إلى من حمل راية الثورة الإسلامية.. ضد الأيديولوجيات اليهودية

 

عبدالله شرف المهدي

إليكَ يا من أتيتَ من رحم الصراعات، وعاصرتَ العاصفتَينِ:

عاصفةَ المدارس الإسلامية وتعدُّد القراءات الدينية، وعاصفةَ صراع الأيديولوجيات الفلسفية.

فقدمت قراءةً دينية منبعها القرآن، وأصلها الحكمة، ومنواها العترة!

وأبيتَ إلا أن تنسفَ الرأسمالية، وتنهيَ الاشتراكية، وتبيدَ الشيوعية!!

كانت لك قراءةٌ واسعةٌ، ونظرةٌ قرآنية، أعادتنا إلى زمن كبار أئمة أهل الدين، وجهادهم ضد الجاهلين!

ولا أبالغ إن قُلت إنك تعديتَ أغلبَهم، فما كان يوجد في زمنهم “ماركس” وأفكاره الإلحادية في نسف الذات الإنسانية عبر المماثلة الوجودية وتبديد التكوينات الجسمانية والعقلية، ولا كان يوجد في عهدهم “آدم سميث” “وديكارت” و”إيمانويل كانط” و”هوبل” و”سبينوزا” و”جون لوك” و”ديفيد هيوم”، مع أفكارهم المتطرفة في استعباد البشرية وتقويض النفس الإنسانية، وتجريدها من قيمها البشرية.!

حملتَ على عاتقك المسؤولية العلمية لنسف أيديولوجيات الجهل، وتجسيد مشروع القرآن، وانطلقت حاملاً رايةَ ورثة الأنبياء، واضعًا في الأوساط العلمية لُبَّ المفاهيم، مزوّداً الناس بالنور.

ردّدتَ على فلسفة الجاهلين بفلسفة العارفين، وقدّمت للناس معنى الدين، وفصّلت جذورَ الأفكار وتأثيرها على السنين، وكُنت مُنصفًا بالرد على الجميع، وأشعلت ثورةً في عقول المؤمنين، صدق بك ثلة ممن دخل النور إلى قلوبهم، فحَملوا معك ثمن التضحية، وكانت كربلاء العصر بكم حاضره، لكن هذه المرة لم يُترك الحسين وحيداً دون ناصر، ولا حَكم الطواغيت بعد سفك الدماء!

هذه المرة انتصر حسين العصر، وأشعل بدمائهِ طوفانًا يُغيِّرُ موازينَ العالم، وبسقوط جسدهِ حُتِمَ سقوط “الكونجرس والبيت الأبيض”، وكُتِبَ أن يُنفَّذَ ذلك على يد قلة من المؤمنين، قادهم في ذاك الزمان شابٌّ يحمل في قلبهِ الثورة والعلم، فأضحى الشاب عبدالملك امتداد أخيه الحسين، وأضحى عبدالملك نوراً يُضيءُ كُـلّ من استمع حديثه الممتلئ بعظمة الإسلام.

ثم اشتعلت مجدّدًا حرب الإبادة وخاضها المؤمنون بشجاعة، واستمرت سنوات عجاف، حتى رضخ الباطل بعد حروب ستة، وانتصر الثلة المؤمنين بالقيم الربانية التي آمنوا بها، ثم مجدّدًا اشتعلت عليهم الحرب السابعة من دول الرأسمالية، فازداد المؤمنون إيمانا، والتَحق إلى جانبهم مئات الآلاف من العظماء في ساحات الجهاد؛ دفاعًا عن المشروع القرآني؛ ونسفًا للمشروع الشيطاني، واستئصال الكيان الصهيوني مع طبقات العولمة بمن فيها..

أيها الإخوة إنَّـا في أكثر العصور رهبةً، حَيثُ تمكّن الباطل من الوسائل التي أتاحت لهُ استعباد الإنسان، لكنَ وعدَ الله حق، وبيت العنكبوت يتهاوى من صرخات تتعالى يوماً تلو آخر.

واليوم أضحى النصرُ يأتي من كُـلّ صوب، وأضحت المسيرة أمل كُـلّ الشعوب.

وأخيراً كانت العاقبةُ للحسين اِبن البدر، وانتصر بثورته العالمية، وأبى إلا أن يسكُنَ الفردوس الأعلى؛ فهنيئاً لك يا حُجّـةَ الله في أرضه، وهنيئاً لمن صعد سفينتَك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com