اليمنيون إلى الساحات احتشاداً وإعداداً.. مفتاحُ اللغز: الوعيُ وثقافة القرآن

 

عدنان عبدالله الجنيد

الحمدُ لله القائل: (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [التوبة- 32].

في كُـلّ عصر يستخدمُ اليهود التَّضليل، من دعايات، وحرب نفسية، وتقديم للباطل والشُّبَهِ للانحراف بالناس عن نهج الله وإطفاء نور الله، وخَاصَّة في هذا الزمان الإمْكَانيات أكثر، والوسائل المتنوعة لهذا الهدف أكثر بكثير مما قد مضى.

يأتي هذا التضليل من خلال الاختراق الثقافي والفكري ونشر الباطل، ويأتي من خلال الدعايات الإعلامية، ويأتي أَيْـضاً من داخل الساحة الإسلامية؛ بسَببِ الثقافة المغلوطة التي هي من صناعة اليهود وإنتاجهم وألبسوها ثوب الإسلام، وتقديم عناوين إسلامية كغطاء لما يقدم من انحراف، من ضلال، من باطل، من تغيير كثير من المفاهيم والرؤى والعقائد والثقافات، ليطفئوا في وجدان وشعور المجتمعات كُـلّ تلك القيم الفطرية التي وهبها الله إلى المجتمع.

وقد استطاعت الثقافة المغلوطة من توريث الذل والهوان والانبطاح والاستسلام والتدجين والإلهاء وتزييف الوعي وضرب القيم وتشويه الدين وفصل الناس عنه وتحريف مفاهيمه وضربه في نفوس الناس؛ مِن أجل سهولة السيطرة ونهب الثروات وإذلال واستعباد الشعوب من قبل دول قوى الاستكبار العالمي التي تتزعمها أمريكا و”إسرائيل” في المنطقة.

وأكبر دليل على هذا الانحراف وبسبب هذه الثقافة المغلوطة هو الصمت العربي المخزي في مناصرة الشعب الفلسطيني “حرب إبادة، تجويع، تهجير، تشريد، حصار، قتل للأطفال،…” كُـلّ هذا الجرائم ولكن لا حياة لمن تنادي بسبب تغلغل هذه الثقافة في الشعوب العربية والابتعاد عن هدى الله، ونقول لهم اتقوا الله في أنفسكم والأولى أن تخافوا عذاب الله لقوله: (إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ)، النفير هو خير لنا وَإذَا لم نكن أهلاً لهذا النفير فَــإنَّ النتيجة هي عذاب الله في الدنيا والآخرة وهو أشد من عذاب العدوّ، عذاب أبدي نار جهنم.

ونحن قادمون على شهر القرآن شهر رمضان المبارك ندعو كافة الشعوب المسلمة أن تعيد النظر في علاقتها مع الله وتصحح واقعها؛ لأَنَّ شهر رمضان محطة تقوى لتزكية النفس، ونقول للشعوب إن تجمعكم بالآلاف لأداء صلاة التراويح في الأزهر والحرم المكي وغيره لمدة تصل إلى ثلاث ساعات وأكثر وأنتم لا تستطيعون عمل موقف جماعي لكم في نصرة الشعب الفلسطيني المحاصر من الماء والغذاء لمدة ساعة، وتصرخون في وجهه الطغاة والظالمين، وكيف ستكون نظرة بقية المجتمعات لكم، الصلاة تنهى على الفحشاء والمنكر وأي منكر وفحشاء أكبر ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قصف وتجويع وحصار، لا تفرغوا الصلاة من معناها الحقيقي، والله يريد منا أن نكون فاتحين.

ما هو الحل وما هي الشواهد على ذلك؟

الحل نبذ الثقافة المغلوطة والعودة إلى الثقافة القرآنية التي تورث العزة والكرامة والإباء وإقامة العدالة، ولا يمكن التغلب على اليهود إلا بالثقافة القرآنية؛ لأَنَّ اليهود مبدعون في التضليل (لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ)، هموا بإضلال النبي فكيف نحن ويهود اليوم أخطر من اليهود في أَيَّـام النبي، ولا يمكن التغلب عليهم إلا بالثقافة القرآنية “عين على الأحداث وعين على القرآن” في جميع المستويات.

الشواهد على ذلك:

شعب الإيمان والحكمة: تميز عن غيره من الشعوب؛ بسَببِ اتِّباع المشروع القرآني للشهيد القائد السيد/ حسين بن بدر الدين الحوثي -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، والثقافة القرآنية بفضل الله وبركة العَلَم الإلهي السيد القائد/ عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي أحيا الثقافة القرآنية في أوساط المجتمع اليمني وتصحيح مسار الأُمَّــة.

ومن الشواهد على ثمرة الثقافة القرآنية في شعب الإيمان والحكمة ما يلي:

1 – الخروج المليوني في كُـلّ الميادين والساحات في نصرة الشعب الفلسطيني وتفويض قائد الثورة وهذه الحشود بمثابة شواهد على بقية الشعوب، وشاهد في إيصال الثقافة القرآنية والوعي الإسلامي المحمدي الأصيل إلى شعوب المنطقة في أهميّة التحَرّك والنفير؛ لأَنَّ عدم التحَرّك يلحقه عذاب الله وأن هذه الحشود المليونية تمنع العدوّ من توسيع حربه وهذا ما أكّـده قائد الثورة وما على الشعوب إلا التحَرّك كما تحَرّك الشعب اليمني في اجتثاث الثقافة المغلوطة واستبدالها بالثقافة القرآنية التي تورث العزة والكرامة.

2- تنفيذ العديد من الضربات الصاروخية والطيران المسيَّر على أم الرشراش.

3 – منع مرور السفن ذات العلاقة بالكيان المغتصب ذهاباً وإياباً إلى موانئ العدوّ الإسرائيلي حتى يتم رفع الحصار على غزة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com