سُبحانَ اللّه.. وَاللّه أكبر

 

مطهر يحيى شرف الدين

كُـلُّ ما هو موجود في هذا الكون بل في كُـلّ الوجود مهما كان حجمُه ومهما كانت المسافاتُ البعيدة بين كُـلّ الموجودات هو حقيرٌ وصغيرٌ في نظر الله سبحانه.

ولكي ندركَ ذلك حقَّ الإدراك فَــإنَّ الأرض -على سبيل المثال- هل يستطيع أحد من البشر أن يرى ما نسبته 1 % من سطحها؟ بالطبع مستحيلٌ جِـدًّا هذا، إن استطعنا أن نتجاوزَ بالعين المُجَـرّدة تفاصيلَ حتى ما يبعُدُ عنا عشرات الكيلو مترات فقط،.

هذه الأرضُ بقُطرها وحجمها الهائل والواسع هي عبارة عن ذرة صغيرة جِـدًّا من غبار هذا الكون في نظر الله سبحانه.

ولكي ندركَ أكثرَ عظمةَ وجبروتَ وقوة الله سبحانه؛ نلاحظ مثلاً الشمس هي عبارة عن نجمٍ في مجموعتنا الشمسية وهي في حجمها أكبر من الأرض بمليون مرة، لكن هذه الشمس في نظر الله هي مُجَـرّد شرارةٍ حقيرة وصغيرة جِـدًّا في هذا الوجود.

هناك في الكون نجومٌ ضخمة وهائلة في حجمها؛ فمثلاً هناك نجم في حجمه هو أكبر من الشمس بمليون مرة، نجم آخر يسمى ماجوريس يبلغ قطره ثلاثة مليارات كيلو متر، مع العلم أن قطر الشمس يبلغ 1392700كم، ومهما بلغت هذه النجوم في حجمها وضخامتها فَــإنَّه لا يسعنا إلا أن نقول تجاه اتساع المسافات الهائلة والإجرام السماوية الضخمة:

سبحان الله وَالله أكبر.

ولكي ندرك بشكل أعمق معنى “الله أكبر” يقول أحد علماء الفلك: لو افترضنا أن الإنسان يعيش في هذه الحياة ملايين السنين، ولو افترضنا أَيْـضاً أن ثمة سيارة فضائية تسير بسرعة مِئة كيلو متر في الساعة في الفضاء دون انقطاع وَعلى مدى أربع وعشرين ساعةً؛ لكي تصل إلى أقرب نجم إلى الأرض ويبعد عنها بـ 3900 سنة ضوئية لاحتاج الإنسان؛ لكي يصل إلى هذا النجم مدة أربعين مليون سنة.

سبحان الله والله أكبر.

لكي نكونَ على بينة ومعرفة عما تعني سنة ضوئية وكيف يتم حساب المسافة الضوئية فَــإنَّ الشمس مثلاً تبعد عن الأرض بمليون وخمسمِئة ألف كيلو متر يقطعها الضوء في ثماني دقائق ضوئية، ولك أن تتخيل ماذا تعني مسافة قدرها 3900 سنة ضوئية ولك أن تتخيل إن استطعت ماذا يعني وكم هي المسافة بين كوكب الأرض ومجرة درب التبّانة والتي يُقَدَّرُ بُعدُها عن الأرض بـ مليونَي ونصف مليون سنة ضوئية؟!

ولكي تتضح الصورة بشكل أدق، فَــإنَّ السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في مساحة فارغة في عام واحد؛ ولأن سرعة الضوء تبلغ حوالي 300000 كم في الثانية حوالي 186000 ميل في الثانية، فَــإنَّ السنة الضوئية تبلغ حوالي 10 تريليونات كيلومتر.

فإذا كانت تلك هي سنة ضوئية تقطع مسافة عشرة ترليونات كم فماذا يعني ألف سنة ضوئية وماذا يعني مليون سنة ضوئية وماذا يعني مليار سنة ضوئية؟!

وإن استطعت أن تحسب هذه المسافات فتخيل أَيْـضاً إن استطاع عقلَك أن يستوعبَ وأن يتخيَّلَ ماذا يعني مسافة بعض النجوم التي تبعد عن الأرض بمليارات من السنين الضوئية!

ولذلك فَــإنَّ النجوم التي نراها اليوم والتي يبعد بعضُها عن الأرض آلافًا من السنين الضوئية والبعض منها ملايينَ من السنين الضوئية هي لم يعد لها وجود إنما الموجود هو ضوؤها الذي وصل إلى الأرض بعد مئات من السنين وبعضها آلاف وعشرات الآلاف من السنين وبعضها ما زال ضوؤها يسافرُ في أعماق الفضاء ليقطع آلاف الترليونات من الكيلو مترات،

ولذلك اللهُ سبحانه وتعالى حين أقسم في القرآن الكريم ببعض المخلوقات فَــإنَّه قد أقسم في سورة الواقعة بمواقع النجوم ولم يقسمُ بالنجوم؛ لأَنَّ أكثرَ النجوم لم تعد موجودةً فقد انفجرت وأضحت نجومًا ميتة ولم يعد منها إلا ضوؤها الذي ما زال يقطع المسافة إلى الأرض.

سبحان الله والله أكبر.

مهما كان هذا الكون عظيماً وكَبيراً جِـدًّا ومهما كان كُـلّ ما في الوجود عظيماً وكَبيراً فَــإنَّ الله أكبر.

وبالمناسبة حين يقول البعض من “علماء السنة والجماعة”: إنَّ (الله يُرى في يوم القيامة)، فكيف لنا أن نراه ونحن لا نستطيع أن نرى ما نسبته 1 % من سطح الأرض التي تعتبر لا شيءَ في ملكوت الله كما أنها لا شيءَ في ظل ما تم ذكره، أضف إلى ذلك

إن افترضنا رؤيتَه سبحانه فَــإنَّنا بلا شك سنرى ما حوله وما يحيط به، ومن الطبيعي أن ما يحيطَ به سيكونُ أكبرَ من الله وحاشَ لله، وهذا يتنافى مع قولنا الله أكبر، فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، الله أكبر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com