كلما يشد أزرَ المقاومة الإسلامية والمسيرة القرآنية خيرٌ ينفعُ وكلما يُضعِفُها شَرٌّ يُجتنب

 

القاصي حسين محمد المهدي

مما لا ريب فيه أن الوحدة على ما يرضي الله قوة وفتوة وعز ونصر وكمال وإيمان فما أحراكم أيها المسلمون أن تكونوا أُمَّـة متحدة على نصر الإسلام ونصر فلسطين وأن تتناسوا العداوة والأحقاد؛ لأَنَّ وراءكم عدوًّا يتربص بكم الدوائر ليصيح عليكم بالثبور في المساء والبكور يريد أن يثب عليكم وثبة ليث هصور، وأن تتقبلوا النصيحة بصدر رحب تفلحوا، فغضوا الطرف عما لا يعجبكم أَو لا تظنونه دقيقا أَو موافقا لرغبتكم وسياستكم، فتحقّقوا من أمركم، وتبيَّنوا من واقعكم ولا تزكوا أنفسكم فكل بني آدم خطَّاء وخيرُ الخطائين التوابون.

فالأمر جد وهو غير مزاح

فعمل لنفسك صالحًا يا صاح

فالدهرُ أكبر واعظ يعظ الفتى

ويزيد فوق نصيحة النصاح

فليس للعرب والمسلمين بعد الله من وزر إلا الأخذُ بالنصح والرجوع إلى بعضهم البعض ليدفعوا عدوَّهم المستلِبَ لأرض العروبة والمسلمين في فلسطين ليرضوا ربهم ويستعيدوا عزَّهم ومجدَهم.

ففي التناصح السلامة.

وقد خاطب الله صاحب الخلق العظيم النبي الكريم في القرآن الكريم (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ) (فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ وَمَنْ تابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

فاتباع غالبية البشر وهم لا يؤمنون حتى بخالق البشر فيه شر (وَإِنْ تُطِعْ أكثر مَنْ فِي الأرض يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّـهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ).

وقد روي عن النبي الكريم فيما هو معدود في أفراد محمد بن يعلى أنه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا ابن عبدالمطلب فما يزيد في العلم؟ قال: التعلم، قال: فما يزيد في الشر؟ قال: التمادي، قال: هل ينفع البر بعد الفجور؟ قال: نعم التوبة تغسل الحوبة، والحسنات يذهبن السيئات، وَإذَا ذكر العبد ربه في الرخاء أجابه عند البلاء، قال: يا ابن عبدالمطلب وكيف ذاك؟ قال: لأَنَّ الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي لا أجمع أبدًا لعبدي أمنَين ولا أجمع عليه أبدًا خوفين، إن هو أمنني في الدنيا خافني يوم أجمع عبادي لميقات يوم معلوم فيدوم له خوفه، وأن هو خافني في الدنيا أمنني يوم أجمع عبادي في حظيرة القدس فيدوم له أمنه ولا امحقه فيمن أمحق).

فليس بين العقلاء في النصح غضاضة، ولا في تقبله منقصة سيما وليس فيه تصريح باسم؛ لأَنَّ في السكوت إثمًا، كيف وقد ورد في القرآن العظيم (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).

فالجروح في مثل هذه الظروف غير ملتئمة حتى تنكا، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط عليه وأسخط الناس، ومن أصلح فيما بينه وبين الله كفاه الله فيما بينه وبين الناس.

فكل كلام يقصد به شد ازر المقاومة ورفع مكانتها فهو خير يتبع، وكل ما يضعف المقاومة فشر يجتنب، وعلى الكل أن يبتعد عما فيه شد أزر الطامعين في بلادهم المضعفين لشوكتهم، وأن يكونوا أُمَّـة واحدة في وجوه أعدائها (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جميعاً وَلا تَفَرَّقُوا) (وَ أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).

نجدد ولاءَنا لقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله ولكل المجاهدين من أنصار الله وحزبه المفلحون.

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

والشكر والتقدير الكبير لمن لبُّوا نداءَ قائد المسيرة القرآنية وهبُّوا إلى الساحات؛ نُصرةً لفلسطين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com