غزةُ عنوانٌ للمأساة الإنسانية في العالم

 

منصور البكالي

يقولُ السيدُ القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظُه الله” وهو يتحدَّثُ عن المأساة الحقيقية في قطاع غزة: “إن الجوعَ وصل بأهلنا وإخواننا، إلى درجةِ أن يرى الآباءُ والأُمهاتُ أنفسَهم في موقفٍ محزنٍ جِـدًّا، عندما يطلبُ منهم أبناؤهم الخبزَ فلا يجدون كسرةَ خُبز ولا شيء آخر ليقدموه لهم، ووصل إلى درجة الوفيات جوعاً في شمال غزة، إن المجاعةَ والمعاناة كبيرةٌ في كُـلّ أنحاء القطاع”.

ويشيرُ السيدُ القائد في خطابه الأخير، إلى أن سببَ جوع الشعب الفلسطيني في غزة، وانعدام الدواء والاحتياجات الإنسانية الضرورية، ناتجٌ عن العدوان والحصار الإسرائيلي، لا شك في ذلك، إضافة إلى إسهام الخِذلان والحصار العربي للشعب الفلسطيني، وعدم التحَرّك الجدي والفعَّال، لفتح معبر رفح وتشكيل جسور جوية وبرية وبحرية تعبُرُ كُـلّ الحواجز؛ لتصل إليهم وتنقذ ما بقي من حياتهم المستهدفة بالقتل الجماعي وجرائم الإبادة الجماعية، واستمرار المسلك الإجرامي للعدو الإسرائيلي المُستمرّ كُـلّ يوم في ممارسة كُـلّ الجرائم المتنوعة التي يتفنن فيها، إلى درجة أن يدهس الأهالي في غزة بجنازير الدبابات، وأن يرسل عليهم الكلابَ البوليسية لنهشِ الجرحى، ودفن الأسرى أحياءً.

وأمام هذه المأساة الإنسانية التي يعيشُها مليونان وثلاثمِئة ألف فلسطيني في قطاع غزة، يقف العالم بكله متخاذِلًا أمام الموقف الأمريكي الذي يمنع إنقاذهم وتقديم المساعدة لهم، ويقدم لكيان الاحتلال والإجرام كُـلَّ أصناف وأنواع القذائف والصواريخ والقنابل والطائرات للاستمرار في قتل أبناء غزة، ودعوته للغرب بتقديمِ أنواع الأسلحة والجنود لمشاركة الكيان في جرائم الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي والتهجير القسري.

فهل سيستفيق العالم من سباته وخِذلانه وتنصله عن مسؤوليته الإنسانية والأخلاقية والقانونية في وقف العدوان والحصار على قطاع غزة، وسرعة إدخَال الأدوية والأغذية إليها؟ أم أن أمريكا لم تسمح، وتتمتع بحق الفيتو خارجَ مجلس الأمن وداخله؛ لتستمر المأساة الإنسانية على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ودون أي أثر لما تنقله وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وكل وسائل التواصل الاجتماعي وتقنياته المتنوعة!، وليكونَ العالم شريكًا أَسَاسيًّا في المأساة.

ويلفتُ القائدُ إلى أن الأمريكيَّ حريصٌ كُـلَّ الحرص في استمرار قتل الشعب الفلسطيني، وذهب إلى تشكيل تحالف بحري؛ لمنع استهدافِ الملاحة الإسرائيلية في باب المندب، من قِبل الجيش اليمني، مهما بلغت التكاليف والتبعات الاقتصادية والعسكرية، ولو كان ذلك على حساب العالم، دون أن يسمحَ بدخول المساعدات الإنسانية لغزةَ ووقف العدوان عليها؛ وليؤكّـد أن قتلَ أبناء غزة وتجويعَهم وحصارَهم أولويةٌ ضامنةٌ لبقاء الكيان الغصب، واستمرار جرائمه!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com