المنهجُ القرآني شرّف اليمنيين ورفع رؤوسَهم

 

أمة الملك الخاشب

وفي ذكرى استشهاد مؤسّس المسيرة القرآنية، الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي، اليمنيون يجددون ارتباطهم بمنهجه القرآني ويجددون العهد والوفاء له بالسير على نهجه، الذي أعلن فيه شعار البراءة من أعداء الله، وحذر فيه من خطورة الموالاة لأعداء الله، وأهميّة مولاة أولياء الله والبراءة من أعداء الله؛ فكان شعار الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، بداية الانطلاقة والتأسيس وإعداد العدّة لما وصل له اليمن اليوم من قوة وعزة وإيمَـان وإرادَة وثقة بالله وتوكل عليه، جعل من اليمنيين محط أنظار وفخر كلّ العالم، فكل ما وصل له اليمن اليوم من عزة وشرف وشجاعة وقوة ومواقف أذهلت الصديق قبل العدو الفضل فيها لله، الذي هيأ لليمن هذا الرجل القائد العلم، الذي خط بدمائه الزكية هذا المشروع القرآني المستمد من القرآن، والذي أعاد الناس للإيمان الذي ينتهي بمواجهة أعداء الله.

وأعّد وهيأ النفوس لمواجهة العدوّ، وهنا فرصة لأدعو جميع الإخوة والأخوات الأحرار من كُـلّ الدول العربية والغربية أن يطّلعوا ويقرأوا محاضرات الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي، ليفهموا آيات القرآن بطريقة مختلفة عمّا تلقنوّه من علمائهم وموروثاتهم المغلوطة، التي جعلت القرآن لا يتجاوز حلوقهم، وحولته لكتاب موت يسمعونه فقط عند العزاء، ولم يتعاملوا معه أنه كتاب حياة فيه منهج كامل.

الشهيد القائد انطلق من منظور قرآني بحت وجاءت ثورته الفكرية التصحيحية لتنتشل الأُمَّــة من واقعها الخانع الذليل المخزي، وهي أُمَّـة كُـلّ قراراتها بيد أعدائها، أُمَّـة مهانة ترتكب في حقها أبشع الجرائم والانتهاكات، وتسلب حقوقها وثرواتها وهي عاجزة من أن يكون لها موقف مشرف يليق بتاريخها وموقعها بين الأمم ويليق بعظمة كتابها المقدس القرآن الكريم الذي تدّعي أنّها تنتمي له.

فشخّص الشهيد القائد الوضع وطرح المعالجات والحلول لهذا الوضع وتوقع كُـلّ ما يحدث اليوم من صراع مع بني صهيون، لم يكن ينّجم أَو يقرأ الكف ولكنه فقط عاد للقرآن ليؤكّـد أن المعركة الكبرى والمباشرة مع اليهود قادمة لا محالة، ويهيئ الأُمَّــة لتكون مستعدة لمواجهة مكر وخبث وخديعة هؤلاء اليهود المعتدين، الذين هم أشد عداوة للذين أمنوا.

الشهيد القائد فتح مشروعه القرآني بمحاضرة يوم القدس العالمي للتأكيد أن تحرير القدس هو الهدف الأسمى للمشروع القرآني، وبعدها جاء تحديد الطريق الوحيدة لتحرير القدس وهي العودة لفهم كتاب الله والتعامل مع القرآن كما تعامل معه الرسول -صلوات الله عليه وآله-، والإمام علي -عليه السلام-، وكلّ أئمة أهل البيت -عليهم السلام- الذين اختاروا طريق الجهاد ومقارعة الظالمين وعدم السكوت على الباطل والواقع المخزي..

ومن خلال محاضرات معرفة الله والثقة بالله والمحاضرات الرمضانية وغيرها من المحاضرات التي أعادتنا أولاً لفهم آيات القرآن والارتباط بالله كما يجب والتحَرّك وفق توجيهاته، وبعدها وضّح الشهيد القائد من خلال آيات سورة البقرة وآل عمران وكثير من محاضراته كشف فيها عن حقيقة بني “إسرائيل” وحقيقة العداء معهم وأسبابه، وقدم أَيْـضاً الحلول لمواجهتهم وأكّـد أن القرآن عندما كشف خبث ومكر بني “إسرائيل” وفضح تاريخهم وقلة أدبهم مع الله ومع أنبيائهم هو لم يتركنا ضحايا لهم أبداً، بل حدّد القرآن أساليب مواجهة الأعداء وأولها (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ)، فأعدّ الشهيد القائد أقوى سلاح لمواجهة الأعداء ووضعه بين أيدينا وهو سلاح الإيمَـان بالله والثقة به والعودة لطريق الأنبياء والأولياء في مواجهة أعداء الله.

