اعترافٌ أمريكي بصعوبة مواجهة القدرات العسكرية اليمنية: واشنطن تصطدمُ بسوء تقديراتها

قائدُ الأسطول الخامس لقناة “سي بي إس” الأمريكية:

– الصواريخُ والطائراتُ اليمنية تستطيعُ إصابةَ هدفِها خلال 75 ثانيةً فقط بعد إطلاقها

– القواتُ الأمريكية لا تملِكُ سوى 9-15 ثانية للتعامل مع الصاروخ أَو الطائرة

– استهدافُ القطع البحرية بصواريخَ بالستية أمرٌ غيرُ مسبوق تاريخيًّا

 

المسيرة: خاص:

أقرَّت البحريةُ الأمريكيةُ، الثلاثاء، بصعوبةِ مواجهة القدرات البحرية اليمنية، بما في ذلك اعتراضُ الصواريخ والطائرات المسيّرة؛ بسَببِ سُرعتِها الكبيرة، مؤكّـدةً أن ما تتعرَّضُ له القطع البحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن هو أمرٌ غيرُ مسبوق في التأريخ، وهو ما يمثِّلُ دليلاً إضافياً على وقوعِ واشنطن في ورطةٍ لم تكن بحسبانها، من خلال الاعتداء على اليمن؛ الأمر الذي يعني بدوره سقوط كُـلّ الدعايات التي حاولت ترويجها خلال الفترة الماضية عن قدرتها على الحد من قدرات القوات المسلحة اليمنية.

ونقلت قناة “سي بي إس” الأمريكية عن قائد الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، براد كوبر، قوله: إن “الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية يمكنها إصابة هدفها خلال 75 ثانية فقط من إطلاقاها”، في إشارة إلى سرعة وتطور هذه الصواريخ والطائرات.

وَأَضَـافَ أن “الجيش الأمريكي لا يملك سوى 9 إلى 15 ثانية لمواجهة صاروخ أَو طائرة مسيّرة”.

ويعني هذا التصريح عسكريًّا أن البحرية الأمريكية لا تعلمُ بانطلاق الصواريخ قبلَ أن تكونَ على مسافة زمنية قصيرة جِـدًّا من الهدف؛ وهو ما يؤكّـد زيف كُـلّ الدعايات التي حاولت الولايات المتحدة ترويجها خلال الفترة الماضية بخصوص استهداف صواريخ كانت معدة للإطلاق في مناطقَ يمنية.

وأكّـد كوبر في تصريحاته أنه “لم يسبق لأحد استهداف سفن تجارية أَو سفن البحرية الأمريكية بصواريخ باليستية”؛ وهو ما يؤكّـد أن الجيش الأمريكية يواجهُ معادَلةً غيرَ مسبوقة في التأريخ، وغير مألوفة؛ الأمر الذي يعني أن القوات المسلحة اليمنية هي من تملك اليد العليا في هذه المواجهة.

وكان بايدن نفسه قد أكّـد أن “صنعاء تستعمل الصواريخ البالستية المضادة للسفن لأول مرة في التأريخ”.

وتشير هذه الاعترافاتُ بوضوح إلى أن الحساباتِ العسكريةَ والعملياتية التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة العسكرية في شن العدوان على اليمن كانت خاطئة وتفتقر إلى الكثير من التحديثات المهمة؛ إذ بدا بوضوح أن واشنطن كانت تعول على شن ضربات خاطفة لتدمير القدرات اليمنية ثم إنهاء الأمر بسرعة، لكنها اصطدمت وبشكل فوري بأنها عاجزة عن التأثير على هذه القدرات، بالإضافة إلى أنها قدراتٌ حديثةٌ ومتطورةٌ ولم يسبق استخدامُها من قبلُ في أية ساحة مواجهة؛ الأمر يمثل خطأً تقديرياً فادحاً بالنسبة للبيت الأبيض.

وقد أقرَّ مسؤولون أمريكيون عقبَ العدوان على اليمن بأن الجيش الأمريكي يفتقر إلى الكثير من المعلومات حول القدرات اليمنية وأماكن تخزينها.

وينسحبُ هذا الأمرُ أَيْـضاً على التقدير السياسي لموقف صنعاء، حَيثُ كشف لجوءَ واشنطن إلى الاعتداء على اليمن أن البيت الأبيض كان يظُنُّ أن هيمنتَه الدوليةَ والإقليميةَ وضرباته العسكرية قد تسهم في ردع صنعاء عن مواصَلة عملياتها العسكرية ضد حركة الملاحة الصهيونية، أَو على الأقل تخفيفها، لكن النتيجة كانت أن تلك العملياتِ استمرت وأضيف إليها عملياتٌ نوعية غير مسبوقة تاريخيًّا ضد القطع البحرية الأمريكية، ولم تستطع الولاياتُ المتحدة حتى تحشيدَ حلفائها لمساندتها في هذه المواجهة.

وينطبقُ خطأ التقدير هذا على المملكة المتحدة أَيْـضاً، والتي أصبحت تواجهُ انتقاداتٍ واسعة؛ بسَببِ اشتراكِها في العدوان على اليمن، وخُصُوصاً بعد استهدافِ القوات المسلحة اليمنية سفينة النفط البريطانية “مارلين لواندا” قبلَ أَيَّـام في خليج عدن وإحراقها، حَيثُ قالت شبكةُ “سكاي نيوز” البريطانية في تقرير عقب العملية: إن قرارَ شن الهجوم على اليمن كان “مقامَرةً، وقد بدأت تفضي إلى نتائجَ عكسية”؛ فيما كشفت صحيفةُ “تلغراف” البريطانية أن السفُنَ الحربية الملكية المتواجدة في البحر الأحمر لا تملِكُ قدراتٍ كافيةً لخوضِ مواجهات عسكرية حقيقية، وأنها مكشوفة ومعرضة للخطر.

وتُعيدُ هذه الحقائقُ والاعترافات وضعَ الولايات المتحدة وبريطانيا أمام حقيقةِ عدم وجود أية إمْكَانية لإيقاف اليمن وإعاقة تحَرّكه العسكري المساند للشعب الفلسطيني سوى إنهاء العدوان الصهيوني الإجرامي على قطاع غزة، والسماح بدخول المساعدات والمؤن إلى الشعب الفلسطيني المحاصر، وهو ما أصبح العالَمُ كله يؤكّـدُ عليه؛ فالإصرار على مواصلة هذه الوحشية لن يؤدِّيَ إلا إلى المزيد من مفاجآت الردع اليمني، وتوسيع الصراع في المنطقة بأكملها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com