أمريكا وعسكرةُ البحر الأحمر خدمةً لـ “إسرائيل”!

 

صدام حسين عمير

نادرًا ما تجد في هذا العالم الفسيح من الأفراد أَو الجماعات أَو الدول من لا يكترث بمصالحه وسُمعته وَيعرضها للخطر؛ مِن أجل خدمة آخرين هم ليسوا في الموقف الصحيح، بل في الموقف الخطأ، ظالمين لا مظلومين، كدعم أمريكا اللا محدود لجرائم الإبادة التي يقترفها الكيان الصهيوني بحق أهالي قطاع غزة، رغم الإدانة الواسعة عالمياً، وهذا مثالٌ واضحٌ ودليلٌ أوضح على أن الإدارة الأمريكية غير مكترثة بمصالح شعبها وبسُمعة بلدها كدولة عظمى.

فمنذ اليوم الأول لعملية “طُـوفان الأقصى” في السابع من أُكتوبر 2023م من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس بقطاع غزةً، هرع أركان الإدارة الأمريكية بالتوافد على الأراضي المحتلّة للاطمئنان على الكيان الغاصب ورفع الحالة المعنوية المنهارة لقادته، ناهيك عن تجهيز جسر جوي مكون من مئات الطائرات المحملة بأحداث الأسلحة والذخائر إلى الأراضي المحتلّة لدعم الكيان الصهيوني ليصُبَّها على رؤوس أطفال ونساء غزة، مع تحريكها حاملات الطائرات والبوارج الحربية إلى البحر الأبيض المتوسط كقوة ردع لأي تدخل من قبل حزب الله أَو إيران.

المبرّرات التي وضعها الأمريكي لنفسه بعدم مشاركة اليمن في معركة “طُـوفان الأقصى” مبرّرات واهية لعدم قراءتها بشكل دقيق لرد القيادة اليمنية على رسالتها المرغبة والمرهبة؛ لأَنَّها تعودت على قادة ينفذون الأوامر فقط، لذا فقد مثلت مشاركة اليمن في بادئ الأمر بالقصف الصاروخي وبالطيران المسيَّر على مواقع الكيان الصهيوني بالأراضي المحتلّة ضربة موجعة للكيان ولأمريكا، لكن تدخل اليمن بحرياً بمنع السفن الصهيونية والتي لها علاقة به من الذهاب إلى موانئ فلسطين المحتلّة مثل ضربة قاصمة للعدو الصهيوني لقطعها سلاسل الإمدَاد لصناعاته المختلفة.

لقد اعتمدت أمريكا في تحَرّكاتها العسكرية في البحر الأحمر على سياسة الكذب والتضليل على الرأي العام؛ وَلذا فَــإنَّ إنشائها لتحالف بحري من عدة دول، والذي انفرط عقده في يومه الأول كان يهدف حسب مزاعمها إلى حماية الملاحة البحرية، في حين أن الهدفَ من وراء ذلك هو دعم “إسرائيل”؛ لتستمر في عملية الإبادة الجماعية لأبناء غزة.

وَحتى يتسنى لأمريكا توسيع الصراع في البحر الأحمر؛ فقد أقدمت على الاعتداء على البحرية اليمنية، أيضًا شنت الطائرات والبوارج والغواصات التابعة لها ولبريطانيا عشرات الغارات على عدد من المحافظات اليمنية؛ بغية توسيع الصراع وعزل ذلك عما يجري في غزةَ؛ خدمةً لـ “إسرائيل” ولمشروعها القائم على القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية وبالأخص حركة حماس.

إنّ الإدارة الأمريكية بأفعالها الصبيانية تلك تهدّد الملاحة البحرية وَتزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة؛ خدمةً لـ “إسرائيل” دون أن تكترث بمصالح شعبها ولا سُمعتها كدولة عظمى.

يا ترى هل يعي ويدرك ذلك من لا يزال لديه حس ووعي، أم أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com