وبعد سلاح الإيمَـان والعقيدة وبعد التربية الإيمَـانية على روح الجهاد في سبيل الله وعشق هذه الطريق جاء الاستعداد الثاني وهو الاستعداد بقوة سلاح الحديد.

فكانت ثورة ٢١ سبتمبر المباركة بقائدها العظيم إحدى ثمار المشروع القرآني، وهي التي رغم عمرها القصير لكنها حوّلت اليمن إلى بلد مصنع عسكريًّا وقوي بجيشه المدرب على أرقي مستوى، والذي يملك روحاً إيمَـانية قتالية، إضافة إلى قوة التدريب والتمكين والسلاح؛ فأصبح المقاتل اليمني محط أنظار العالم بقوته وشجاعته وهو يصرخ بالشعار الذي صرخ به الشهيد القائد؛ فكان هو السلاح الأهم والموقف والمنهج الدائم الثابت، وشاهدنا ما شاهدنا من ثبات وقوة بأس في البحر الأحمر والبحر العربي ومنع كامل لكل السفن الصهيونية والمتجهة للصهاينة من عبور باب المندب قبل إيقاف العدوان على فلسطين، وهذا الموقف شكل مصدر عز لكل العرب والمسلمين.

فكلما حاول الأعداء إطفاء نور الله ومحاربة هذا المشروع الذي أقلقهم منذ فجر بزوغه كلما زاد المشروع قوة وانتشاراً بقدرة الله الذي قال: “يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”، وكما قال السيد عبد الملك الحوثي: إن الشعب اليمني كلما حورب كلما زاد قوة وكلما نمّى مهاراته وقدراته أكثر وتاريخه خير شاهد.

وفعلاً لا تصقل الرجال سوى الحروب، وها هو الشعب اليمني تحت قيادة السيد القائد، الذي قاد السفينة بعد استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي، أصبح يتصدر قائمة الشعوب في نصرة القضية الفلسطينية سواء على المستوى الشعبي أَو المستوى العسكري أَو المجتمعي، وفي وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة من القنوات الوطنية والإذاعات المحلية والمواقع الإلكترونية، وكذلك الإنتاجات الخَاصَّة بدعم فلسطين والمسيرات الشعبيّة الأسبوعية، وتخرج الدفعات الشعبيّة تحت عناوين “طُـوفان الأقصى”، وتغيير أسماء الشوارع اليمنية والمحلات… إلخ.

فلولا نعمة المشروع والقيادة لكان موقف اليمن اليوم لا يختلف عن موقف مصر والأردن والسعوديّة والإمارات المتصهينة، وكلّ الأنظمة المتخاذلة عن نصرة فلسطين حتى انعدمت العروبة والمروءة والنخوة العربية سوى من اليمن وحركات المقاومة الجهادية في لبنان والعراق وسوريا وإيران الثورة الإسلامية.

ونسأل الله أن ينصر المجاهدين في فلسطين، الثابتين، الذين يدافعون عن شرف الأُمَّــة جمعاء ويسطرون ملاحم أُسطورية في مواجهة أشد وأفتك أنواع الأسلحة الأمريكية، ونسأل الله أن يجزي الشهيد القائد عنّا خير الجزاء، بفضله واجهنا اليوم طواغيت الكفر أمريكا و”إسرائيل” مباشرة، وهي أمنية كُـلّ يمني مجاهد منطلق مع الله ومتشبع بالثقافة القرآنية، فتعامل اليمنيون قيادة وشعباً بكل سرور وفرح بالمواجهة المباشرة مع الأمريكي والبريطاني بدون الأدوات القذرة من النظامين السعوديّ والإماراتي، ولن تكون الغلبة إلا لمن تولّى الله ورسوله والذين آمنوا؛ لأَنَّ حزب الله هم الغالبون، وبإذن الله ستكون نهاية استكبار الأمريكي في هذه المعركة، التي سمّيت بالفتح الموعود والجهاد المقدس، وقد كسرت هيبتهم في البحار وسيغرقون فيها كما غرق فرعون؛ فاليمن اليوم وكلّ محور الجهاد والمقاومة يشاركون في مخاض ولادة عالم جديد، بإذن الله تكون فيه أمريكا مُجَـرّد ماضٍ، وما ذلك على الله بعزيز.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com