياتُ المتحدة والمشغِّلون والمالكون للسفينة

 

المسيرة| خاص:

أعلن العدوُّ الأمريكيُّ البريطانيُّ، غَرَقَ السفينة البريطانية “روبيمار” التي استهدفتها القواتُ المسلحةُ قبلَ نحوِ أسبوعَينِ في خليج عدن، وذلك بعد إصابتها بأضرار كبيرة؛ لتكون أول سفينة يغرقُها اليمنُ ضمن عمليات مساندة الشعب الفلسطيني والرد على العدوان ضد اليمن، وبينما حاول العدوُّ إثارةَ دعايات حول تلوُّثٍ بيئي؛ بهَدفِ التغطية على ما يمثِّلُه غرقُ السفينة مظهَرًا بارزًا لورطته الكبرى في البحر، فقد أكّـدت صنعاءُ أنها لن تتوانى عن إصابة وتدمير المزيد من السفن المعادية، مؤكّـدة أن المسؤولية تقع بالكامل على عاتق واشنطن ولندن اللتَين تُصِرَّان على مواصَلةِ الإبادة الجماعية في غزة والتي يرتبطُ بها التصعيدُ في البحر الأحمر والبحر العربي.

وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، الأحد، أن السفينة “روبيمار” البريطانية غَرِقَت بالكامل في البحر الأحمر، بعد أن استهدفتها القواتُ المسلحة اليمنية في 19 فبراير الجاري بصواريخَ بحرية أصابتها بأضرارٍ كبيرة.

وهذه هي السفينة الأولى التي يتم إغراقُها في إطار العمليات اليمنية البحرية المُستمرّة؛ إسنادًا لقطاع غزة؛ ورَدًّا على العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.

ويعكسُ غَرَقُ السفينة البريطانية صورةً واضحةً لورطة الولايات المتحدة وبريطانيا في البحر، حَيثُ لم يقتصر الأمرُ على فشلهما الذريع والفاضح في محاولة الحد من العمليات اليمنية والتأثير على قدرات صنعاء، بل ارتد عدوانُهما على اليمن بشكل عكسي صادم؛ ليزيد من شدة ووتيرة الضربات اليمنية، وُصُـولاً إلى إغراق السفن، بدلًا عن الاكتفاء بإجبارها على تحويل مسارها؛ وهو ما يعني أن صنعاءَ هي من نجحت في تثبيتِ معادلات الردع على البحر بصورة مهينة للعدو، وبشكل يؤكّـد أن الاستمرار في العدوان على اليمن يدفع بالأمريكيين والبريطانيين نحو تلقي المزيد من الصفعات التأريخية غير المسبوقة والتي سيكون لها أثرٌ كبيرٌ على خارطة القوى والنفوذ في المنطقة مستقبلًا.

وقد حاولت واشنطن التغطيةَ على هذه الصورة الفاضحة لورطتها وفشلها الذريع في البحر، من خلال إثارةِ دعايات حول مخاطر وقوع تلوُّثٍ بيئي في البحر؛ جراءَ غرق السفينة روبيمار؛ الأمر الذي كانت حاولت أَيْـضاً على مدى الأيّام الماضية إثارتَه إعلاميًّا، في إطار مسعاها المعلَن والمكشوف لـ “تأليب الرأي العام دوليًّا ومحليًّا” ضد صنعاء، بحسب تعبير مسؤولين أمريكيين، لكن هذه المحاولةَ قوبلت بانتقاداتٍ كبيرةٍ قارنت بين القلق المزيَّف الذي تُبدِيه الولاياتُ المتحدةُ على البيئة البحرية، وبين دِفاعِها المستميت والفاضح عن استمرار جرائم الإبادة الجماعية الوحشية في قطاع غزة، حَيثُ تكشف هذه المقارنة بوضوح أن واشنطن تحاول فقط أن تصنعَ غطاءً إعلامياً؛ لتبرير عدوانها على اليمن وحمايتها للكيان الصهيوني.

وبالإضافة إلى ذلك، فقد أعلنت صنعاءُ موقفَها بوضوحٍ على لسانِ عضو الوفد الوطني المفاوِض، عبد الملك العجري، الذي أكّـد في تدوينة على منصة “إكس”، أن “من يتحمل المسؤوليةَ القانونية والأخلاقية عن أي تلوث بحري محتمَلٍ لغرق السفينة البريطانية هو أوَّلًا وبالدرجة الأَسَاسية الولاياتُ المتحدة الأمريكية؛ فكما هي مسؤولة عن الحرب في غزة والتصعيد الإقليمي الناتج عنها؛ بسبب عرقلتها المتكرّرة لكل قرارات وقف الحرب في مجلس الأمن فَــإنَّها هي من تتحملُ مسؤولية عسكرة البحر الأحمر”.

وَأَضَـافَ العجري أن “المسؤوليةَ تقعُ أَيْـضاً على عاتق “الشركة المالكة والشركة المشغِّلة للسفينة والتي أصرَّت على المرور رغم عِلْمِها بالمخاطر المترتِّبة على مرورِها ورفضِها الاستجابةَ لتحذيرات الجيش اليمني”.

بدوره أكّـد نائب وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال، حسين العزي، أن “اليمن سيواصلُ إغراقَ المزيد من السفن البريطانية، وأيةُ تداعيات أَو أضرار أُخرى ستتم إضافتها لفاتورة بريطانيا؛ باعتبارها دولةً مارقةً تعتدي على اليمن وتشارك أمريكا في رعاية الجريمةِ المُستمرّة بحق المدنيين في غزة”.

وَأَضَـافَ العزي أن: “من يؤذي اليمنَ سيتعرض للأذى”، مُشيراً إلى أنه “على العدوِّ ألا يتوقَّعَ أنه سيعتدي على اليمن ثم يذهبُ بدون أن يتعرَّضَ لتداعيات”.

وتحملُ هذه الردودُ الصريحةُ رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي البريطاني بأن محاولاتِه لابتزاز صنعاء والشعب اليمني بدعايات التلوث ومحاولات تأليب الرأي العام المحلي والدولي ليس لها أيُّ تأثير على الموقف الثابت فيما يتعلق باستمرار المساندة العسكرية لقطاع غزة واستمرار مسار الردِّ على الاعتداءات ضد اليمن، وما يتضمنه ذلك من تصعيدٍ ومفاجآتٍ قادمة، وهي رسالة تؤكّـد للعدو مجدّدًا أن حساباته وتقديراته بشأن اليمن كُلَّها خاطئةٌ، وأنه يواصل الاعتماد على وسائل وأساليب لا تؤدي إلا إلى المزيد من التصعيد المفتوح على احتمالات مزلزلة.

ويوضح موقفُ صنعاء أنه لا يمكن صرف الأنظار عن جريمة الإبادة الجماعية المُستمرّة بكل وحشية في قطاع غزة من خلال إثارة دعايات التلوث البيئي؛ إذ سيبقى الوضع في قطاع غزة هو محور الصراع والتصعيد القائم في المنطقة بما في ذلك البحر الأحمر، ومحاولة تجاهل هذه الحقيقة لن تؤدِّيَ إلا إلى ارتفاعِ مستوى ووتيرة التصعيد.

ويرسم غرق السفينة “روبيمار” صورةً تقريبية عن مدى قدرة القوات المسلحة على الذهاب نحو خيارات أقسى ومفاجآت مزلزلة لا يتوقَّعُها العدوّ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com