الـقَــشّــة..!!

 

أسماء الجرادي

أكثر من مليار مسلم في العالم يقفون اليوم عاجزين عن الدفاع عن أطفال غزة، شعوب إسلامية بأكملها تقف كشاهد فقط لما يجري وعاجزون عن الوقوف في وجه مجموعة العصابات اليهودية كأدنى واجب عليهم تجاه إخوتهم هناك،

والمتأمل لحال الأُمَّــة يجد سر ذَلك في قادة هذه الدول الذين لا يملكون قرارات أنفسهم؛ لأَنَّهم سلموا أمنهم لأمريكا فهم يرونها عصاً غليظة سوف تضربهم إن خالفوا أوامرها، وتزيلهم عن سلطتهم وكراسيهم؛ فوقفوا عاجزين حامين لمناصبهم وبائعين لشعوبهم وأوطانهم وقراراتهم لهذه العصا التي يرونها كذَلك، ولا يعلمون أَو يتفكرون أن هذه العصا التي يرونها غليظة هي بالأَسَاس قشة ضعيفة لولاهم، ونظرتهم إليها هو ما عظمها وجعلها تسيطر وتتجبر عليهم، ولو نظر كُـلّ حاكم مسلم لبلده وشعبه، لعرف مقدار قوته واستطاعته مواجهة أي عدو غربي، ولكنهم وللأسف قادة العالم الإسلامي سلّموا ثروات بلدانهم لهذا الشيطان المجرم وتجمعوا جميعاً تحت رايتها وحكمها مما جعلها قوة عالمية وتنظر لنفسها على أنها العالم بأسره وكلّ من سواها ما هم إلا عبيد لخدمتها، واستخدمت ثروات أوطاننا الإسلامية لتمويل ميزانيتها وحروبها علينا، ولو إننا تركنا هذه القشة لوحدها وحرّرنا أنفسنا منها لأصبحت ضعيفة لا تملك لنفسها أمناً ولا أماناً، ولسهل علينا كسرها وتفتيتها إن هي تمادت على أوطاننا وديننا.

أمريكا القشة الهشة التي بأجسادنا ودمائنا وثروات بلداننا عظمناها حتى استعبدتنا، وتجبرت على كُـلّ صوت يخالف سياستها، ونحن اليوم نراها كيف أنها تساعد وتدعم العدوّ الإسرائيلي لقتل إخواننا الفلسطينيين وحصارهم وإبادتهم، فهي ترسل الأسلحة والقنابل المتنوعة والمتطورة لليهود الصهاينة لارتكاب المجازر بحق إخوتنا الفلسطينيين، ولا تكتفي بهذا فقط، بل إنها وكما نراها أرسلت القوات العسكرية والبارجات والمدمّـرات للمياه الإقليمية لحماية “إسرائيل” وتهديد والاعتداء على كُـلّ من يقوم بمساعدة الفلسطينيين أَو يسعى لإيقاف الحرب عليهم، أَو حتى يرسل المساعدات الإنسانية لمن تبقوا أحياء في ظل الجرائم الكبيرة التي ترتكبها في هذه المدينة الصغيرة بمساحتها، الكبيرة والعظيمة برجالها وعصيها على العدو، المدينة التي تتوسط الوطن العربي والإسلامي المحتلّ العاجز عن حمايتها بل حماية نفسه أولاً، فجميع بلداننا العربية مستعمرة، ما عدا غزة ورفيقتها في الألم اليمن.

ولم تكتفِ أمريكا بهذا بل إنها تجبر الدول العربية والإسلامية بإقامة العلاقات مع “إسرائيل”، وليس هذا فحسب بل ومساعدتها في أي ظرف يطرأ عليها، وها نحن نرى وللأسف عدداً من البلدان العربية أصبحت الحضن الحامي لـ “إسرائيل” وتدين وتستنكر أية عمليات تحرّرية ودفاعية من المقاومة الإسلامية.

لقد استعمرتنا هذا الدولة الشيطانية، فهلا حرّرنا أنفسنا من سيطرتها، لن أقول توحدنا فهذا مجال آخر، لكنني هنا أقول علينا الآن أن نتحرّر..! نتحرّر أولاً..!، لنقف في وجهها ونرفض قراراتها الباطلة والجائرة علينا، هيا لنعيدها لحجمها الطبيعي، فهي بلد هش، ونحن أُمَّـة الإسلام أُمَّـة قوية، قوية بإيمانها، وبقضيتنا، قوية بالله الذي أمرنا بالمواجهة، أمرنا أن لا نترك لليهود والنصار مجالاً لسيطرة علينا وأخبرنا أنه مهما كان ولائنا لهم لن يتركوا قتالنا ولن يرضوا عنا حتى نتبع دينهم،

إذن فلنتمسك بديننا ولنحرّر أنفسنا من هذه الدولة ولنستقل بقراراتنا وأفكارنا، ثم نتوحد لنكون أقوى أُمَّـة على هذه الأرض وحينها سترحل أمريكا عن منطقتنا وتنتهي “إسرائيل” وكلّ أعوانهم وتتحرّر الأرض الإسلامية ولنعيش في أوطاننا بأمن وأمان وسعادة، فقط علينا المواجهة وعدم الاستسلام مهما خسرنا، وسيأتي النصر والفرح بقدر النضال والصبر بفضل الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com